الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السعودية فى أجمل أيامها.. كل ما تريد معرفته عن موسم الوسم

السعودية  - أرشيفية
السعودية - أرشيفية

الوسم أو عواء البرد، كما يطلق عليه العرب، هو موسم تستقبله السعودية فى اليوم السادس عشر من أكتوبر من كل عام، يعد أجمل أيام المملكة، إذ تكتسي الأرض بالخضرة والنبات، ‏ويتتابع الخير والمطر في هذه الفترة يعقبه ربيع مميز ويظهر الفقع (الكمأة).

أطلق عليه السعوديون "عواء البرد"، لأنه يأتي بالبرد، ويعتبر أفضل أوقات نزول المطر، ويعد «الوسم» من أهم المواسم، يعقبه موسم «المربعانية» وله (39) أو (40) يومًا، وفيه يبرد الجو، أما نهايتها يشتد البرد ويطول الليل.

ويرى خبراء الطقس والمناخ، أن موسم الوسم يعد أجمل وألطف أيام السنة التى ينتظرها السعوديون كل عام، إزاء ذلك قال الدكتور عبد الله المسند، أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم ومؤسس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في السعودية، إن موسم الوسم يبدأ يوم 16 أكتوبر من كل عام بعد انتهاء موسم سهيل الذى ينتهى فى اليوم الذى يسبقه.

وأضاف عبد الله المسند، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": "يأتى موسم الوسم مع بعد دخول طالع الصرفة، وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، وسميت الصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجرًا من المشرق أوائل أكتوبر، وانصراف البرد عند غروبها فجرًا في جهة المغرب منتصف مارس تقريبًا".

وحول وجود اختلاف بين المؤقتين والحسابين في دخول الوسم، لفت أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، إلى أن هناك اختلافا فى وقت دخول موسم الوسم من حساب إلى آخر، ففي حين أن تقويم أم القرى يجعل دخوله في 16 أكتوبر، هناك حسابات أخرى تجعله قبل ذلك على سبيل المثال في 10 أكتوبر كما عند ابن بسام الفلكي رحمه الله، والاختلاف في وقت دخول الأنواء بين الحسابات الفلكية مسألة مقبولة، وجائزة عمليًا في حدود 10 أيام تقريبًا.

وأشار إلى أن "سبب تسميته "الوسم"، يعود إلى أن أمطاره تسم الأرض بالخضرة والكلأ والنبات، ومطره نافع للأرض وهو منبت للكمأة وأصناف النباتات البرية المختلفة، ويقال: احسب من أول مطرة 70 يومًا عندها يظهر أول الفقع، قلت وربما أقل من ذلك كخمسين يومًا ونحوه إذا كان الجو دافئًا".

وتابع: "عند دخول الوسم تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب، وتبدأ الأجواء بالتحسن، وتنخفض درجة الحرارة ويبرد الليل، ويشعر الإنسان في البر بحاجته لإشعال النار ليلًا، وفيه بداية تسخين الماء في الوسطى، وفيه قد يغلق بعض الناس التكييف البارد ليلًا لاعتدال الجو، وفيه ينشط فيروس الإنفلونزا الموسمية بين الناس، وفي آخره ومع بداية ديسمبر يبدأ معظم الناس بارتداء الملابس الشتوية في معظم المناطق، خاصة الفجر".

وعن التقلبات الجوية خلال هذه الفترة من السنة، أوضح عبد الله المسند أنه عادة خلال هذه الفترة من السنة تبدأ مراكز الضغط الجوي بالتداخل وعدم التمايز، وذلك للانتقال من فصل مناخي لآخر، وتتعاظم وتتسع الضغوط المرتفعة تدريجيًا على حساب الضغوط المنخفضة، حيث يتسع المرتفع الجوي الشمالي البارد وتزداد رقعة الكتلة الهوائية الباردة، وتمتد جنوبًا لتدفع معها مسار المنخفضات الجوية الحركية جهة الجنوب لتؤثر على عروض السعودية، منها تبدأ بواكير المنخفضات الجوية الممطرة بإذن الله في عبور شمال السعودية من الغرب إلى الشرق.

وتابع: "يتزامن دخول الوسم مع قدوم المنخفضات الجوية، والتي تجلب الرطوبة والأمطار وحالة عدم الاستقرار، والتي يبدأ تأثيرها عادة على السعودية من منتصف شهر أكتوبر إلى شهر مايو، وهذه المنخفضات الجوية تنقسم إلى نوعين الأول: المنخفضات الحركية الجبهوية والتي لديها جبهتان دافئة وباردة كمنخفضات البحر المتوسط، والنوع الثاني: منخفض البحر الأحمر الحراري وهو وليس له جبهة حركية، وأحيانًا يتحد المنخفضان بالتزامن مع تشكل أخاديد باردة علوية تحدث ـ بإذن الله تعالى ـ حالة من عدم الاستقرار الإيجابية والتي قد تسيطر على المنطقة لبضعة أيام مخلفة أمطارًا وسيولًا".