الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلامي سعودي لصدى البلد: محمد بن سلمان غير وجه المملكة والمرأة نالت حقها.. لا حرب مباشرة بين المملكة وإيران.. قطر ستعود لرشدها.. والسيسي أنقذ مصر.. ونسعى لتأسيس صندوق أصدقاء تحيا مصر لدعم التنمية بها

الإعلامي السعودي
الإعلامي السعودي سامي العثمان يتحدث لـ صدى البلد

الإعلامي السعودي سامي العثمان:
قرارات محمد بن سلمان جعلت للسعودية صوتا مسموعا
الخلط بين الدين والتقاليد ظلم المرأة ومحمد بن سلمان أنصفها
المملكة لن تدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران
عاصفة الحزم أنقذت العالم العربي من التمدد الإيراني
الرأي العام السعودي لم يتأثر بشائعات تورط محمد بن سلمان في قتل خاشقجي
ويوجه رسالة للمصريين: السيسي هو المنقذ
ونعمل على تأسيس صندوق أصدقاء تحيا مصر


استطاع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أن يخطف أنظار العالم، فبعدما اعتادنا على أن القادة في المملكة العربية السعودية تكون أعمارهم فوق الـ60 عاما، جاء شاب يبلغ من العمر 34 عاما، ليقود المملكة إلى منطقة جديدة في كل المجالات، فكانت قراراته محط شكر وفخر للسعوديين خاصة وللعرب عامة.

أردنا أن نصل لصورة واقعية من الداخل السعودي، وأن نلمس انطباع السعوديين أنفسهم عن قيادة الأمير الشاب لدولتهم العريقة، فكان لـ «صدى البلد» لقاء مع الإعلامي السعودي سامي العثمان، رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم، مؤسس اتحاد الإعلاميين العرب عبر القارات، تحدث خلاله عن مدى رضا الشارع السعودي عن قرارات القيادة السعودية، خصوصا القرارات الداعمة والمؤيدة للمرأة السعودية، وتطرق الحديث أيضا إلى القضايا السياسية التي تخص الجانب السعودي والعالم العربي، مثل الحديث عن «عاصفة الحزب»، و «التوتر بين السعودية وإيران»، وغيرها من القضايا المهمة.

س/ في البداية نود أن تنقل لنا صورة واقعية من الداخل السعودي عن رضا الشارع عن قرارات الأمير محمد بن سلمان خصوصا دعم المرأة.

إن عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، هو عهد الحرية والحقوق، وأقرب دليل هو دعمهما للمرأة السعودية، التي أصبحت في عهدهما شخصية ذات كيان، وصاحبة قرار، وتستطيع أن تتحدث عن نفسها بشكل قوي.

إن "المبدعات السعوديات في المجالات المختلفة سواء طبية أو هندسية وحتى فكرية وثقافية، نجدهن يكرمن في المحافل الدولية يوما بعد يوم، في أوروبا وفي أمريكا، وأصبح الغرب يعتز بالمرأة السعودية لتواجدها الواضح على الساحة، بعدما كانت في السابق مهدرة الحقوق، نظرا للخلط الحادث بين التقاليد والعادات والدين، وهناك فرق بينهما، إذ إن الإسلام أعطى المرأة كامل حقوقها، فكانت حتى تشارك في الغزاوات في صدر الإسلام، ولا يجب أن نحمل الدين أخطاءنا، فالدين الإسلامي عزز المرأة وكرمها".

فالمرأة المرأة السعودية اليوم أعطيت حقوقها في العهد الجديد (عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان)، وأصبح لها تواجد في كل مكان.

س/ وكيف استقبل الشارع السعودي لقرار مثل قرار «قيادة المرأة»؟
إن قيادة المرأة موضوع شكلي، أو كان مفتاحا للوصول بالمرأة السعودية للعالمية، لأنها لم تكن القضية الأساسية، بل إن القضية الأساسية هي مشاركة المرأة وتواجدها في الداخل والخارج، وهو ما تحقق اليوم بالنسبة للمرأة.

وقد بات لدى السعوديين اليوم وعي بأن المرأة شريكة حقيقية للرجل في كل الأمور، فالدعم الذي لاقته المرأة السعودية في العهد الجديد لم يثر أي ضيق لدى السعوديين الذين يمتلكون القدر المقبول من الوعي ورجاحة العقل، بل إن الجميع تقبل الموضوع بشكل جيد، والدليل أن الكثير من الرجال السعوديين شجعوا هذا الأمر، لينتقلوا من مرحلة الاختفاء إلى مرحلة الظهور.

س/ وما رأيكم في القرارات الأخرى نثل تنويع مصادر الاقتصاد القومي السعودي وعدم الاعتماد على النفط؟

إن تنويع الاقتصاد في السعودية وعدم اعتمادها على النفط كمصدر رئيس للدخل القومي، توجه عام في الخليج وليس في السعودية فقط، لأن النفط لن يستمر طويلا، والأمير محمد بن سلمان اتخذ خطوات جيدة في هذا الملف، واستطاع أن يشجع على وجود البدائل، فاليوم ميزانية المملكة متزنة اقتصادية، ولدى المملكة انتعاش اقتصادي وحراك جيد قياسا بدول العالم.

كما أن سياسية الأمير محمد بن سلمان أدت إلى انتعاش التجارة البينية بين المملكة ودول العالم، بعيدا عن النفط، وأيضا نفذ العديد من المشاريع التي لا تعتمد على النفط بقدر ما تعتمد على مداخيل أخرى، وصناديق استثمار عديدة، مؤكدا أن المستقبل واعد ومشرق للاقتصاد السعودي القادم.

نعم هناك آثار غير محببة لهذا الإصلاح نظرا لأن بعض الأسعار ارتفعت وبعض المداخيل انخفضت، لكن هذا الأمر جيد بالقياس بدول العالم، وفوق هذا قام الأمير محمد بن سلمان بتأسيس صندوق لمساعدة المواطن السعودي، وهو «حساب المواطن»، وهو يساعد إلى حد ما، ما الأخذ في الاعتبار أن «إرضاء الناس غاية لا تدرك»، فضلا عن أن البنية التحتية السعودية مكتملة اليوم والخدمات جيدة، وبالنهاية القضية هي «قضية وطن» والوصول إلى التنمية بشكل متدرج وجيد.

س/ وفيما يتعلق بتسليح الجيش السعودي - خصوصا في ظل التوتر العربي الإيراني؟

إن التغييرات التي أحدثتها سياسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الداخل السعودي لاقت قبولا كبيرا بين السعوديين، رغم أن «إرضاء كل الناس غاية لا تدرك»، إذ إن كل القرارات التي صدرت حتى الآن من ولي العهد تصب في الصالح العام.

قرارات الأمير محمد بن سلمان كانت لصالح المملكة، والجميع يدرك ذلك، بل إننا نعتبره نعمة من الله عز وجل، إذ إن أول شيء يهم السعوديين هو الجيش والتسليح العسكري، وولي العهد استطاع أن يؤسس لصناعة عسكرية داخل السعودية لم تكن موجودة في السابق، واستطاع أن يبني جيشا سعوديا بناء متكاملا، ولديه الاستعداد والجاهزية، وزوده بمختلف المعدات وأكثرها تقدمها، لأنه إذا لم يكن هناك توازن في القوى فلا يمكن أن يكون هناك صوت للمملكة أو لغيرها.

إن توازن القوى في المنطقة قضية وجود بين السعودية وإيران، وهو مما أخذه الأمير محمد بن سلمان في الاعتبار، فقام ببناء الجيش بصورة جديدة وأعطاه هيبة بحيث أصبحت إيران تخشى هذا الجيش، لأنها تدرك أن المملكة اليوم لديها جاهزية في أي لحظة لمواجهتها، في حين لم تكن هذه الجاهزية موجودة في السابق، فالأمير محمد بن سلمان شاب لديه فكر حضاري جديد، ولهذا استطاع أن يطور المنظومة الدافعية والهجومية للجيش.

كما أن اهتمام الأمير محمد بن سلمان بالجيش وتسليحه كان من أهم الأمور التي جعلت الشعب السعودي يعيش حالة من الاستقرار والأمن ويشعر بالوضع الجيد لبلده، لافتا إلى أن الاقتصاد العالمي الآن يعاني من الكساد، وبطبيعة الحال فإن المملكة جزء من العالم، والأمير محمد بن سلمان يحاول أن يسعى للإصلاح بكل الطرق والوسائل المتاحة، قد تكون بعض الجزئيات في الإصلاح بطيئة إنما في النهاية الأهداف واضحة وستتحقق.

س/ بالحديث عن العلاقة بين الشعب السعودي والأمير محمد بن سلمان.. هل تأثر الرأي العام السعودي بشائعات تورط الأمير محمد بن سلمان في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي؟

إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يستطع هز ثقة السعوديين في الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بالترويج إلى أنه متورط في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

كما أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، قال في آخر ظهور إعلامي له على قناة (CBS) الأمريكية أنه مسئول عن قتل الصحفي السعودي لأن الجريمة وقعت في عهده كقائد للسعودية، وعلى الجانب الآخر فإن الداخل السعودي يعي تماما ان الادعاءات بتورط الأمير محمد بن سلمان في هذه العملية غير منطقي.

وأيضا فإن أمريكا وأوروبا استوعبت أنه ليس من العقل أن يصدقوا بتورط الأمير محمد بن سلمان، في عملية قتل خاشقجي، وتأثير ذلك على الشعب السعودي أنه يدرك أن أعداء المملكة يستخدمون هذا كوسيلة ضغط ضد السعودية فقط.

وكذا فإن المحور التركي الإيراني الإخواني ينتظر أي موضوع يثير البلبلة في المملكة، إلا أن الشارع السعودي أصبح اليوم أكثر وعيا ويعرف الخطأ من الصحيح، ويحلل الأوضاع ليصل للحقيقة بنفسه، وبالتالي ما نجح محور الشر في هز ثقة السعوديين في قيادتهم، لأن هناك حصانة فكرية توعوية داخل الوسط السعودي ضد أي مخرب.

س/ وماذا عن آخر تطورات القضية؟
النيابة العامة في السعودية في بيانها الأخير أعلنت بأنه تم الحكم على 5 أشخاص، والتحقيقات تسير مع باقي المتورطين في هذه الجريمة.

س/ بالحديث عن التوتر الإيراني العربي.. ما ردكم على من يقترح أن يكون هناك تقارب عربي إيراني نظرا لأن إسرائيل هي العدو الأول للعرب؟

إن العدو الأساسي للعرب هو إيران وليس إسرائيل، مع التأكيد على أنه لا قبول للتعامل مع إسرائيل أو التطبيع مع إسرائيل، إلا بعد إعادة الأراضي العربية إلى أهلها، لكن في النهاية فإن إيران هي العدو الأول للعرب، لأن فكرها عنصري عرقي فارسي، تريد أن تعمم هذه العرقية وهذه العنصرية في العالم العربي، وبالتالي تحكم هذه المنطقة.

س/ يروج البعض على أن سبب العداء بين السعودية وإيران هو الطائفية بين السنة والشيعة.

إن إيران هي من تمارس الحرب الطائفية وتنشر ثقافة الطائفية في العالم العربي والعالم كله، حتى في جنوب إفريقيا، حيث إن إيران لديها مشروع الهوية والعرقية والعنصرية وتهتم جسور الدين للوصول إلى هدفها، مشيرا إلى أن إيران وصل تواجدها إلى كل إفريقيا، ووصلت حتى إلى جذر القمر، كما أنها استطاعت أن تخترق كل الدول المتشاطئة على البحر الأحمر، وتغزو العمق الإفريقي، في حين العرب لم يكن لديهم أي رد فعل، إلى أن جاءت الصحوة على يد الأمير محمد بن سلمان، وهو يستوعب الأمر وبدأ يواجهه بشكل جيد ولابد من مشاركة الدول العربية، وأن تعي أن إيران هي الخطر والتمدد السرطاني القادم في داخل وجسد الأمة العربية وليست إسرائيل.

س/ لكن لا يوجد عداء سني شيعي تغذيه السعودية؟

إن السعودية ليس لديها أي مشكلات مع الشيعة، بل إنها تمتلك علاقات قوية وجيدة معهم، بل لديها تقارب سني شيعي، كما أن لديها تقاربا مع شيعة العراق، بل إن السعودية بها شيعة وهم شركاء في الوطن والهوية، ويمارسون مذهبهم ضمن حدود لا يخرجون عنها.

إن إيران استطاعت أن تنشر أفكارها الطائفية في العالم، والآن بات هناك نوع من الوعي، وثانيا فإن السعودية ليس لديها مع الشيعة أي صدام، فالشيعة بوجه عام يحتاجون إلى توعية فقط، وليس لدينا أي مشكلة ضد مذهبهم، بل الأهم أن يكون لديهم هوية وطنية للأرض التي يعيشون عليها.

س/ أحد التحليلات المنتشرة أن سبب حرب السعودية في اليمن هو أن الحوثيين شيعة.. ما ردكم؟

حرب السعودية على الحوثيين لا تعود إلى كونهم شيعة، بل إن هناك يمنيين شيعة يعيشون في السعودية ولم نكن نفرق بينهم وبين السنة، والفروق بين الشيعة والسنة بدأت منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم في إيران، وكذا الأمر مع بشار الأسد في سوريا، ودعم السعودية لليمن يأتي من باب الوقوف مع الشعب ضد الظلم والطغيان.

س/ وما ردكم على من يردد أن الأمير محمد بن سلمان ورط السعودية في حرب لا قبل لها في اليمن؟

إن الحديث عن تورط السعودية في حرب اليمن غير صحيح، بل إن السعودية لو لم تتخذ قرار «عاصفة الحزم» كان عبد الملك الحوثي وصل إلى العمق الاستراتيجي للعالم العربي، فالسعودية شكلت سدا منيعا لمنع تحقق المشروع الفارسي من اليمن إلى العالم العربي.

فالسعودية رفعت راية الدفاع عن الأمة العربية وحماية العمق الاستراتيجي من خلال قرار الحرب على الحوثي، إذ إن الحرب الدائرة في اليمن ليست حربا حوثية بل إن الحرب في اليمن هي حرب كونية، إذ إن أوروبا وأمريكا وبريطانيا وروسيا والصين والغرب يدعم هذه الحرب لبيع السلاح، وبالتالي فالضحية هم العرب.

س/ إذن ما سبب طول أمد الحرب في اليمن؟

هذا الدعم الغربي والأمريكي أحد أسباب إطالة أمد «عاصفة الحزم»، بالإضافة إلى أن هذه الحرب هي حرب عصابات، ممثلا على هذا بحرب أمريكا في فيتنام، حيث انسحبت القوات الأمريكية بعد 10 سنوات لم تستطع فيها أن تحقق غرضها في فيتنام، وتضاريس اليمن مثلها مثل تضاريس فيتنام، الفارق أن فيتنام غابات وسهول واليمن جبال.

س/ الحوثيون أعلنوا وقفهم أي أعمال عدائية تجاه السعودية.. هل هذا يعني خروجهم من عباءة إيران؟

هناك جدية في إنهاء الحرب في اليمن، بشكل أو بآخر، من طرف الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية، ولكن هذه الخطوة لا تعني خروج الحوثيين من عباءة إيران، ولكن دعم إيران للحوثي ضعف بسبب المقاطعة الأمريكية، حيث أصبحت محاصرة ووضعها الاقتصادي شبه منهار، وبالتالي فالحوثي فقد مصدر التمويل.

إن السعودية ليس لديها مشكلة مع الحوثي، شرط أن يعود لطاولة الحوار وأن ينزع سلاحه وفكك السلاح العسكري، لأنه مكون رئيس من الشعب اليمني.

س/ هل التوتر السعودي الإيراني الحادث يؤشر بقرب قيام حرب بين الطرفين؟
إن السعودية ردت على استهداف إيران لمعامل أرامكو في بقيق وأبو خريص، لكنها في الوقت نفسه تملك من الحكمة والعقل أنها لا ترد على إيران ردا قويا حتى لا تدخل معها في مواجهة مباشرة.

أن السعودية لن تدخل مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، إنما ستكون هذه الحرب مع وكلاء إيران، وليس شرطا أن يكون صداما عسكريا ولكن ربما يكون سياسيا، فالانتفاضة العراقية القائمة في العراق حاليا تمثل خسارة لإيران بشكل كبير، لما تمثله هذه الانتفاضة من توحد لسنة والشيعة في العراق ضد السياسات الإيرانية، وهي تمثل بداية لنهاية وكلاء إيران للخليج العربي.

س/ وما رأيكم في دعم جامعة الدول العربية للسعودية بعد قصف إيران لمعامل أرامكو؟

إن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد طرح مشروعا دفاعيا للعرب قبل 3 سنوات، وطرحه في الجامعة العربية وتمت الموافقة عليه ولم يدخل حيز التنفيذ، بيد أن الحلف السعودي المصري الإماراتي قادر على صد أي مؤامرة على دول العالم العربي إذا اتفقوا على كل النقاط في هذا المشروع العربي. إن جامعة الدول العربية مؤسسة عرجاء لم تقدم شيئا للدول العربية.

س/ ومن وجهة نظركم إلى أين ستؤول الأزمة العربية مع قطر؟

إن قطر تمثل العمق الاستراتيجي للسعودية، ويجب أن نفصل بين الشعب القطري والحكومة القطرية، ولا يمكن أن تستمر الأوضاع كما هي لأن السياسة لا يوجد فيها صديق ولا عدو، وستعود يوما للمعسكر العربي ولن تستمر على ما هي عليه الآن، فهي جزء من الجسد الخليجي، والشعب القطري شريك وقريب جدا للسعودية، ولكن قطر تدار من قبل شخص وقناة إعلامية، والشعب القطري لا يقبل بهذا الوضع.

س/ إذن ما الذي يمنع قطر من العودة مرة أخرى للمعسكر العربي؟

إن عودة قطر للمعسكر العربي مرهون بتغيير النظام السياسي في قطر.

س/ وكيف ترى تدخل أردوغان في المنطقة؟

إن العداء التاريخي العربي مع الفرس والترك، أي إيران وتركيا، فأردوغان سيسقط قريبا، وقد خسر الكثير بسبب استخدامه قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي ضد السعودية.

س/ البعض لمَّح إلى تورط أمريكا في قصف أرامكو السعودية بالتعاون مع إيران لدفعها للانضمام إلى تحالف الأمن البحري.. ما رأيكم؟

إن انضمام السعودية التحالف الأمريكي الخليجي لتأمين بحر عمان يأتي لصالحها، لأنها تشارك في أي مشروع أمني للمنطقة العربية أيا كان.

وتورط أمريكا في ضرب معامل أرامكو السعودية مستبعد، ولكن يمكن القول بأنها كانت على علم أو لديها خبر به، نظرا لأنها تمتلك تقنيات حديثة يمكنها الكشف عن مثل هذه التحركات.

س/ الديمقراطيون يسعون بجدية لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. ما تأثير هذه الخطوة على السعودية؟

إن الديمقراطيين لن يستطيعوا عزل الرئيس الأمريكي، لأن الرئيس الأمريكي رجل زكي جدا، فاستطاع أن يحصل على الصوت الصهيوني في الانتخابات الأمريكية بشكل قوي جدا، وبالتالي فهو لم ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس عبثا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقيس العالم من منظور اقتصادي بحت، وأيضا فإن الداخل الأمريكي استفاد من فكر ترامب اقتصاديا، فقد ارتفع دخل المواطن الأمريكي 60%، وهو ما يؤشر بأن ترامب سيفوز بولاية ثانية، طالما أن إسرائيل راضية عنه؛ حيث إن الصهيوينة تسيطر على الإعلام والاقتصاد في امريكا.

س/ كمحلل سعودي متابع جيد للشأن المصري..ما رأيك في التغييرات التي تطال الساحة المصرية في عهد الرئيس السيسي؟
لا شك ان المصريين ذاقوا الويلات خلال سنة حكم الإخوان، وحتى من كان يميل إلى تواجدهم في الحكم أدرك إلى أين كانت ستأخذ جماعة الإخوان مصر، مع إمكانية عودتهم مرة أخرى للحياة السياسية كحزب، لكنهم لن يعودوا مرة أخرى إلى قيادة مصر نهائيا.

الرئيس عبدالفتاح السيسي هو رجل المرحلة، ويقود مصر بجد واجتهاد نحو التنمية، وهذا واضح من حالة الأمن والأمان الذي يعيشها المصريون حاليا، وحالة الاستقطاب السياحي الذي نجحت فيه، كما أن هناك الكثير من المشاريع التنموية التي ظهرت مثل العاصمة الإدارية الجديدة.

س/ ولكن هناك شكوى بعدم تحسن الاقتصاد المصري من وجهة نظر البعض.
صحيح أن الأوضاع الاقتصادية في مصر لم تتحسن كثيرا، ولكن هذا الكساد الاقتصادي يطال العالم أجمع، وفي مصر فإن المستقبل الاقتصادي مبشر، لأن القضية الاستثمارية طويلة المدى، والمصريون لابد أن يصبروا لأن السيسي هو المنقذ، فهو رجل عاقل ورث 60 عاما من الخراب والدمار ولا يملك عصا موسى يمكنه أن يحول الواقع بين ليلة وضحاها، لكنه يعمل ويريد أن يساعده الشعب المصري.

الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع ان يرفع كلمة مصر عالية في المحافل الدولية، ويجب أن نعلم أن «إرضاء الناس غاية لا تدرك».

س/ في الختام سعدنا بالحديث إليكم.. والمجال مفتوح لإضافة أخرى ترون السياق مناسبا لها.
لقد قمت بتأليف كتاب «السيسي رجل المرحلة» بعد عام تقريبا من تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي لسدة الحكم في مصر، بعدما «تفاجئت به وبطموعه وعمله والمشاريع التي يعمل عليه»، حيث اهتم مع وصوله للحكم بتحقيق الأمن والأمان في مصر، لأنه لا توجد تنمية بلا أمن وأمان، مستشهدا بحريته وشعوره بالأمن في مصر خلال تنقله بين المدن المختلفة. إن الأمن والأمان أهم نعمة وإذا تحققا تحققت الآمال والطموحات.

وهناك العديد من الملفات لا يمكن للرئيس عبدالفتاح أن يحلها بمفرده، ويحتاج فيها إلى دعم من شعبه أولا ثم من الدول العربية، في هذا الخصوص فقد دشنا مشروعا عربيا حمل اسم «صندوق أصدقاء تحيا مصر»، وهو صندوق شعبي أسسه عدد من السعوديين والعرب.

س/ ما هدف الصندوق؟
دعم التنمية في مصر، إذ إنه واجب على كل عربي أن يدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي والمصريين، فحجم الجهد المبذول لاستعادة النشاط الاقتصادي المصري من مشروعات وجذب السياحة مرة أخرى.

س/ وكيف تخططون لعمل هذا الصندوق؟
الصندوق سيتم اعتماده وتأسيسه في مصر من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، والجهة المشكلة له لن تكون مشرفة عليه، وإنما دورها الترويج للفكرة، لاستقبال أكبر دعم من الدول العربية لمساندة مصر.

س/ وما الجنسيات المشاركة في هذا الصندوق؟
هناك العديد من الجنسيات العربية المشاركة في الفكرة ومنها سعوديون وإماراتيون وكويتيون وغيرهم، ممن يسوق للمشروع في الوطن العربي.

س/ ما نوع الدعم الذي يهدف الصندوق لجذبه؟
المشروع يهدف إلى جذب استثمارات لمصر وجمع أموال من العالم العربي لصالح مصر، ليس تسولا ولا استجداء، وإنما هو واجب وطني عربي وقومي؛ لأن مصر هي عمقنا الاستراتيجي.