الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب : حقوق إسكندرية

صدى البلد

كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ، كلية عريقة ، قديمة ، تاريخها مطرز بأساطين الفكر القانوني والإنساني على حد سواء ، لن أنسى في بداية حياتي الصحفية قبل ربع قرن جلساتي مع الدكتور محمد زكي أبو عامر ، ثم الدكتور سعيد الدقاق ، لن أنسى شخصيات مثل الدكاترة : عكاشة عبد العال وفريد العريني ومصطفى سلامة ومصطفى الجمال وأسامة الفولي وآخرين لا يمكن أن تغفلهم الذاكرة ، كنا نتعامل مع هؤلاء تعامل الابن مع الأب، كلية الحقوق كانت بمثابة بيتنا الثاني ، لن ننسى الندوات والمناظرات التي كانت تملأ العقل والقلب .

ولأن كلية الحقوق هي مفرخة العظماء ، ومنبع العلماء ، توالي على عمادتها شخصيات وأساتذه يشار لهم بالبنان، فكانوا في التاريخ مصباحا يضيء الظلمات ، حتى آل الأمر الي الدكتور أمين مصطفى ، وهو من أساطين القانون الجنائي في مصر ، وليس هذا فحسب ، فهو مثال للتواضع والعطف على المحتاج ، ويمثل إضافة الي كرسي العمادة لواحدة من أعرق كليات الحقوق في مصر .

ومن لا يعرف الدكتور أمين مصطفى فهو شخص طموح يحب البحث والدراسة والدراية بالعلوم الجنائية والعلوم المساعدة الاخري ، كما أنه مثقف وواع وثائر في الحق وصاحب منهج ومؤلف ممتاز، قصدته قبل أيام لأمر شخصي ، إلا أن الأمور لم تمض على ما يرام بيننا ، فوجدته مثالا للقلب الكبير والضمير الحي والنفس المتسامحة .

لقد جاءت عمادة الدكتور أمين مصطفى لكلية الحقوق ، وهي مثقلة بكثير من الهموم ، يحاول الرجل وكتيبته النهوض بها ، والعودة الي الزمن الجميل ، سواء في التعامل مع الطلاب أو موظفي الكلية حينما كانت هي البيت الاول للجميع ، يحاول الرجل أن يرتقى بالكلية لأنها إشعاع جامعة الإسكندرية ، وكان - ذات يوم - حديث بيني وبين رئيس الجامعة د. عصام الكردي حول كلية الحقوق ، وقلت له إن الدكتور أمين مصطفى هو خير من يتولاها حاليا ، لأنه صاحب رأي ورؤية ، وقادر على العودة بها الي زمن المجد .

نهنئ أنفسنا جميعا بمثل هذا الإنسان ، ورجائي الوحيد منه أن يزيد من نشاط الندوات في الكلية ويحضر ضيوفا فاعلين للقاء الطلاب والتحدث معهم في الشأن المصري ، في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا ، فما أحوجنا الي التكاتف جميعا والوقوف خلف وطننا وقيادتنا في هذا العالم الذي يموج بالصراعات .

أثق أن الدكتور أمين مصطفى هو ابن اللحظة الحالية ، فهو لا يقل عن سابقيه ممن خلدهم التاريخ من أساطين الكلية إن لم يكن بالفعل يفوقهم إنسانية ونبلا.