الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من المستفيد من معركة شمال شرق سوريا.. إيران وروسيا أكبر المنتفعين عبر تأكيد تواجدهما بالبلاد.. وتركيا تحاول القضاء على الأكراد.. وداعش يظهر من جديد

الجيش التركي في سوريا
الجيش التركي في سوريا

* خطوة ترامب تخلق فراغا في المنطقة
* روسيا وتركيا وإيران تسارع لتأكيد نفوذها
* أردوغان يهدف لتوطين عرب سوريا في المناطق المستهدفة

غير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا موازين القوى بشكل جذري في شمال شرق البلاد وخلق فراغا تتسابق روسيا وتركيا وإيران على ملئه.

فبينما تواصل القوات التركية زحفها جنوبا داخل الأراضي السورية دعا الأكراد الحكومة السورية للدفع بقواتها للتقدم من الجنوب ومن الغرب. وتستغل القوات السورية التراجع الأمريكي لبسط سيطرتها على منطقة غنية بالموارد كانت قد انسحبت منها قبل سنوات.

وتضم هذه المنطقة معظم الأراضي السورية التي كانت تشكل "دولة خلافة" أعلنها تنظيم داعش الإرهابي الذي لجأ مقاتلوه إلى العمل السري لكنهم تعهدوا بالنهوض من جديد.

ويقبع في سجون بالمنطقة أكثر من عشرة آلاف سجين من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي بعضهم من المقاتلين الأجانب الأشداء الذين ترفض حكومات غربية إعادتهم إليها كما يقيم عشرات الآلاف من أفراد أسرهم في مخيمات في المنطقة.

وفيما يلي موجز لما يعنيه الانسحاب الأمريكي للأطراف الجديدة الوافدة على المنطقة وللباقين فيها.

*ما هدف الهجوم التركي؟


يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يريد توطين ما يصل إلى مليونين من اللاجئين السوريين، كثيرون منهم من العرب السنة، في المناطق المستهدفة في العملية العسكرية وهي مناطق تسيطر عليها في الوقت الحالي قوات يقودها الأكراد.

وقد ركزت القوات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقره في الأسبوع الأول من العمليات على إخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب المؤلفة من أكراد سوريا من مدينتين حدوديتين كبيرتين هما تل أبيض ورأس العين اللتان يفصل بينهما نحو 120 كيلومترا.

ورغم موجة من الانتقادات الدولية قال أردوغان إنه لا شيء سيوقف العمليات ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين بسبب صلاتهم بمتمردين يشنون تمردا في جنوب شرق تركيا.

وقال أردوغان إن تركيا ستسيطر على شريط حدودي يمتد مئات الكيلومترات من كوباني في الغرب إلى الحسكة في الشرق وبعمق 30-35 كيلومترا في الأراضي السورية.

وقال مسؤول تركي لرويترز إن العملية تسير "بسرعة كبيرة وتحرز نجاحا". وأضاف أن المرحلة الأولى ستكتمل بحلول 13 نوفمبر موعد لقاء أردوغان مع ترامب خلال زيارة لواشنطن وذلك دون أن يحدد عمق التوغل التركي في ذلك الوقت.

*ما معناه للحكم الذاتي الكردي؟


استغلت الجماعات الكردية في سوريا انسحاب القوات الحكومية من الشمال الشرقي في بداية الصراع السوري في إنشاء مؤسسات للحكم الذاتي وتدريس اللغة الكردية في المدارس المحلية.

وعندما انكشف الأكراد أمام الهجوم التركي من جراء الانسحاب الأمريكي دعوا الجيش السوري للعودة وهو قرار سلط الضوء على مدى ضعفهم وكان إيذانا بنهاية الكثير من أحلامهم.

وسيسعى الأكراد للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي في محادثات سياسية مع سوريا وهو هدفهم المعلن منذ فترة طويلة. لكن لم يعد لهم حليف قوي يناصرهم.

ومع ذلك تشترك دمشق وقوات سوريا الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد في هدف طرد تركيا من الشمال السوري أو وقف الزحف التركي على أقل تقدير.

وقال جوشوا لانديس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما "دمشق تحتاج الأكراد. فالأكراد ودمشق يشتركان في أمرين: معاداة تركيا ورغبة في عدم سيادة فصائل المعارضة السنية في شمال شرق سوريا‭‭‭"‬‬‬.

وأضاف: "لكنهما لا يتفقان على أي شيء عندما يتعلق الأمر بحكم شمال شرق سوريا".

* ما مصير تنظيم داعش الإرهابي؟


كانت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد هي القوة الرئيسية على الأرض في الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة الذي استعاد الأراضي السورية من تنظيم داعش بما في ذلك مدينة الرقة العاصمة الفعلية لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم.

وكانت واشنطن تستعد قبل انسحابها لتدريب قوة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وتجهيزها لتحقيق الاستقرار في المنطقة وذلك لمنع عودة المتطرفين الذين نفذوا مذابح واسعة بحق الأكراد في المدن التي سيطروا عليها.

وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن الهجوم التركي ساعد في تنشيط خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بعد عام واحد من هزيمة التنظيم. وقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات بما في ذلك تفجير سيارة ملغومة خارج مطعم في مدينة القامشلي أكبر المدن الكردية بعد يوم واحد من بدء التوغل التركي.

ومنذ بدأ القتال الأسبوع الماضي تقول قوات سوريا الديمقراطية إن اضطرابات حدثت في السجون التي تحتجز فيها المقاتلين وفي مخيمات تحتجز فيها زوجات المقاتلين وأطفالهم.

*المكسب الإيراني المحتمل


من المنتظر أيضا أن تحقق إيران حليفة الأسد المكاسب، فمن المرجح أن تساعد فصائل شبه عسكرية عراقية تدعمها إيران على الحدود العراقية السورية الأسد في بسط سيطرته مما يدعم خطوط إمدادها على امتداد مسار يمتد من طهران إلى بيروت.