قيس سعيد الرئيس السادس لـ تونس.. ماذا قال بعد الفوز وما رد فعل الإخوان؟.. تعرف على صلاحياته ومهامه الدستورية وتعهداته للشعب

قيس سعيد:
*شكرا لمن انتخبني وشكرا لمن لم ينتخبني..وثقتكم لن تذهب سدى
*تمنيت أن يكون العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التونسي
* احتفالات في شوارع تونس..والإخوان يطالبونه بالتعاون

أعلن المرشح التونسي المستقل قيس سعيد مساء أمس الأحد فوزه في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية أمام منافسه رجل الأعمال نبيل القروي، الذي لم ينكر الهزيمة، ليكون قيس سعيد الرئيس السادس لتونس.

وقالت إذاعة موازييك إن استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسة "أمرود" أكدت فوز سعيد بنسبة 5.‏72 % من مجموع الأصوات مقابل 5.‏27 % للمرشح نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس.

وعزا نبيل القروي خسارته أمام سعيد إلى عدم وجود تكافؤ في الفرص، حيث لم يتمكن من قيادة حملة انتخابية بسبب اعتقاله في السجن على خلفية قضية غسيل أموال، ما حجبه عن الجمهور ومنعه من التواصل مع الناخبين.

وكان المرشحان قد أجريا مناظرة محتدمة يوم الجمعة الماضية، لكن بيد أن قيس سعيد كان صاحب الحظ الأوفر منها، حيث أثار حديثه عن القضية الفلسطينية واعتبار أي تعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بمثابة خيانة عظمى، إعجابا واسعا، في المقابل ظهر القروي مترددا في حديثه عن منع السياح الإسرائيليين من الدخول إلى البلاد.

وخلال المناظرة أيضا، كذب قيس سعيد كل ما تم تداوله حول علاقته بحركة النهضة وجماعة الإخوان، مؤكدا أنه لم يعقد تحالفات أو تفاهمات مع أي فصيل أو تيار سياسي وأنه لن يفعل قائلا إن كان وسيظل مستقلا، وأن الفصيل الذي يرتكن عليه في البلاد هم الشباب الذين وقفوا في ظهره منذ البداية.، وأنه يعمل من أجل دولة الحرية والديمقراطية التي يقودها الشباب. ليصف القروي برامجه بأنه رومانسية.

وقال قيس سعيد، خلال المناظرة، إن القانون يجب أن يطبق على الجميع من دون استثناء، مشددا على أنه يرفض وجود أي جهاز خارج إطار الدولة، موضحا أن قضية الجهاز السري لحركة النهضة المتهم بتنفيذ اغتيالا، من مسؤولية القضاء، مؤكدا ضرورة تشكيل محكمة مختصة تبحث في قضية الجهاز السري.

وأكد قيس سعيّد بأنه سيلتزم بجميع الاتفاقيات التي وقعتها الدولة التونسية مع دول العالم.

وكانت حركة النهضة قد أعلنت تأييدها لقيس سعيد في جولة الإعادة بعد خروج مرشحيها من المنافسة، إلا أن سعيد شدد على أن ذلك لا يعني وجود تحالف أو علاقات سرية.

كما رفض سعيد تصنيفه سياسيا أو أيديولوجيا، ووصفه بالليبرالي أو العلماني أو السلفي أو اليميني وما إلى ذلك.

ماذا قال بعد الفوز؟

وبعد الفوز مباشرة كتب قيس سعيد على تويتر:"ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. شكرا من أعماق الأعماق لمن دعمنا ومنحنا الثقة، ثقتكم لن تذهب سدى. ربّ يسّر وأعن".

خرج قيس سعيد في مؤتمر صحفي متحدثا إلى الشعب التونسي الذي منحه فوزا عريضا في الانتخابات، والذي كان يحتفل في شوارع البلاد.

حيث بأن يكون رئيس كل التونسيين، ويكون على قدر المسؤولية التي أسندت له، من أجل ضمان استمرارية الدولة، وقال:"شكرا لمن انتخبني وشكرا لمن لم ينتخبني وشكرا لأحرار تونس من أعماق الأعماق. شكرا للشباب والشيوخ وحتى للأطفال الذين فتحوا صفحة جديدة في التاريخ".

وأضاف:"أشكركم من أعماق الأعماق، وسأحمل الرسالة والأمانة بكل صدق وإخلاص، لأننا اليوم نحاول أن نبني بقدراتنا تونس جديدة، تونس التى صاح الشعب في ديسمبر (الشعب يريد) واليوم أرى أنكم تحققون ما تريدون. هذه الجملة العابرة للتاريخ العابرة للقارات حتى الدول التي لا تنطق اللغة العربية رددوها بالعربية".

وتابع:"يا شعب تونس العظيم أعطيتم درسا للعالم كله. هي ثورة بمفهوم جديد هي ثورة في إطار الدستور مع التمسك بالشرعية. هي ثورة لم يعهدها الفلاسفة وعلماء الاجتماع وعلماء السياسة. أبهرتم العالم بما قمتم به..ليطمئن الجميع على أنني سأحمل الرسالة والأمانة بكل صدق وإخلاص. سأحملها بأعبائها وأوزارها بإخلاص. ها أنتم اليوم تحققون ما تريدون. الدولة ستستمر بتعهداتها الدولية. ليطمئن الكثيرون لأننا نعي حجم المسؤولية".

وأكد أن:"الدولة ليست أشخاصًا لأننا نعي ما نقول ونعرف حجم المسؤولية، وما معنى الدولة التي يجب أن تستمر"، مشددًا على أن "تونس تفي بكافة تعهداتها الدولية".

وفي السياسة الخارجية وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية قال قيس: "سنعمل أيضًا في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولها القضية الفلسطينية، كنت أتمنى هنا أن يكون العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التونسي".

كما تعهد سعيد بإرساء دولة القانون وتطبيقة على الجميع وأولهم هو، رئيس الجمهورية.

وقال قيس سعيد إن أول زيارة خارجية له ستكون إلى دولة الجزائر.

وأضاف سعيد:"تحية لأشقائنا في الجزائر من أعماق الأعماق، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لزيارة ليبيا، وتحية خالصة لأبناء شعبنا في فلسطين".

ما رد فعل الإخوان؟

قالت حركة النهضة التونسية، ذراع جماعة الإخوان الارهابية في البلاد، إن رئيسها راشد الغنوشي هنأ قيس سعيد، بفوزه بالانتخابات الرئاسية التونسية على منافسه نبيل القروي.

وأضافت الحركة أن قيس سعيد عبر عن استعداده للتعاون والعمل المشترك مع حركة النهضة في سبيل خدمة الدولة والشعب.

ما صلاحيات الرئيس التونسي؟

يحدد الدستور التونسي 17 مهمة وصلاحية لرئيس الجمهورية من الفصل 72 إلى الفصل 88.

ومن اختصاصات الرئيس أنه يمثل الدولة ويختص برسم السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية والخارجية، وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة.

وللرئيس الحق في حل مجلس نواب الشعب في الحالات التي ينص عليها الدستور، ولا يجوز ذلك خلال الأشهر الستة التي تلي نيل أول حكومة ثقة المجلس بعد الانتخابات التشريعية أو خلال الأشهر الستة الأخيرة من المدة الرئاسية أو المدة النيابية.

ويحق للرئيس أن يرأس مجلس الأمن القومي، ويدعى إليه رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، وله صلاحية الحصول على منصب القيادة العليا للقوات المسلحة وإعلان الحرب وإبرام السلم بعد موافقة مجلس نواب الشعب بأغلبية ثلاثة أخماس أعضائه، وإرسال قوات إلى الخارج بموافقة رئيسي مجلس نواب الشعب والحكومة.

كما يحق له تعيين مفتي الجمهورية التونسية وإعفاءه، والتعيينات والإعفاءات في الوظائف العليا برئاسة الجمهورية والمؤسسات التابعة لها، والتعيينات والإعفاءات في الوظائف العليا العسكرية والدبلوماسية والمتعلقة بالأمن القومي بعد استشارة رئيس الحكومة.

أيضًا للرئيس صلاحية تعيين محافظ البنك المركزي باقتراح من رئيس الحكومة، وبعد مصادقة الأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس نواب الشعب، ويتم إعفاؤه بنفس الصيغة أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس نواب الشعب ومصادقة الأغلبية المطلقة من الأعضاء.

وفي حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها يتعذر معه السير العادي لشؤون الدولة، على رئيس الجمهورية التونسية أن يتخذ التدابير التي تحتمها تلك الحالة الاستثنائية، وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب وإعلام رئيس المحكمة الدستورية، ويعلن عن التدابير في بيان إلى الشعب.

ويُنهى العمل بتلك التدابير بزوال أسبابها، ويوجه رئيس الجمهورية بيانا في ذلك إلى الشعب.