الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منارة التسامح.. كتاب جديد عن دير أشهر قديسة في التاريخ

صدى البلد

صدر اليوم الخميس كتاب جديد بعنوان "دير سانت كاترين منارة التسامح" عن المؤسسة المصرية للتسويق والتوزيع "إمدكو" لخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء.

وجاء صدور الكتاب اليوم الخميس فى إطار إنعقاد ملتقى التسامح الدينى الخامس"هنا نصلى معا" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحضور وزراء مصريين وسفراء ومائة شاب من أبناء المصريين بالخارج، ووسائل إعلام محلية ودولية بمدينة سانت كاترين فى الفترة من ١٠ إلى ١٢ أكتوبر الحالي.

وكشف ريحان أن الكتاب يقع فى 123 صفحة متضمنًا ستة مخططات و41 صورة ونقاط، تشمل كافة الجوانب التاريخية والآثارية والروحانية والسياحية المتعلقة بدير سانت كاترين، وهى تاريخ الدير ومعالمه المعمارية ومكتبته الهامة وأسباب وجود الجامع الفاطمى داخل الدير وأيقونات الدير والدور الحضارى للدير،وعلاقاته الداخلية والخارجية عبر العصور والإضافات المعمارية والفنية بالدير فى العصر الإسلامى وجبل موسى والشجرة المقدسة.

وأكد أن الكتاب يقدم قراءة علمية للنصوص التأسيسية بالدير، ويلقى الضوء على معالم المنطقة منذ القرن الرابع الميلادى منذ قدوم القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى للمنطقة، واحتضانها لشجرة العليقة المقدسة وبناء كنيستها الشهيرة وفتح الطريق للحجاج المسيحيين للحج إلى منطقة سانت كاترين،ويعرض سيرة القديسة كاترين وإيمانها بالمسيحية وتعذيبها حتى ظهورها على أحد جبال سيناء والذى حمل إسمها.

ويتعرض الكتاب إلى المعالم المعمارية للدير،شاملة تفاصيل أسوار الدير وأبوبه الحالية والباب السرى وكنيسة التجلى وفسيفساء التجلى الشهيرة أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم من القرن السادس الميلادى،وجهود وزارة الآثار بالتعاون مع إدارة دير سانت كاترين لترميمها وحكاية برج الناقوس وقصة التعانق مع مئذنة الجامع الفاطمى،ومبانى الخدمات بالدير وتشمل حجرة الطعام ومعصرة الزيتون وآبار الدير وحديقة الدير ومعرض الجماجم.

وقال ريحان أن الكتاب يتعرض لتفاصيل بناء الجامع الفاطمى داخل الدير،وينفى علميًا وأثريًا ما يتردد فى بعض الكتابات من ارتباط بناء الدير بحادثة تعدى،ويؤكد أن البناء جاء ثمرة العلاقات الطيبة بين عنصرى الأمة ليصلى به أهل المنطقة،كما استقبل الدير الحجاج المسيحيون والمسلمون لوجود المواقع المباركة من جبل موسى وشجرة العليقة وكنيسة التجلى والجامع الفاطمى،ويلقى الضوء على المعالم المعمارية والفنية والتحف المنقولة بالجامع شاملة المنبر الخشبى وكرسى الشمعدان والكتابات التذكارية بمحراب الجامع.

ونوه ريحان إلى مكتبة دير سانت كاترين الثانية على مستوى العالم من حيث أهمية مخطوطاتها،مؤكدا أن منطقة سانت كاترين ليست وحدها التى تجسّد ملتقًا للأديان،بل أن الوحدات المعمارية داخله تجسّد هذا المعنى،ومنها المكتبة التى تجسّد ملتقى الأديان فى وجود مخطوطات الأديان الثلاثة بها ومنها التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ويلقى الكتاب الضوء على حكاية خروجها من الدير وتواجدها حاليًا بالمتحف البريطانى،ووجود أسانيد قوية تعطى لمصر الأحقية فى عودتها وقد تقدم بها إلى المجلس الأعلى للآثار.

وهناك الإنجيل السريانى المعروف باسم (بالمبسست) وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال،وقيل هى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية،ويظن أنها مترجمة عن أصل يونانى فى القرن الثانى الميلادى،ويكشف الكتاب تفاصيل هذا المخطوط ودور وزارة الآثار بالتعاون مع دير سانت كاترين فى الكشف عن قراءات جديدة لهذا المخطوط.

وتابع ريحان:المخطوط الثالث بالمكتبة الذى يجسّد معانى تلاقى الأديان هو العهدة النبوية، الذى يؤكد الكتاب صحتها بعدة أدلة،منها كتاب العهد الذى كُتب للدير فى عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام،وكان الأصل محفوظًا فى الدير إلى أن دخل السلطان سليم الأول مصر سنة 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخ معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية،وتقدم ريحان بمذكرة علمية للمجلس الأعلى للآثار مطالبًا بعودتها.

وأوضح أن الكتاب يتعرّض للإضافات المعمارية والأثاث الكنسى فى العصر الإسلامى،مما يقدم صورة ثالثة داخل الدير نفسه تجسّد تعانق الأديان، ويلقى الضوء على حكاية جبل موسى وقصة خروج بنى إسرائيل،وحقيقة مسميات المواقع المختلفة حول الدير،مثل نحت العجل الذهبى ومقام النبى هارون ومقام النبى الصالح،ويرد على الادعاءات الخاصة بوجود جبل موسى خارج سيناء.

ويتضمن الكتاب أيقونات دير سانت كاترين،الذى يضم مجموعة من أهم الأيقونات وأندرها فى العالم محفوظة فى كنيسة التجلى ومعرض الصور،وفى الكنائس الصغيرة والملحقة،وتغطى هذه الأيقونات فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى التاسع عشر الميلادى،والآن تعرض مجموعة من الأيقونات ومقتنيات الدير بالمعرض الدائم داخل الدير ببرج القديس جورج والشهير بمتحف الدير.

ويلقي الكتاب الضوء على الدور الحضارى للدير عبر العصور، وعلاقات حسن الجيرة والتعاون بين أهل سيناء والرهبان داخل الدير، وعلاقة الرهبان بالقسطنطينية وعلاقة الرهبان بروسيا وعلاقة الرهبان بالغرب، وفى وقت احتلال الصليبين للقدس عزم بلدوين الأول ملك أورشليم على زيارة الدير عام 1117م، وكان يحضر الصليبيون للدير كزوار وحجاج فقط،لكن الرهبان رفضوا طلبه خوفًا على شعور الدولة الإسلامية،وهى رسالة أخرى من رسائل التسامح والاحترام المتبادل.