الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب.. الحرب النفسية التي كشف عنها الرئيس السيسي

صدى البلد




فى كلمته بمناسبة الذكرى السادسة و الأربعين لإنتصارات أكتوبر المجيدة إشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحرب النفسية التى تشنها وسائل إعلام معادية لزعزعة ثقة المواطن فى مؤسساته مصورة المؤسسات الوطنية بالعدو للمواطن ومصالحه ، مستغلة وسائل التواصل المتقدمة التى منحتهم فرصة الدخول إلى كل بيت ، و لكن يظل وعى الشعب المصرى الذى خاض حرب أكتوبر عابرًا من اليأس إلى الأمل ومن الماضى إلى المستقبل فى وقت تحول الجيش بكل طوائفه إلى جيش ، وتناول الرئيس السيسي مصطلح الحرب النفسية فى كلمته للشعب عن إنتصار أكتوبر هو تأكيد لا يقبل الشك أن مصر تخوض حرب لا تقل فى قوتها عن حرب أكتوبر ، وأن قدر هذا الشعب أن يتعرض إلى مؤامرات خارجية تستهدف الوطن وإستقراره ، لذلك لزم على جميع مؤسسات الدولة التعليمية و الثقافية و الإعلامية و الدينية توعية الشعب المصرى بالحروب النفسية و أسهاماتها التدميرية على صفحات التاريخ الإنسانى لأن هناك من يقلل من أثار هذه الحروب ، لذلك سنسرد بعض شواهد هذه الحروب التى تستخدم الدعاية والتضليل الإعلامى فى قصف عقول المواطنيين ، وبالرجوع إلى عام 1896م نجد أنه عام ميلاد الدعاية و الإعلام بالشكل المتعارف عليه ، حيث أصدر اللورد "نورثكليف" جريدة ديلى ميل البريطانية بشكل يومى ، وإكتشاف "ماركونى" لموجات الراديو بالأضافة إلى عرض "الأخوان لوميير" أول عرض سينمائى خاص فى باريس ، بعدها بدأ ظهور الدعاية كآداة فى الحروب وتم إستخدامها على إستحياء فى الحرب الأمريكية الأسبانية عام 1898م ، ثم ظهرت كقوة ضاربة وحاسمة فى الحرب العالمية الأولى وكانت سبب فى هزيمة ألمانيا للحرب على عكس التوقعات العسكرية ، فألمانيا أكثر الدول تنظيمًا وعتادًا ولم تهزم فى أى معركة مباشرة ولم تغزو أى جيوش أراضيها ولكنها طعنت من الظهر بالدعاية على حد قول "فيليب تيلور" ، أو كما قال الجنرال الألمانى "لودرف" ( لقد نومتنا دعاية العدو كما تنوم الأفعى الأرنب ) و أعترف قيادات ألمانيا بقوة ودهاء الدعاية البريطانية التى نالت من تماسك الشعب و جبهته الداخلية ، ولم تكن إسهامات الدعاية و التضليل الإعلامى فى الحرب العالمية الثانية بأقل من إسهاماتها فى الحرب العالمية الأولى بل كانت أكثر قوة وتنظيمًا ، وكان يشرف عليها القيادات السياسية أمثال رئيس الوزاراء البريطانى"تشرشل" خلال حملات التوعية ورفع الروح المعنوية ومتابعة الأفلام السينمائية عن قرب ، والقيادات العسكرية أمثال الجنرال "جورج مارشال" رئيس أركان الجيش الأمريكى الذى أشرف بنفسه على مجموعة أفلام "لماذا نحارب ؟ " .

هكذا نرى أهمية الدعاية والروح المعنوية للشعوب التى نظر إليها قيادات العالم السياسية والعسكرية بأنها رصيد عسكرى وحربى هام ، وكان نتاج ذلك أن تم إنشاء الهيئة الإستراتيجية للحرب النفسية فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1951م ، و شهد عام 1953م دخول أول مستشار للرئيس الأمريكى للحرب النفسية البيت الأبيض .

و بالرجوع إلى التضليل الإعلامى الذى يتعمد توجيه سلوك المواطن نحو زعزعة ثقته فى ذاته و مؤسساته عن طريق طرح تصورات لا تتطابق مع الواقع السياسي و الإجتماعى السائد فى الدولة بقمع المواطنين فكريًا ليتحول إلى آداة قهر على حد قول المفكر البرازيلى "باولو فريرى" تستهدف إخضاع الجماهير ، وتكمن عبقرية هذا التضليل المرعبة فى قدرتها على دفع الجماهير للتصويت ضد أكثر مصالحهم فائدة .

لذلك وبعد حديث الرئيس عن الحرب النفسية التى تستهدف الشعب علينا أن نتبنى إستراتيجية طويلة المدى لتحصين المواطن ضد هذا النوع من الحروب ونجعل إتصالنا بمؤسساتنا الأمنية إتصال شكلًا ومعنى ولفظًا وحقيقة لتحيا مصر .