الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد خيري لـ صدى البلد: السيسي حريص على تأهيل الشباب قبل تمكينهم.. التليفزيون سيعود للمنافسة.. لست مع تقليل أعداد خريجي الإعلام.. وطموحي أن أظل مذيعا يخدم الناس.. فيديو وصور

الإعلامي أحمد خيري
الإعلامي أحمد خيري في ضيافة صدى البلد

  • أحمد خيري لـ "صدى البلد":
  • الإعلام عانى من العبث قبل 2011 ويتم حاليا إعادة تشكيله
  • الوجوه الشبابية في الإعلام تفعيل لتمكين الشباب.. والخبرة والثقافة ليست بالسن
  • قضايا السوشيال ميديا يوجهها طرف واحد والإعتماد عليها في نقل المعلومات خطأ مهني
  • الإعلام التلقيدي لازال مؤثرا في توصيل المعلومات للجمهور

استضاف موقع "صدى البلد" الإخباري، الإعلامي أحمد خيري خلال ندوة تناولت عددا من القضايا والملفات الهامة المتعلقة بقضايا الإعلام والمشهد الإعلامي الحالي وتجربته الشخصية في المهنة على مدار ما يقرب من ٢٠ عاما.

ويعتبر أحمد خيري أحد الوجوه الإعلامية الشابة التي برزت خلال السنوات الماضية، وبدأ عمله في مجال الإعلام أواخر التسعينات، وقدم مواد إعلامية مختلفة في الشكل والمضمون، حيث عمل مساعد مخرج ثم مراسلا لفترة و قدم عددا من البرامج الهامة منها "حال بلدنا" على راديو ٩٠٩٠، وحاليا "صباح الورد" على قناة ten.

وإلى نص ما جاء بالندوة..

في البداية.. ما تقييمك للمشهد الإعلامي حاليا في مصر؟

أرى أن الإعلام يمر بنفس الظروف التي كانت تمر بها الدولة المصرية، فالدولة كانت تعاني من تفكك مؤسساتها ومن ضمن أعمدة أي دولة هو الإعلام، وكان هناك بعض العبث به قبل ٢٠١١ وشهدنا تبعات ذلك فيما بعد الثورة، وبالتالي كان يجب أن يكون هناك تغيير وإعادة هيكلة.

وحاليا يتم إعادة تشكيل الإعلام وهيكلته، ولكن البعض يغضب من التطوير وينتقده مثلما يتعرض أي مشروع في أي مجال حاليا للانتقاد.

والإعلام نفسه يتغير ويتطور من الداخل، فقبل 20 عاما لم يكن هناك كل هذا القدر من الوسائل الإعلامية الحديثة وبالتالي أنا كإعلامي يجب أن أعمل على تطوير نفسي.

كيف ترى تجربتك في تقديم برنامج صباحي؟ وهل تتمتع هذه النوعية من البرامج بجماهيرية؟

برنامج "صباح الورد" يعتبر برنامج توك شو صباحيا، ويشهد تنوعا كبيرا في الموضوعات التي يتناولها، فهو يتحدث في موضوعات الرياضة والسياسة والتعليم وجميع الملفات.

والبرنامج الصباحي بمثابة عربة القطار، بمعنى أنه إذا كان ناجحا فإنه يجذب الجمهور لباقي برامج القناة وهو برنامج هام للغاية ونسبة المشاهدات الخاصة به لا تتغير، وذلك لأن الجمهور يتابعه بغض النظر عن المذيع وإنما لمتابعة الأحداث السابقة في اليوم، وحتى الأخبار المتداولة على السوشيال ميديا أصبحت جزءا من التناول في البرنامج.

وكان لدي تجربة سابقة في برنامج صباحي آخر لكن في الراديو، وهو يختلف عن التليفزيون بطبيعته لأن جمهور الراديو يحتاج نوعا ما مواد خفيفة مثل الأغاني والمعلومات المبسطة.

التليفزيون مختلف لأنه يقوم بتوضيح ما حدث بتفاصيل أكبر، لذلك البرنامج الصباحي مهم ليس في مصر فقط وإنما في معظم دول العالم، وكنت أتمنى أن أعمل به، وأي قناة توجه جزءا كبيرا للغاية من ميزانيتها لهذا البرنامج، لأنهم يدركون أن شريحة الجمهور المتابع لهذه القناة لا تتغير لكنها في تزايد.

ألا يؤثر تناول موضوعات من السوشيال ميديا على مهنية المحتوى الذي يتم تقديمه في البرنامج والإعلام عموما؟


أتفق تماما مع المبدأ الذي يقول إن اعتماد الصحفي على السوشيال ميديا هو أكبر خطأ، لأنها مصدر معلومات غير موثوق فيه، ودائما نرى طرفا أوحد من أطراف أي قضية هو الذي يطغى على رأي مستخدمي السوشيال ميديا.

لكن من الطبيعي انتقاء الموضوعات التي يتم يتناولها من السوشيال ميديا عبر الشاشة مثل المشاكل الحياتية العامة، أو المادة الترفيهية خاصة أن البرامج الصباحية تتميز بتقديم المواد الخفيفة، أو الفقرات الفنية المتداولة على السوشيال ميديا.

ومعظم النجوم حاليا في الرياضة أو السياسة أو الفن، يهتم بأن يظهر خبرة أولا على السوشيال ميديا الخاصة به، ولكن لا أستمد أخباري ومعلوماتي من السوشيال ميديا.

وأنا شخصيا أسعى بشكل يومي لتطوير نفسي والعمل على زيادة إمكانياتي في التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة.

وكان هناك بعض العبث في الإعلام في ما قبل ٢٠١١ وشهدنا تبعاته في ما بعد الثورة، وبالتالي كان يجب أن يكون هناك تغيير وإعادة هيكلة.

كيف بدأت تجربتك في قناة TEN؟

تربطني بالزملاء بالقناة علاقة صداقة شخصية منذ سنوات، وتلقيت أكثر من عرض قبل بدئي في العمل بعد الوزارة، وبعد الاستقالة تلقيت عرضا آخر، وكنت أود العمل بقناة TEN، خاصة أنها قناة لها طابع خاص، وذات نمطية هادئة وتطرح الرأي والرأي الآخر، كما أن البرامج التي يتم تقديمها عبر القناة متنوعة، ربما لا تتمتع بالبذخ في الإنتاج، لكنها توزع إمكانياتها بحيث تقدم نوعية جيدة من البرامج.

وبعد استقالتي من منصب المتحدث باسم وزارة التعليم تواصل معي رئيسها نشأت الديهي، والإعلامي عمرو عبد الحميد وتجمعنا علاقة صداقة طيبة، فانضممت مرة أخرى للقناة على أساس بحث نوع البرنامج الذي سيم تقديمه.

ما رأيك في تخصص المذيع في نوعية معينة من البرامج سواء اجتماعية أو ساسية أو فنية؟

أنا ضد تخصص المذيع في تقديم نوعية معينة من البرامج، والإعلامي يجب أن يكون مؤهلا لتقديم أي رسالة سواء دينية أو اجتماعية أو فنية.

كيف يمكن توعية المواطنين بخطورة تداول الشائعات على السوشيال ميديا؟

أرى أن ذلك تحقق خلال الفترة الماضية، حيث تم العمل على توعية المواطنين بضرورة التدقيق قبل نشر أي معلومة على حساباتهم الخاصة، والتأكد من المصادر.

وكان هناك بعض التقصير من جانب بعض المصالح الحكومية في التواصل مع المواطنين، لكن حاليا الحكومة ومجلس الوزراء، يقومون بإرسال المعلومات الاستباقية للموضوعات قبل طرحها وهو ما يساعد على الوعي.

والإعلام التقليدي كالتليفزيون والراديو والصحف لا يزال لها دورها المؤثر في توصيل المعلومة على الرغم من نجاح السوشيال ميديا، فهناك من يطلع على الوسائل كلها.

كما أن الحكومة بدات تفعيل بوابتها الإلكترونية ولم تكن مفعلة في وقت سابق، وهناك بوابات للوزارات والمركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية ومختلف المؤسسات.

كيف رأيت عودة الجيل القديم من الإعلاميين.. ومنافستهم مع الشباب؟

أنا ضد التصنيف، وأرى أن الساحة تتسع للجميع، والأهم ليس السن ولكن الثقافة والخبرة، والمذيعون الكبار أحيانا يكون لديهم الرغبة في إعادة حساباتهم، لذلك يبتعدون عن المشهد بإرادتهم.

أما بالنسبة للوجوه الشبابية في الإعلام فهذا أمر طبيعي، خاصة أن أغلبية الشعب من الشباب، وهذا يأتي ضمن تمكين الشباب الذي كان مجرد فكر لسنوات يطبق بعشوائية ثم بدأت القيادة السياسة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بتحقيق فكر التمكين على الأرض بعد تأهيل الشباب من خلال إنشاء أكاديمية للشباب وبرنامج تدريبي للشباب .

هل التليفزيون المصري لا يزال قادرا على المنافسة في الساحة الإعلامية؟

التليفزيون المصري من أكبرالمؤسسات التي لديها إمكانيات وخبرة بشرية، وكل من يعملون في القنوات الخاصة حاليا هم أبناء التليفزيون المصري أو على الأقل حصلوا على تدريب به، لكنه يحتاج صحوة أكبر، خاصة أنه عانى من تراكمات ديون وأزمات مادية.

وفي النهاية المسألة عرض وطلب والجمهور يذهب للمنتج الجيد، وأعتقد أن التليفزيون قادر على العودة للمنافسة وسيعود لكنها مسألة وقت والدولة بدأت تعمل على التطوير بالفعل.

هل ترى أن هناك تراجعا في تقديم البرامج السياسية حاليا في مقابل الاجتماعية؟

أرى أن كل مشاهد يرى ما يريده، ونوعية البرامج الاجتماعية تحظى بمشاهدة كبيرة وهناك تنوع في المواد المقدمة، وعموما الحالة الاقتصادية التي مرت بها البلاد خفضت البرامج بشكل عام وقللت نسبة الإنتاج.

هل تؤيد تقليل إعداد خريجي الإعلام؟

لا لست مع ذلك، فالسنوات كلما مرت تتسع السوق وتستوعب أعدادا أكبر من الخريجين، والمطلوب أن يعرف كل طالب ماذا يريد وان يحدد طريقه فمهنة الإعلام ليست مهنة شهرة أو فلوس لكن من يريد أن يكون صاحب الرسالة فعليه أن ينضم لها.

ومن لديه الموهبة والإمكانيات يستطيع أن ينجح في أي مكان سواء على اليوتيوب أو الفيس بوك او على الشاشة، وفي بداية عملي كنت أظهر على الشاشة ٣٠ ثانية فقط كمراسل واستطعت النجاح لأني أحببت عملي.

ومشكلتنا في الفكر العام المتعلق بكليات القمة، وهذه مشكلة ليست في أي مكان في العالم ونتيجة للزخم بكليات القمة، نواجه كوارث لكن النظام التعليمي والجامعي الجديد ينهي هذه الأزمة، حيث يحدد لكل طالب الكلية المناسبة وفقا لإمكانياته ومواهبه.

حدثنا عن مشوارك المهني.. وأصعب المواقف التي مرت بك خلاله؟

درست في كلية الإعلام، وعلى الرغم من إني مبحبش المذاكرة، كنت شاطر معرفش إزاي، وبدأت العمل في السنة الأولى بالكلية مع المخرج الكبير نبيل عبد النعيم في برامج مشهورة مثل "كل الكلام" و"كلام من دهب" و"الست دي أمي"، كمساعد مخرج، وأعتقد أن هذا ساعدني أن أحصل على جيد جدا خلال 4 سنوات لأني كنت أرى ما في الكتب على الطبيعة.

وعملي كمساعد مخرج كان قرارا لأني أردت أن أفهم معنى الإضاءة والأجهزة وكيفية التعامل مع الكاميرا، وعملت في برامج كثيرة وأخرجت فيديو كليبات.

‏ ثم جاءت مرحلة عملي كمذيع في الاستديو، وحصلت على فرصة لتقديم برامج سياسية على قناة modern، ووافقت لأني أحب البرامج السياسية لكن واجهت القناة أزمة جعلتني أتوقف عن العمل لمدة عام، ثم انطلقت القناة وقدمت برامج اجتماعية وبرامج خدمية، ثم أغلقت القناة بينما كنت أقدم أحد البرامج على الهواء وعدت للبقاء في المنزل مرة أخرى.

‏وخلال هذه الفترة اقترحت شقيقتي أن أجمع كل ما قدمته على الشاشة في قناة على "يوتيوب"، وهو ما كان له أثر إيجابي خلال ساعات قليلة، حيث تواصل معي بعدها صديق أخبرني أن قناة الحرة تبحث عني، وبدأت العمل بعدها في القناة في مكتبي دبي وأمريكا، وقدمت البرامج السياسية التي أحبها وكنت حريصا على التأكد من سلامة توجهات القناة لكنهم منحوني حرية العمل على ما أريد وكنت مسئولا عن البرنامج كله، وأعتقد أن قناة "الحرة" أفادتني كاسم لكنها ابعدتني عن الجمهور المصري.

‏وعدت للإعلام في مصر بعد 2012 وفضلت الابتعاد لأن المشهد كان ضبابيا في الإعلام المصري، ولم أكن أريد أن يتم تصنيفي بأي شكل، وبعدها بفترة بدأت العمل في راديو 9090 وظللت به لفترة إلى أن أعدت اسمي للساحة من جديد ثم جاءت مرحلة العمل كمتحدث لوزارة الإعلام، واستغرقت أكتر من 17 شهرا، وخلال هذه المرحلة ساهمت في مشروع التعليم الجديد الذي قامت به الدولة.

ما سبب الاستقالة المفاجئة من منصب المتحدث لوزارة التعليم؟

تقدمت بالاستقالة عندما شعرت أن دوري انتهى كمتحدث رسمي للوزارة وكمستشار إعلامي للوزير، بعدما نجحت في توصيل فكرة المشروع التعليمي الجديد للمواطنين لكي يتفهموه ويتقبلوه، وسعيت لتنفيذ هذا الدور عبر كل الوسائل سواء من خلال اللقاءات الإعلامية أو المؤتمرات الجماهيرية.

ومنذ بداية عملي كمتحدث باسم وزارة التعليم تمنيت أن ألعب دورا هاما في المشروع التعليمي الجديد، والذي سيخدم أجيالا كثيرة وأن أخدم قطاع التعليم مثل علي مبارك وطه حسين.

وكنت أود أن أشعر أن لي دورا في تنفيذ هذا المشروع وإيضاحه بشكل أكبر للمواطنين ونجحت في إيصال رسالة واضحة حول ما تقوم به الدولة في مشروع التعليم الجديد وهذه كانت الرسالة الأساسية، وعندما حققت ذلك شعرت أنه حان الوقت لعودتي للعمل بمكاني ومهنتي الأصلية كمذيع وهذه هي الأسباب الأساسية للاستقالة من منصبي.

ما هي رسالتك للشباب سواء العاملين بمجال الإعلام أو غيرهم؟


رسالتي للشباب أنه من الضروري أن يحددوا أهدافهم، وأن يعملوا على تطوير أنفسهم على كل الأوجه سواء من خلال الدراسة والتحدث أكثر من لغة أو المحافظة على مظهرهم اللائق، وشكلهم وهذه أشياء لن يفعلها لهم أحد.

ويجب أن يعلم الشباب أن الموروثات القديمة تغيرت وأن العمل والاجتهاد والتميز يمكنه أن يصل بهم لأعلى المناصب.

وهل هناك رسالة توجهها للجمهور؟

رسالتي للناس هي ضرورة التخفيف قليلا من السوشيال ميديا لأنها تأخذ من وقتنا الكثير بينما يجب أن نعمل ونساهم في بناء الدولة، خصوصا لمواكبة المشروعات القومية التي تجري في البلاد حاليا.

ونحن من أفضل الدول على مستوى العالم والعالم كله يتابع تطورنا ولكن نحن كمصريين لا نرى التطور الذي تشهده البلاد والإعلام هو المسئول الأول عن توصيل الإصلاحات للمواطنين.

ما طموحك للفترة المقبلة؟

طموحي أن أظل مذيعا، وهدفي أن يكون لي رسالة فأنا لدي عمل خاص يحقق مكسب، لكني أريد أن يكون لي دور في المجتمع وبرامجي كلها خدمية مثل برنامج حال بلدنا، وأريد مساعدة الناس، وأود أن تكون رسالتي مؤثرة في خدمة الجمهور.