الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخلاقيات المتاحف.. تا-خيرو سيدة طيبة القديمة علمت الإنجليز احترام عقيدة المصريين القدماء.. صور

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

اختتم المؤتمر العام لرابطة المتاحف Museums Association (MA) أعماله بمدينة برايتون الإنجليزية، والذي استمر على مدار ثلاث أيام،ودارت النقاشات حول المتاحف وسبل الاستدامة وآداب العمل المتحفي في ظل العولمة.

وسام محمد عبد العليم الباحثة بقسم الآثار بجامعة اوجوس بالدنمارك شاركت في المؤتمر،وقالت إنه كان قد تم وضع البرنامج بالكامل بهدف إثارة النقاش وتبادل الخبرات ودفع حركة المواجهة للتحديات العالمية التي تواجهها المجتمعات المختلفة.

وقالت وسام محمد عبد العليم لصدي البلد: على غرار المؤتمر العام للأيكوم الذي أقيم في مدينة كيوتو خلال الشهر الماضي، اهتم مؤتمر برايتون بالقضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام العالمي، وعلى رأسها التغير المناخي وسبل الاستدامة والاضطرابات الاجتماعية والسياسية وعدم المساواة. وقد أكد الجميع على ضرورة وقوف المتاحف كمنظمات حرة ومحايدة تدعو لطرح الحلول واتخاذ القرارات الداعمة للنقاش الهادف، وتمنح الجميع مساحة لحرية الرأي.

كذلك فقد ناقش المؤتمر العام لرابطة المتاحف ضرورة التزام المتاحف بأخلاقيات وآداب العمل المتحفي، فيما يخص احترام الثقافات التي ترتبط بها المجموعات المتحفية، ومنها ما أثير عن عرض المومياوات والبقايا الآدمية المصرية، وإذا ما يتم اعتبار ذلك التصرف أخلاقيًا أم لا؟

وتابعت وسام محمد عبد العليم: وقد علق أحد المحاضرون: إذا كانت المتاحف قد اعتادت أن تعرض المومياوات المصرية بسبب قدمها الشديد ورغبة الزائرون والأطفال في رؤيتها، فلم لا نعرض بقايا الأسنان والعظام التي ترجع للهولوكوست؟،وإن لم تقم المتاحف بعرض المومياوات المصرية، فلم يحتفظ بها المتحف إذن؟

وتضمنت النقاشات عرض تجربة جامعة أبردين University of Aberdeen في إقامة معرض خاص بمومياء مصرية لسيدة تدعى "تا-خيرو"كانت من سكان طيبة القديمة، حيث قام فريق العمل بعدد من الفحوصات والأشعة للتعرف على أسلوب حياتها وسبب وفاتها، وذلك دون المساس باللفائف الكتانية المحيطة بالمومياء. 

وأكد فريق العمل على اصرارهم على التعامل معها كإنسان وليس كقطعة متحفية، حيث أصروا على الحديث عنها باعتبارها امرأة مصرية، وكذلك أصروا على ذكر اسمها باللغة المصرية القديمة في كل نصوص العرض، احترامًا لمعتقدات المصريين القدماء ورغبتهم في أن تظل اسماؤهم خالدة الذكر، حتى ينعموا بالحياة الأخرى. 

وامتد النقاش فيما يخص أخلاقيات وآداب العمل المتحفي ليتضمن التعامل مع الجهات والشركات التي تخالف مبادئ الاستدامة، وعلى رأسها حقوق الرعاية التي تمنحها بعض المتاحف الإنجليزية لشركات البترول. 

وقد اعتبر عدد كبير من المحاضرون أن تلك الأموال (غير نظيفة)، حيث اعتبروا أن تلك الشركات تساهم بالقضاء على كوكب الأرض وأن على المتاحف أن توقف التعامل مع تلك الشركات فورا، حتى وإن كانت تلك الأموال تستخدم في خدمة المجتمع.

جدير بالذكر أن رابطة المتاحف تعد هي اقدم منظمة للمتاحف في العالم، حيث تم تأسيسها في عام 1889، ومقرها العاصمة الإنجليزية لندن،ويصل عدد اعضاء الرابطة إلى اكثر من 10 آلاف عضو و 1500 متحف.