الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجازر وضحايا ومشردون من درع الفرات لـ نبع السلام.. لماذا يصر أردوغان على التدخل العسكري بشمال سوريا

الهجوم التركي على
الهجوم التركي على سوريا

بدأت القوات التركية اليوم، عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، من خلال عدد من الهجمات الجوية، التي تدعمها نيران المدفعية، ومدافع الهاوتزر، والقصف المستمر على قرى شمال شرق سوريا.

العملية التركية الجديدة التي تشنها القوات التركية في سوريا أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم "نبع السلام"، بحجة القضاء على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، لكن الهدف الحقيقي من تلك العملية القضاء على الوحدات الكردية، واستهداف حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

العملية التركية على الأراضي السورية بدأت بـ 4 غارات جوية استهدفت هجماتها مدينتي تل أبيض ورأس العين وبجانب القصف المدفعي على أن تستمر تلك العملية على امتداد طول الحدود التركية السورية، وبعمق 32 كيلو مترا في شمال سوريا، لإزاحة المقاتلين الأكراد، بحجة إقامة منطقة آمنة تنقل إليها تركيا اللاجئين السوريين الذين فروا إليها خلال السنوات الماضية.

ووفقا لخريطة تقسيمات الأراضي السورية على أرض الواقع، فإن المساحة الأكبر من الأراضي التي تستهدفها تركيا في غزوتها على الأراضي السورية، تسيطر عليها الوحدات الكردية وليس تنظيم داعش الإرهابي، مما يعني أن تلك الحرب تهدف في المقام الأول إلى محو الوجود الكردي، وليس محاربة إرهاب داعش كما أعلن الرئيس التركي.

هدف تركيا من نبع السلام

ترغب تركيا بعمليتها "نبع السلام" في إنشاء ما تسميه منطقة آمنة، على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، والتي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد السوريون، و المعروفون باسم وحدات حماية الشعب، والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية على صلة بتنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، حتى أن تركيا تعتبر الأراضي التي يسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية على أنها تمثل تهديد وجودي للأراضي التركية.

الغريب أن وحدات حماية الشعب الكردية والتي تصنفها تركيا كتنظيم إرهابي تمثل القوام الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية صاحب الفضل الأول فى إسقاط تنظيم داعش بسوريا وطرده من المدن التى كان يسيطر عليها مثل الرقة ودير الزور والباغوز وهو ما اعترفت به العديد من عواصم العالم. 

ويسعى اردوغان بتلك العملية إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلو مترا، داخل الأراضي السورية وبطول 480 كيلو مترا باتجاه الحدود العراقية، بزعم توطين أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري فروا من الحرب في سوريا إلى تركيا.

وليست تلك هى العملية العسكرية الأولى التي تشنها تركيا "أردوغان" ضد الأراضي السورية فقد سبق وقامت أنقرة بعمليتين عسكريتين، كانت أولهما عملية درع الفرات التي نفذتها تركيا في أغسطس 2016، وعملية عسكرية أخرى في مدينة عفرين السورية باسم عملية "غصن الزيتون" والتي نفذتها تركيا في شهر يناير عام 2018.

درع الفرات ووهم الخليفة العثماني

في شهر أغسطس عام 2016، شنت القوات التركية عملية عسكرية على مدينة الباب السورية بهدف السيطرة عليه وبحجة تطهيرها من العناصر الإرهابية، حيث كانت القوات التركية المشاركة في تلك العملية تنفذها بمشاركة مسلحي ما يعرف باسم الجيش السوري الحر، والتي استخدمت فيها القوات التركية المقاتلات التركية، والقوات البرية، والدبابات وسلاح المدفعية.

وكانت تلك العملية تهدف إلى سيطرة القوات التركية على مساحة 5000 كيلو متر مربع، بحجة تطهيرها وتحريرها من القوات الوحدات الكردية التي تسيطر عليها، وفي نهاية العملية أعلنت هيئة الأركان التركية أن الجيش السوري الحر الموالي لتركيا أصبح يسيطر على ما يقارب من 2225 كيلو مترا مربعا نتيجة عملية درع الفرات.

عملية غصن الزيتون ومجازر عفرين

وفي شهر يناير من 2018، شنت القوات التركية، عملية عسكرية جديدة، في شمالي سوريا، أسمتها عملية "غصن الزيتون"، والتي شنت فيها المقاتلات الجوية التركية عدد من الغارات على مدينة عفرين السورية، بحجة تطهيرها من الجماعات المسلحة والإرهابية التي تسيطر عليها، واستهداف وحدات حماية الشعب الكردية ، التي تعتبرها أنقرة امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفها تركيا تنظيما إرهابيا.

وفي تلك العملية سيطرت تركيا والمسلحين من ما يعرف باسم الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة، سيطرت على جبل برصايا الاستراتيجي التابع لبلدية شيران، ومدينة عفرين السورية، وبلدة معبطلي.

الدم السوري المباح

وعلى مدار كل تلك العمليات العسكرية التركية الثلاث المعلنة وغيرها من هجمات غير معلنة، كان الخاسر الأكبر الشعب السوري أيا كانت طوائفه، حيث شرد في تلك العمليات آلاف المدنيين الذين أصبح غالبيتهم من اللاجئين، الذين نزحوا جراء هذا القصف وتلك الهجمات التركية، بجانب قتل الكثيرين، وارتكاب مجازر وصفتها الحكومة السورية بأنها جميعها تهدف لسيطرة أنقرة على الأراضي السورية.


كل تلك العمليات العسكرية التي تشنها تركيا، تسجل الجرائم التركية المستمرة في حق الأراضي السورية، أمام إدعاءات للرئيس التركي في كل عملية أنه يسعى لإقامة منطقة آمنة لإعادة تسكين اللاجئين السوريين، لكن الواقع يثبت نواياه الحقيقية في القضاء على الشعب الكردي، والسيطرة على الأراضي السورية.