الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب المتناقض.. الرئيس الأمريكي يدعم الأكراد في تغريدة وينقلب عليهم في أخرى.. تواطأ مع أردوغان في عمليته بشمال سوريا وأطاح بنجاح كردي ضد داعش.. هدد تركيا في تصريح وغازلها بتصريحات مفاجئة

ترامب وأردوغان
ترامب وأردوغان

  • تغريداته تكذب بعضها.. ترامب: لم نتخل عن الأكراد ونساعدهم بالمال والسلاح!
  • حقيقة تهديدات أمريكا لتركيا تنتهي بزيارة أردوغان لواشنطن.. 13 نوفمبر
  • نبأ سيئ للأكراد.. الرئيس الأمريكي يفاجئهم من جديد ويضحي بهم من أجل نظيره أردوغان

في مواقف متناقضة صريحة، ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شكل متناقض بعد نكث وعوده مع الأكراد السوريين بالوقوف معهم، وتهديد تركيا بضرب اقتصادها وتغريداته اللاحقة بعدها التي تشيد بتركيا كحليف، وعودته مرة أخرى إلى الحديث عن عدم تخليه أبدًا عن الأكراد، ما يؤكد أن أمريكا تلعب على مصالحها فقط، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقالت الصحيفة الأمريكية التي انتقدت في مقالاتها وتقاريرها تناقض ترامب، إن السلطات التركية أعلنت أن قواتها و"الجيش السوري الحر" سيعبران معا الحدود التركية السورية قريبا، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي وافق على نقل قيادة العمليات ضد "داعش" لتركيا، وهو الأمر الذي يقول صراحة إن ترامب أعطى الضوء الأخضر لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان بعملية عسكرية ضد الأكراد، مع الاتفاق ربما على مضمون وغاية العملية، وهي محو الأكراد، وهو ما يعني أن ترامب قد خالف تصريحاته عن الأكراد، الذين ساهموا بقوة في دحر تنظيم داعش الإرهابي.

وزعم رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم، الأربعاء، تحت عنوان "على العالم دعم الخطة التي أعدتها تركيا من أجل شمال شرق سوريا"، أن بلاده ليس لديها هدف في شمال شرقي سوريا سوى القضاء على التهديد الذي يحدق بمواطنيها، مشيرا إلى أن إقامة المنطقة الآمنة سيمنح مليوني لاجئ فرصة العودة لديارهم.

وأضاف ألطون: "سنشاهد خلال الأيام المقبلة كيف سيتلقى مسلحو تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية هذا التغيير في قيادة العمليات ضد "داعش"، وتابع: "بالطبع هم أمام خيارين: الاستسلام دون أي تأخير إذا كانوا يريدون فعلا مكافحة داعش، أو الإنصات لقاداتهم الذين يقولون إنهم سيشتبكون مع الجنود الأتراك، وفي هذه الحالة سنمنعهم من عرقلة أنشطتنا في مكافحة تنظيم داعش".

وأكد ألطون أن "الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية قيادة العمليات ضد تنظيم داعش منذ فترة طويلة، وأن تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مستعدة وقادرة على قيادة وإتمام العملية وإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم".

ولفت إلى أن "نجاح العملية التي تقودها تركيا في الحرب ضد "داعش" هو من مصلحة العالم بأسره"، مشيرا إلى أن "المنطقة الآمنة ستكون لصالح أوروبا أيضا، لأنها ستحل مشكلتي العنف وحالة عدم الاستقرار اللتين تعدان من أسباب الهجرة غير المنظمة والتطرف، فضلا عن ذلك ستتيح هذه الخطة حماية المواطنين الأبرياء في تركيا من هجمات تنظيم إرهابي آخر".

ولفت ألطون إلى أن تركيا تتوقع عودة مليوني لاجئ سوري بشكل طوعي إلى بلادهم حال إنشاء منطقة آمنة بين نهر الفرات والحدود العراقية السورية وعلى عمق 32 كلم، موضحا أنه "في حال رسم الحدود الجنوبية للمنطقة الآمنة على خط دير الزور- الرقة، فإن المنطقة ستتسع لثلاثة ملايين لاجئ مع اللاجئين الذين سيعودون من أوروبا".

لكن وبحسب ما ذكر محللون أمريكيون، فإن العملية التركية همها الأول كسر شوكة الأكراد، واستغلال الوضع المضطرب في سوريا وتكوين مناطق نفوذ وتواجد تركي، ودعم للإرهابيين، والدليل تأييد جبهة النصرة الإرهابية للعملية التي أعلنها أردوغان.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن شروع الولايات المتحدة في سحب قواتها من سوريا لا يعني إطلاقا تخليها عن حلفائها الأكراد، وذلك وسط توقعات بشن تركيا عملية عسكرية جديدة ضدهم.

وقال ترامب، على حسابه بموقع "تويتر": "قد نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل إطلاقا عن الأكراد، وهم شعب ممتاز ومقاتلون رائعون".

في الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي إن العلاقات بين واشنطن وأنقرة كشريكين تجاريين وحليفين في "الناتو" كانت "جيدة جدا"، مضيفا: "كثير من الأكراد يقيمون في تركيا، وهي تدرك تماما أنه كان لا يزال هناك 50 فقط من جنودنا في ذلك القطاع من سوريا، وتم سحبهم، وستجلب أي أعمال قتالية غير مبررة وغير ضرورية من قبل تركيا عواقب مدمرة إلى اقتصادها وعملتها الهشة".

كما ذكر الرئيس الأمريكي ترامب، أن نظيره التركي رجب طيب أردوغان، سيزور الولايات المتحدة يوم 13 نوفمبر المقبل.

ويظهر أن تناقضات ترامب منطلقها المصالح الوقتية المالية وليس الاستراتيجية، فترامب غازل تركيا في تغريداته بعدما هاجمها بشراسة، حيث رجع للخلف خطوتين بعدما هدد بتدمير اقتصادها.

وانتقدت بريطانيا وألمانيا وفرنسا والأمم المتحدة العملية العسكرية التركية، فيما رفضتها روسيا وإيران.

وعارض وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا، ووصفه بالمتناقض جدا.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع وزير الخارجية الكازاخستاني، مختار تليوبيردي، اليوم، الأربعاء: "من الصعب أن أقول ما هو الخطأ في التصرفات الأمريكية في سوريا، لكنها متناقضة تماما".

ونوه لافروف بأن روسيا دعت الولايات المتحدة مرارا إلى وقف الاحتلال غير القانوني للأراضي السورية في منطقة التنف، حيث أنشأوا قاعدتهم هناك.

كما أشار إلى أنه خلال زيارته الأخيرة إلى إقليم كردستان العراق، ناقش تناقض التصرفات الأمريكية في المنطقة مع قيادة الحكم الذاتي في الإقليم.

وقال لافروف: "إن (الأكراد) قلقون للغاية لأن مثل هذا التعامل المتساهل مع موضوع حساس للغاية يمكن أن يثير المنطقة بأكملها، ويجب تجنب ذلك بأي ثمن، نحن نطرح وجهة النظر هذه على الجانب الأمريكي، وآمل أن يسمعونا، لكن في الممارسة العملية، لا نرى تغييرات كبيرة في سياساتهم المتضاربة غير المتسقة".