الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد دعم عائلته .. لاعب الإسكواش للناشئين : أحلم بالمشاركة في بطولة العالم للكبار.. فيديو

عبدالله عمرو حافظ
عبدالله عمرو حافظ

بأنامل صغيرة وعيون لم تشاهد العالم بنظرة واسعة، جلس عبدالله عمرو حافظ على كرسي ليشاهد الكرة المطاطية ، أمامه داخل الملعب تصدر اصواتًا لم يسمعها من قبل، فكان صوت المضرب يفوق أصوات عديدة حول الولد الصغير، ليكون والده أول من بث في نفسه حُب وانتماء لرياضة الاسكواش وهي إحدى الألعاب ذات الشعبية العالية في بعض الدول، وبعد دخوله الملعب وتدريبات عديدة أصبح من أهم اللاعبين الناشئين للنادي الأهلي.

يهوى عبدالله ، ممارسة الرياضة منذ الصغر ، فبدأ بتمارين السباحة ببلوغه الـ٣ سنوات، والذي حقق نجاحًا باهرًا فيها، واستطاع أن يتقدم على زملائه في التمارين، فنصحه مُدرب السباحة إنه يختار رياضة على الأرض بجانب السباحة، فكان الاختيار الأول وقع من نصيب رياضة الاسكواش بالرغم من وجود بدائل أخرى كما وصف اللاعب المصري.

"انا متحمس ألعب اسكواش من طفولتي"، بدأ عبدالله عمرو يروي قصته مع رياضة الاسكواش بتلك العبارة التي كانت بداية لتحقيق أحلام مجهولة في المستقبل لم يعلم عنها شئ، فبعقل لا يتعدى الـ ٥ سنوات، وعيون لم تعرف سوى مشاهدة الكارتون، جلس على كرسي بداخل ملعب الاسكواش لمشاهده مباراه بين والده و عمه، فكان الأمل يرسم أمامه حلمًا لم يفكر فيه قط، فبدأ صوت المضرب مع الكرة يصدر يلعب داخل أذنيه كالمعزوفة الموسيقية لتشجيعه على أنه يكون لاعبًا للإسكواش.

لم يتأخر عن الاستجابة لصوت المضرب الذي استكان بداخله في هذه المره، وأخذ من مكانه ليقوم بحمل المضرب بين يديه، ولكنه لم يقدر على ذلك، لما يحتاج من تدريبات كثيرة حتى يستطيع أن يحمل المضرب كما نصحه والده.

كان عبدالله في البداية لم يكن في تفكيره أن تكون تلك اللعبه هي التي يمارسها ويصبح بطلًا مصريًا مشهورًا، ولكن مع التدريبات الرياضية ووجوده دائمًا داخل الملعب، فتحسن المستوى وتحول الأمر من مجرد موهبه لتفريغ طاقته، إلى طريق الشهرة والاشتراك في البطولات المحلية والدولية.

«فضلت ٣ سنين بتدرب عشان اعرف ادخل بطولة»، لم يكن تحقيق الحلم بالسهولة التي يعتقدها الأطفال، فبدأ عبدالله يفكر في الاشتراك بأول بطولة بنادي الصيد والتي كانت من المفترض عند سن الـ ٩ سنوات ولكن بتشجيع والده وبث الامل من والدته استطاع أن يكون داخل البطولة ببلوغه الـ ٨سنوات.

وبعد مرور الأيام وتشجيع أهله وانهماكه في التدريبات وانقسام اليوم بين المدرسة والمذاكرة والتمارين، فُتحت له الحياة بابًا جديدًا لم يعلم عنه شئ، فكانت هولندا هي البداية الحقيقيه له كما وصف لـ «صدى البلد»، فقبل بلوغه الـ١٣ عاما استطاع أن يكون بداخل بطولة ألمانيا- هولندا والتي أحرز بها نقاطًا غير مسبوقة وصُنف الثالث على مستوى العالم في رياضة الاسكواش في ذلك الوقت، ثم صُنف الأول عالمًيا.

لم تكن هولندا هي البطولة الدولية الوحيدة، فمرت شهور عديدة لتكون فرنسا في استقبال البطل المصري الصغير تحت سن الـ ١٥ ليكون المركز الثاني من نصيبه، ولكن الحظ توقف دوره مع عبدالله لفترة من الزمن بعد بطولة فرنسا، فبالرغم من تفوقه في رياضة الاسكواش خارج حدود بلده، إلا أنه لم يكن على استعداد بالاشتراك في بطولة الجمهورية بسبب إصابة وكسر في اليد اليسرى والذي تعطل عن اللعب لمدة شهرين متواصلين، إلا أنه بإرادة من حديد حاول أن يكون جاهدًا في بعض التدريبات والعلاج الطبيعي استعدادًا لبطولة ألمانيا-هولندا، والذي كان الأمر صعب عليه من جميع النواحي كما وصف عبدالله.

وبالرغم من سوء حظه بعدم مشاركته في بطولة الجمهوريه لعام ٢٠١٧ لما تعرض من إصابة، إلا أنه كان حلمه يفتح أبواب عام ٢٠١٩ ليستطيع اللاعب المصري الاشتراك بها تحت سن الـ١٥ ليكون المركز الاول من نصيبه وهذا يعتبره فخرًا له ولأهله ولبلده.

ومع الوقت صار الولد الصغير لاعبًا مشهورًا على أرض مصر، ولكن يشعر دائمًا بأنه معروفًا بين العالم المحيط به فقط، ويأمل أن يكون بطلًا حقيقيًا عند الشارع المصري مثلما تربع الفرعون المصري محمد صلاح في قلوبنا، فكانت مطالبه موجهة للإعلام المصري بأنها تساعد في انتشار رياضة الاسكواش ووعي الجمهور بها، متابعًا "محتاجين نقل الماتشات المحلية والدولية على التليفزيون"، ويشيد في حسرة شديدة باللاعبين المصريين في رياضة الاسكواش الذي لم يعلم عنهم الجميع، كما أنه يأمل بتدريب طلاب المدارس على تلك الرياضة كما يفعلون مع رياضة كرة القدم، فلم يكن لدينا نقص في الملاعب أو المُدربين لتكون رياضة الاسكواش مُهمشة لهذه الدرجة كما وصف عبدالله.

أحلام تلو الأخرى وإنجازات صغيره يسجلها اللاعب المصري في سجله التاريخي، فأخرًا وليس أخيرًا يحلم بمشاركته في بطولة العالم للكُبار فوق الـ ١٨ عاما، فيكون كل تركيزه في هذه الفترة الوصول لها كما يحلم.