الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باستغلال القرآن والإساءة للرسول.. كيف شوه أردوغان صورة الإسلام

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

على مدار سنوات لم يكف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تقديم نفسه على أنه الممثل الشرعي للعدالة، وأنه الخليفة الذي يسعى لإظهار الدين الإسلامي في أبهى صورة، وو لم يتوقف على مدار كل تلك السنوات من ترديد كلمات التسامح والعدالة والدفاع عن حقوق الإنسان، لكن الأيام أثبتت أن كلام الخليفة العثماني في جهة والواقع على النقيض منها تماما.

فمنذ قيام القوات التركية بالعدوان العسكري على الأراضي السورية، في العملية العسكرية التي أطلقت عليها أنقرة "نبع السلام"، والتي تمارس فيها القوات التركية شتى أنواع القتل والدمار والتخريب لمنطقة شمال سوريا، والمعروفة باسم منطقة "شرق الفرات"، بزعم القضاء على العناصر الإرهابية في حين أن تلك المنطقة تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت تنظيم داعش الإرهابي.

لم تتوقف القوات التركية منذ عدوانها على الأراضي السورية عن ممارسة القتل والتدمير، وترويع الآمنين من الشعب السوري، حيث تسببت في نزوح الآلاف الأسر السورية الآمنة وخاصة الكردية عن منازلها، ليس لقصد إلا لتحقيق أحلام أردوغان في تقسيم الأراضي السورية، وتمكين العناصر المسلحة والملقبة بـ "جيش سوريا الحر" الموالي لأنقرة، من بسط المزيد من نفوذه على الأراضي السورية، وفك الخناق على عناصر تنظيم داعش الإرهابي من قبضة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتي يقبع في سجونها أكثر من 13 آلاف إرهابي داعشي.

والمتتبع لمراحل تلك العملية العدوانية "نبع السلام"، على الأراضي السورية، يجد أن كل تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أساءت للإسلام، خاصة بعد محاولته صبغ عدوانه على الأراضي السورية بالصبغة الإسلامية، بداية من تجهيز قواته ومروا بما يرتكب من جرائم في منطقة شرق الفرات شمالي شرق سوريا.

مرحلة تجهيز القوات

وخلال تجهيز القوات التركية المشاركة في الهجوم العدواني على الأراضي السورية، انتشر فيديو لتلك القوات، وهى تقرأ القرآن الكريم، في جلسات ذكر، في محاولة منها لإصباغ حملتها العسكرية بالصبغة الإسلامية، ويقرأ الجنود المشاركون آيات سورة الفتح بنية النصر على الأعداء، في محاولة منهم لوصف أهل منطقة شرق الفرات السورية بصفة الأعداء رغم أن غالبية سكان تلك المنطقة من المسلمين، والذين حرم الإسلام حمل السلاح عليهم.

إطلاق لقب الجيش المحمدي على القوات

لم يتوقف أردوغان عن ترديد شعاراته الإسلامية حتى وأنه في أكثر المواقف مخالفة للإسلام، خاصة وأن الإسلام حرم على المسلم أن يحمل السلاح على المسلم، أو أي إنسان بدون وجه حق، حيث أطلق الرئيس التركي على قواته المشاركة في الهجوم العدواني على الأراضي السورية في عملية "نبع السلام"، أطلق عليها لقب "الجيش المحمدي" وهو ما اعتبر تشويه جديد للإسلام من أردوغان واستغلال للشعارات الدينية في تحقيق أهدافه العدوانية على الشعب السوري.

استغلال المساجد لأغراض سياسية

ومع بدء الهجوم العدواني التركي على الأراضي السورية، فتحت المساجد التركية أجمعها أبوابها بتكليفات من الحكومة التركية، لترديد آيات سورة الفتح من القرآن الكريم، في محاولة منه لتطويع القرآن لخدمة أهدافه السياسية، ومحاولة اصباغ عدوانه على الأراضي السورية بصبغة إسلامية وهو ما اعتبره كثيرون تشويه لصورة الدين الإسلامي واستغلاله في الهجوم العدواني على الشعب السوري.

أفعال اليهود

وعلى مدار العام الجاري، وصفت أفعال الرئيس التركي وغاراته التي يشنها على المدنيين ب المشابهة لـ "أفعال اليهود"، وأن طريقته في هجماته أقرب لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين، حيث كان ذلك واضحا في الهجمات التي شنتها القوات التركية في شهر يونيو الماضي على إقليم كردستان شمالي العراق والتي تسببت في الكثير من الخسائر في الأرواح والخسائر المادية التي لم تفرق ما بين المدنيين ومن يحمل السلاح، وهو ما يكرره الرئيس التركي اليوم، بهجماته على الأراضي السورية.

وأمام تلك الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوري، جعل الكثيرون يصفون أردوغان بانه أكثر من يشوهون صورة الإسلام، لأنه يقول مالا يفعل، ويدعي السلام والتسامح في حين أنه أكثر من يرتكب جرائم قتل وتدمير تسيء لصورة الدين الإسلامي، حتى ينطبق عليه الحديث النبوي: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ».

تسبب في زيادة أعداد الملحدين

وأمام ما يدعيه أردوغان من أنه يقدم صورة الإسلام الحقيقية، رغم ما يشنه من هجمات عدوانية على الأكراد في شمالي سوريا، وما يمارسه من اعتداءات غاشمة على المناطق الكردية بشمال سوريا، ارتفعت مؤشرات نسبة الإلحاد ما بين سكان تلك المناطق، ظنا منهم أن تلك الهمجية التي يمارسها من يلقب نفسه بـ "الخليفة العثماني"، هى طبيعة الإسلام، ليستمر المسلسل التركي في الإساءة للإسلام والدين من تصرفاتهم برئ.