الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حريق وصدفة يكشفان كوكتيل حضارات في مسجد أبو الحجاج الأقصري.. صور

صدى البلد

رغم الثراء الذي تتمتع به الأقصر من حيث الآثار الموجودة على أرضها وفي باطنها، إلا أن مسجد أبو الحجاج الأقصري الأثري تظل له خصوصية بما يتمتع به من تاريخ ومكونات بناء شديدة التميز.

كاميرا موقع صدي البلد زارت المسجد مؤخرًا،حيث كشف لنا حكايته حسام زيدان الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية،والذي قال لنا أن تأسيس المسجد يرجع إلي العصر الأيوبي عام 1286م - 658 هـ،وذلك في الجانب الشمالي الشرقي لمعبد الأقصر.

وكشف زيدان أن ما يؤكد قدم المسجد أن الرحالة الشهير ابن بطوطة ذكره في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"،لافتا أن المسجد بناه الإمام الصوفي أبو الحجاج الأقصري فوق المعبد،إذ كان المعبد مغطي بالرديم وهو ما أظهرته الحفائر التي أجريت للمعبد،حيث تم الكشف عن أعمدته وأساسات المسجد،والتي كشفت أسفلها بقايا كنيسة قديمة.

وكشف أن الظروف التاريخية لبناء المسجد حققت له تداخلا حضاريًا فريدا،وهذا التداخل يكشف عن تواصل الحضارة المصرية عبر العصور، فالمصري القديم تعبد في معبد الأقصر،وعند دخول المسيحية أنشأ كنيسة في نفس المكان،وأنشأ مكانها مسجدًا حينما دخل الإسلام مصر،وهي كلها تداخلات قدرية لم يخطط لها أحد.

وقال الباحث إن المسجد يتميز من الداخل بوضوح الأعمدة الفرعونية التي استخدمت في بنائه قديما،ويمكن لأي زائر أن يراها بوضوح،واذا ما دخلت المسجد للصلاة ستجد بجوارك نقوشا فرعونية رائعة،تظل شاهدة علي سماحة وعبقرية الحضارة المصرية علي مر العصور.

المفاجأة أن هذا المسجد تم تسجيله ضمن الآثار الإسلامية عام 2007،ولم تكن قبلها الأعمدة‏ ‏والنقوش‏ والكتابات الهيروغليفية ظاهرة،وتم اكتشافها بالصدفة عقب الحريق الذي تعرض له المسجد عام 2006،ليفاجأ الجميع حينها بالأعمدة المصرية القديمة،وهي في الأساس تمثل قمة أعمدة معبد الأقصر من أعلي.