الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل أطلقت عليها لغة الشيطان.. صاحب شفرة النصر في حرب أكتوبر يكشف كواليس لقائه بالسادات وأسرار الحرب.. فيديو وصور

صدى البلد

- صاحب شفرة الحرب يروي تفاصيل لقائه بالرئيس السادات
- استخدمت اللغة النوبية لأنها تنطق ولا تكتب
- كان البدو يقومون بطمس أثار أقدام الأبطال تضليل آثار أقدام الأبطال حتى لا تكشف القوات الإسرائيلية أمرهم


لا يزال انتصار حرب أكتوبر المجيدة علامة فارقة فى تاريخ مصرنا الحبيبة ، ولاسيما ما يتعلق بشفرة هذا النصر التى كانت سببًا رئيسيًا فى تحقيق هذا النصر العظيم .

وتواصل " صدى البلد " استعراض سلسلة كواليس صاحب شفرة النصر الحاج أحمد محمد أحمد إدريس والتى كانت تتمثل فى إستخدام اللغة النوبية فى إشارات التواصل بين القادة والضباط والجنود .

وتقديرًا لصاحب شفرة النصر الحاج أحمد إدريس قام اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان بتكريم البطل المقاتل بإهدائه درع المحافظة وشهادة تقدير لدوره الوطنى فى ملحمة نصر أكتوبر العظيم وذلك أثناء إحتفالات أسوان مساء أمس بالذكرى الـ 46 لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة وهو ما قام بتنظيمه مكتب شئون القبائل .

وقد استعرض الحاج أحمد إدريس فكرة شفرة حرب أكتوبر بأنه عندما كان يتحدث أحد القيادات أمامه عن ضرورة إيجاد طريقة لا يستطيع العدو فهمها لأن وقتها كانت الشفرات يتم فكها ويتعرفون على الرسائل المختلفة ، وعندما كان فى الخدمة العسكرية مع اللواء تحسين شنن اجتمع قائد الجيش بالقيادات وطلب منهم مناقشة موضوع الإشارات التي يفك شفرتها العدو ، ووقتها ضحكت أثناء الإجتماع وهو ما لفت أنتباه القيادات، وعندما سألوني عن سبب الضحك أجبتهم أن الحل سهل من خلال استخدام اللغة النوبية لأنها لغة تنطق ولا تكتب .

وعلى الفور طلب قائد الجيش من القيادات أن يلتقى بى، وفى اليوم التالى للاقتراح طلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات إستدعاني وعندما وصلت جاء معي مندوب آخر وتوجهنا إلى منزل الرئيس السادات ، وانتظرت نحو ساعة ونصف ثم دخل علينا الرئيس السادات بهيبته الشديدة ما أصابني بالقلق وأصبح لدي شعور بالخوف، وكان السادات وقتها يمشى مثل الأسد ويحمل "البايب" في يديه. 

وتابع لقد سألنى الرئيس السادات عن سبب تواجدي في سلاح المدرعات بالرغم أننى سلاح حدود ، ثم سألنى عن فكرة إستخدام الشفرة النوبية في الحرب التي اقترحتها أمام القيادات ، وعندما أجبته بأنها تنطق ولا تكتب ولا يستطيع العدو فك شفراتها ضحك السادات ، وشرحت له أن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين فاديكا وكنزى وطلب منى عدم إفشاء هذا السر بعيدًا عن الخمسة أشخاص وهم قائد الجيش، وقائد الأركان، وقائد اللواء، والسادات وأنا فقط، كما طلب منى أن لا أخبر زوجتى لأن السيدات معروف عنهم الثرثرة كثيرًا وكذلك طلب منى أن لا أخبر أشقائى أو زملائى .

وقال البطل للرئيس السادات : لابد من الاستعانة بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964 لأنهم لايجيدون النوبية فأبتسم الرئيس السادات وقال : بالفعل فقد كنت قائد أشارة فى قوات حرس الحدود .

في نهاية اللقاء أعطى الرئيس السادات للبطل 100 جنيه ثم انصرف إلى وحدته وحصل على أجازة لمدة أسبوع وبعد عودته إستدعاه مركز القيادة وعندما وصل للمركز وجد 344 من ضباط الصف من النوبيين منهم 172 من الفاديجا و172 من الكنوز وتم وضعهم فى معسكر مدنى مغلق فى منطقة القصاصين وكانت هذه المنطقة لتمركز قيادة الجيش .

وأوضح البطل المقاتل بأن إستخدام اللغة النوبية بدأ من عام 1971 حتى عام 1973، فقد تم تدريب الأبطال على استخدام جهاز صغير وكيفية إصلاحه بحيث إذا حدث به اى عطل فنى عند إرسال أو إستقبال الإشارات يقومون بإصلاحه حيث بدأت مهام الأبطال حيث عبروا القناة بقوارب مطاطية وبدأو العمل خلف خطوط القوات الإسرائيلية .

وأشار الأبطال رصدوا تحرك جنود إسرائيل فى المساء وترك أماكنهم الأصلية والتوغل إلى مسافة 5 كيلو مترات إلى الخلف وتطويق المكان بالدبابات وتهيئتها كمنطقة دفاع ، كما بدأوا في حصر عدد الدبابات والمركبات الإسرائيلية ونقل الأخبار للقيادة وأطلقوا على الدبابة ( أولوم ) ومعناها ( تمساح ) وعلى العربات المجنزرة ( إسلانجى ) ومعناها ( ثعبان ) وأشريا يعنى أضرب وساع أوى يعنى الساعة الثانية وزندنانى يعنى الطائرة وأوسكو يعنى تحرك .

والبطل أحمد إدريس كان لا يستطيع الخروج مع رفاقه الأبطال أثناء النهار بل كان الخروج في الليل للحصول على معلومات العدو أو لإحضار موائد الطعام التي كان يعدها البدو من أهالى سيناء .

وكان البدو يقومون بطمس أثار أقدام الأبطال تضليل آثار أقدام الأبطال حتى لا تكشف القوات الإسرائيلية أمرهم أمرنا فلولا البدو ما استطاع الأبطال استخدام الشفرة ولا التمركز على مدار سنتين داخل سيناء.

وفى الساعة الثانية ظهر أحد الأيام سمع البطل أحمد إدريس ورفاقه الأبطال تحركات شديدة وأصوات دبابات فوق الأبيار التى كانوا يمكثون فيها واستمر هذا الصوت حتى الساعة الرابعة ظهرا وبعد أن هدأت الأمور تسلل الأبطال وقت المغرب لمعرفة ما يحدث فوجدوا أكثر من 200 تريلة وعلى كل واحدة دبابة جديدة إسرائيلية فى طريقهم من العريش إلى القطاع الأوسط وعلى الفور قام الأبطال بإبلاغ ذلك إلى القيادات ومن الأمور التي يجب الوقوف أمامها بتأمل أن أبطال مصر عندما كانوا يذهبون بجوار الجنود الإسرائيليين للحصول على معلومات كانوا لا يرون أبطال مصر .

وقام اللواء مدكور أبو العز قائد الطيران في ذلك الوقت بإرسال طائرات مصرية وضربت هذه التريلات فتحولت إلى كتل من اللهب.

وفى يوم 8 أغسطس عام 1970 تم بناء اللبنة الأولى في حائط الصواريخ وعلى مسافة مقبولة من قناة السويس والبناء اكتمل أوائل عام 1973 م .

وفى مساء يوم الخميس الموافق 4 أكتوبر عام 1973 الموافق 8 رمضان 1393 هجريا قامت مصر بسحب كل جنودها الذين يعملون خلف خطوط العدو ويوم 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هجريا بدأت المعارك لتحرير سيناء التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 وكانت اللهجة النوبية الشفرة في معارك أكتوبر وأحد أسرار النصر العظيم وقد أطلقت إسرائيل على هذه الشفرة ( لغة الشيطان ) واستمرت الشفرة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات وعندما عرفتها إسرائيل تم تغيير الشفرة واحتفظ البطل أحمد إدريس بالسر لمدة 40 سنة ولم يفصح عنها إلا في عام 2013 ، وفي شهر أكتوبر عام 2017 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم البطل أحمد إدريس ومنحه وسام النجمة العسكرية .

وتجدر الإشارة إلى أن البطل أحمد محمد أحمد إدريس من مواليد عام 1938 في قرية توماس وعافية بمحافظة أسوان وفي عام 1952 حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية وفي عام 1954 تقدم للتطوع والعمل مع القوات المسلحة وتم توزيعه على سلاح حرس الحدود.

وأن النوبية لغة نيلية صحراوية يتحدث بها أهل النوبة في جنوب مصر وشمال السودان ويتكلمها نحو مليون شخص تقريبا كما ذكرت الموسوعة العالمية للغات وكانت النوبية من مفاتيح نصر أكتوبر عام 1973 وصاحب فكرة الشفرة النوبية التي عرفت بشفرة النصر .