الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من سوريا للعراق وليبيا.. قصة أردوغان عراب الخراب الساعي لإعادة أمجاد العثمانيين على أنقاض الدول العربية

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تعبر حالة الفوضى التي تشهدها بعض الدول العربية عن حجم المؤامرات التي تستهدف المنطقة، فى ظل وجود قوى تسعى لتفتيت الوطن العربي لتحقيق مصالحها، ويبدو التدخل التركي جزء من تلك المؤامرات التي لا تنتهي، ويكفي أن تستدير ببصرك فى العواصم العربية التي أصابها الخراب لتجد دليلا على أصابع تركية الساعية لتخريب المنطقة.

فى كل صراع أو أزمة يبدو الوجود التركي حاضرا وبقوة ، فأنقرة إن لم تكن موجودة بقواتها وجنودها، فهي موجودة بأموالها وسلاحها، بداية الشام والعراق وصولا إلى ليبيا، جميعها ضحايا المخططات التركية، والنزعة التخريبية لزعيم أنقرة الملقب بـ «عراب الخراب».

على مدار الأيام الماضية لم يتوقف الرفض الدولي للعملية العسكرية التي تشنها تركيا على منطقة شمال شرق سوريا، والتي بدأت الأربعاء الماضي، مستهدفة ما قالت إنها «تنظيمات إرهابية» بهدف إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلو مترا، داخل الأراضي السورية وبطول 480 كيلو مترا باتجاه الحدود العراقية، في محاولة من تركيا لتقسيم الأراضي السورية وتشريد الشعب السوري بكافة طوائفه وفي مقدمتهم الأكراد.

العدوان التركي على الأراضي السورية، ليس الأول من نوعه ضد الأراضي السورية وشعوبها، كما هو ليس الأول ضد دولة عربية، في ظل الأدوار التخريبية التي تمارسها أنقرة في البلدان العربية، والتي ثبت أمام العالم أجمع وبالأدلة الدامغة قيامها بتلك الأدوار التخريبية في العراق بدعوى ملاحقة الأكراد وحزب العمال الكردستاني، وليبيا بدعوى دعم الحكومة الليبية المناهضة للجيش الوطني الليبي، وأخرى في سوريا بدعوى مقاومة الأكراد وحماية الأمن القومي.

بنزين الحرب الليبية

منذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، بين الجيش الوطني الليبي الممثل الشرعي للشعب الليبي، وحكومة فايز السراج، ولم تتوقف تركيا عن مواصلة دورها التخريبي في ليبيا، من خلال دعمها للمليشيات المسلحة التي تحارب الجيش الوطني الليبي، والتي تقدم لها انقرة كافة وسائل الدعم والتمويل والسلاح لاستمرار الحرب الأهلية الليبية بين الجيش الوطني والمليشيات المدعومة من تركيا.

أنقرة التي تواصل دورها التخريبي في ليبيا، عملت على دعم المليشيات المسلحة الليبية بكافة أنواع السلاح لتنفيذ مخططاتها، والتي كان آخرها وصول سفينة محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية والتي انطلقت من ميناء سامسون التركي في التاسع من مايو الماضي قبل أن تصل إلى العاصمة الليبية طرابلس، والتي وثقتها صور لتلك الأسلحة تم التقاطها من على متن سفينة الأسلحة التركية.

الجيش الوطني الليبي بدوره يعمل على رصد الدور التخريبي لتركيا على الأراضي الليبية ودعمها للجماعات المسلحة، حيث أكد العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في تصريحات سابقة له، أن المليشيات المسلحة في مدينة طرابلس حصلت على أسلحة وطائرات تركية ميسرة من طراز "درونز" بجانب طائرات بدون طيار.

ووفقا لواقع الحال، فإن تركيا هى الرابح الأكبر من استمرار الحرب في ليبيا، خاصة وأن ليبيا أحد البلدان الغنية بالنفط و مخزون الغاز الطبيعي، وهو ما تعمل عليه تركيا في الاستيلاء على الموارد الطبيعية الليبية، بجانب محاولة أنقرة خلق حلفاء استمرار تواجدها في الأراضي الليبية لتأمين عمليات التنقيب غير الشرعية التي تقوم بها في البحر المتوسط.

هجمات مستمرة على العراق

في يونيو عام 2018 استيقظ العالم على ضربات جوية تشنها القوات التركية على إقليم كردستان شمال العراق، لملاحقة حزب العمال الكردستاني والذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية، وسط ادانات دولية واسعة وقتها للتنديد بالغزو التركي لإقليم كردستان.

القوات التركية لم تحترم الحكومة المركزية العراقية في بغداد، ونفذت هجمتها وتوغلت بعمق 30 كيلو متر داخل الأراضي العراقية، بزعم ملاحقتها مسلحي حزب العمال الكردستاني المختبئين في جبال قنديل بإقليم كردستان، وخلال تلك الحرب لم يفرق الجيش التركي بين مسلحين أو مدنيين فجميع من كان في إقليم كردستان كان عرضة للقصف التركي والتهجير.

عراب خراب سوريا

من جديد عاد الدور التركي التخريبي في سوريا رغم أنه لم يتوقف، بعملية عسكرية جديدة أطلق عليها "نبع السلام" استمرارا لعملياته العسكرية السابقة "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، والتي كانت جميعها لتهديد استقرار سوريا، والتي تزعم أنقرة أن حربها بهدف حماية حدودها من الجماعات الإرهابية والمسلحة وخلق منطقة آمنة تسمح بعودة اللاجئين إليها، في حين أن تلك الأماكن جميعها باتت تعاني من عدم الاستقرار ويستغيث شعبها من الحرب الضروس التي تشنها تركيا ليس لهدف إلا للانتقام من الأكراد.

كل تلك الحروب التي يخوضها أردوغان إمام على حدوده كما هو الحال في حربه على العراق، أو حربه على الأكراد في الشمال الشرقي لسوريا، في إحتلال فج لدول الجوار التركي، أو كما الحال في الحرب التي يخوضها في ليبيا بدعمه المليشيات المسلحة وتقديم كافة أوجه السلاح والعتاد لها لدعمها ضد الجيش الوطني الليبي، حول أردوغان بتلك السياسة جيش أنقرة إلى جيش إحتلال، تأتي جميعها بحثا عن تحقيق مكاسب سياسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يعتبر تلك العمليات العسكرية بمثابة طوق نجاة للتغطية على الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها تركيا.