الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من صفحات التاريخ.. ماذا قدمت مصر للأكراد وكيف كانت شوكة في حلق تركيا؟

الأكراد
الأكراد

أثار التدخل التركي الأخير في سوريا ومهاجمة الأكراد تحت ما سمي بعملية "نبع السلام"، جدلا واسعا، وردود فعل عربية كبيرة بعد العملية العسكرية التي أطقلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شمال شرق سوريا.

ودانت مصر والجامعة العربية التدخل التركي العسكري في سوريا، وقالت الخارجية المصرية في بيان صحفي، إن خطوات تركيا في سوريا تمثل "اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية".

ورفضت مصر إجراء أي تغيير على التركية السكانية في شمال شرق سوريا، والتي يهيمن عليها الأكراد وسكان عرب.

ودائما كانت مصر حاضنة لقضية الأكراد منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي ناصر قضية الأكراد ضد تركيا، فكانت القاهرة هي الصوت الرسمي للأكراد، ومن قبل عبد الناصر احتضنت القاهرة أول صحيفة ناطقة باسم الأكراد في القاهرة يوم 22 أبريل 1898، وكانت تسمى صحيفة كوردستان وصدر منها 31 عدد خلال أربعة أعوام تلت تاريخ إنشائها.

وخلال عهد ناصر أسس الزعيم الراحل سياسته الخارجية التي اعتمدت على مناصرة القوميات والأقليات التي لا تتمتع بالاستقلالية والحكم الذاتي في أماكن تواجدها، كان الأكراد أحد أهم القوميات التي دعمها عبد الناصر، وأسس لها أول إذاعة كردية خاصة تنطلق من القاهرة في عام 1957.

كان عبد الناصر يرى أن للأكراد حقوق لغوية وثقافية، ومن هذا الأساس كانت أول إذاعة كردية للعراق تولى رئاستها الرئيس العراقي الحالي معصوم مرزوق المنحدر من أصل كردي، وكان ممثلًا للأكراد في مصر (1973 – 1975) بعد وفاة عبد الناصر.

تسارعت وتيرة الأحداث بعد تأسيس أول إذاعة كردية في مصر، احتج السفير التركي في القاهرة على هذا القرار، وأبلغ عبد الناصر احتجاج بلاده، فكان رد عبد الناصر هادئًا وحاسمًا في نفس الوقت "معلوماتي تفيد بأنه لا وجود للأكراد في تركيا، كما تقولون، وأن هؤلاء الذين يوصفون بأنهم أكراد ما هم إلا أتراك جبليون، فلماذا إذا أنتم غاضبون من إذاعة كردية؟".

استمر دعم عبد الناصر للأكراد رغم الغضب التركي، واستقبل الزعيم التاريخي للأكراد مصطفى بارزاني، وأسس معه علاقات قوية بنيت على دعائم الاستقلال والحكم الذاتي، وكرس جهوده الخارجية وأسلحته الدبلوماسية في مناهضة الحرب على الأكراد.

تشير مصادر تاريخية إلى أن الأكراد أصبحوا يتغنوا باسم جمال عبد الناصر فيما بينهم بفضل الإذاعة الكردية التي أسسها لهم وأصبحت نافذة لهم تطل على دول العالم لنشر ثقافاتهم، ويتندر الأكراد فيما بينهم على رد عبد الناصر على السفير التركي في القاهرة بعد اعتراضه على تأسيس إذاعة للأكراد، هذه الشواهد دفعت الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ عام الاجتماع السياسي إلى القول بإن "عبد الناصر كان يحمل للأكراد تقديرا ومودة ومحبة يعود الى ما يتشربه كل مصري من إجلال واحترام لإسهام الشعب الكردي في التاريخ العربي والإسلامي".