الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دور النظام الإيراني في قتل متظاهري العراق.. مصادر أمنية تكشف حقيقة ما فعله الحرس الثوري.. وكيف يشكل استمرار نظام طهران خطرا على أمن الدول العربية

صدى البلد

  • شهادات أمنية: رجال الميليشيات الموالية لإيران قتلوا المتظاهرين
  • عداد القتلى ارتفع بشدة بعد اليوم الثالث من الاضطرابات
  • دور إيران في الرد على المظاهرات تذكير بحقيقة دور طهران الخبيث بالعراق

قال مسئولان أمنيان عراقيان، إن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران نشرت قناصة على أسطح المنازل في بغداد خلال الاحتجاجات الدموية في العراق التي تعد الأعنف منذ سنوات، والتي تذكر بالاحتجاجات التي كانت في عهد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي.

ويؤكد نشر مقاتلي الميليشيات العراقية الموالية لإيران، والذي لم يتم الإبلاغ عن وجودهم خلال احتجاجات الأسبوعين الماضيين، على الطبيعة الفوضوية للسياسة العراقية مع الاحتجاجات الجماهيرية، والتي راح بها أكثر من 110 قتلى و6000 مصاب.

نفوذ متزايد لميليشيات موالية لطهران

بحسب ما ذكرت صحف أمريكية، فإن وجود ميليشيات إيران يقول بتزايد نفوذهم في العراق، وذلك من خلال عملهم في بعض الأحيان بالتعاون مع قوات الأمن العراقية، إلا أنهم يحتفظون بهياكل قيادتهم الخاصة.

وقالت مصادر أمنية عراقية لرويترز إن زعماء الميليشيات المتحالفة مع إيران قرروا من تلقاء أنفسهم المساعدة في إخماد الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي تحظى إدارته التي تبلغ من العمر سنة واحدة، بدعم قوي من إيران.

وقال أحد المصادر الأمنية العراقية: "لقد أكدنا الأمر بالدليل أن القناصة الذين تواجدوا في الاحتجاجات كانوا عناصر من الميليشيات التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى قائدها بدلًا من قائد القوات المسلحة، إنهم ينتمون إلى مجموعة قريبة جدًا من الإيرانيين".

وأكد مصدر أمني عراقي آخر، حضر جلسات إحاطة أمنية حكومية، أن "رجال الميليشيات تواجدوا بملابس سوداء في اليوم الثالث من الاحتجاجات، حيث ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 50، بعدما كانوا ستة قتلى".

وقال المصدر الأمني، إن المقاتلين كانوا يقودهم أبو زينب اللامي، القائد في ميليشيا الحشد الشعبي، التي تعد تجمعا يضم جماعات شبه عسكرية شيعية تدعمها إيران.

وأعلنها المصدر الأمني واضحة بأن قائد الحشد كلف بسحق الاحتجاجات من قبل مجموعة من كبار قادة الميليشيات، ولم توضح المصادر عدد القناصة الذين تم نشرهم من قبل الميليشيا.

وفي ردٍ غير مباشر لتصريحات المصادر الأمنية وغيرهم من النشطاء والمحتجين الذين اتهموا الحشد الشعبي بقمع الاحتجاجات، نفى أحمد الأسدي، المتحدث باسم الحشد، أن تكون الميليشيا شاركت في حملة قمع المحتجين، قائلًا: "لم يكن هناك عناصر لنا في مناطق الاحتجاج، ولم يشارك أي من عناصر الحشد في مواجهة المتظاهرين".

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية سعد معن إن قوات الأمن الحكومية لم تطلق النيران مباشرة على المتظاهرين وألقت باللوم على قناصة، ليسوا من ضمن عناصرها.

وأضاف متحدث الداخلية العراقية، في مؤتمر صحفي يوم 6 أكتوبر الجاري، أن الحكومة فتحت تحقيقًا لتحديد من أطلق النار على المتظاهرين ومن أمر به.

ويبدو أن التأكيد بأن قوات الأمن لم تشارك في العنف يتناقض مع بيان سابق صدر في 14 أكتوبر من الحكومة العراقية، والذي أقر بأن قوات الأمن الحكومية استخدمت القوة المفرطة ووعدت بمحاسبة الأفراد عن أعمال العنف ضد المدنيين.

وأشار مسئول بمكتب رئيس الوزراء في تصريح لوكالة رويترز أمس، الأربعاء، إلى أنه "من السابق لأوانه إلقاء اللوم على أي جهة، سواء من الحشد أو من قوات الأمن الأخرى، قبل أن ننتهي من التحقيق. دعنا ننتظر ونرى من أعطى أمر إطلاق النار".

كان دور إيران في الرد على المظاهرات بمثابة تذكير آخر بمدى تغلغل طهران بالعراق، حيث أصبح عدد كبير من قادة الميليشيات السابقين الآن أعضاء في البرلمان ويدعمون الأجندة الإيرانية.

أكبر شريك تجاري للعراق

لم ترد إيران على أسئلة كثيرة وجهها لها صحفيو وسائل إعلام دولية حول دعمها للميليشيات العراقية وتورطها في أعمال العنف ضد المتظاهرين، في ظل وجود نفى من قادة الميليشيات في العراق أنهم حصلوا على تدريب ودعم وأسلحة من إيران.

قناصون على أسطح المنازل


عندما دخلت الاحتجاجات العراقية اليوم الثالث، يوم 3 أكتوبر، ظهر القناصة على أسطح المنازل ببغداد، وقال مصور كان يغطّي الاضطرابات قرب ساحة التحرير ببغداد بعد ظهر ذلك اليوم إنه رأى قناصًا وهو يرتدي ملابس سوداء وهو يقف فوق مبنى قيد الإنشاء يطل على المظاهرات، كان يطلق النار على المتظاهرين لتفريقهم.

بدأت الاحتجاجات في الأول من أكتوبر وسط غضب شعبي بسبب النقص المزمن في الوظائف والكهرباء والمياه النظيفة، ويلقي العراقيون باللوم على السياسيين والمسئولين عن الفساد النظامي الذي حال دون تعافي العراق بعد سنوات من العنف الطائفي والحرب المدمرة لهزيمة داعش.

وعودة لكلام المصادر الأمنية، التي قال أحدها: "إن القناصة كانوا يستخدمون معدات اتصالات لاسلكية قدمتها لهم إيران ويصعب اعتراضها، مما يعطي الميليشيا شبكة خاصة للتواصل فيما بينها".

وسافر مجموعة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إلى العراق في اليوم الثاني من الاحتجاجات والتقوا بمسئولي المخابرات والأمن العراقيين، وفقًا لدبلوماسي على دراية بعملية صنع القرار في إيران، وهي جميعًا الأمور التي تظهر خطر التغول الإيراني في المنطقة، وتأثير هذا الوصول من قبل نظامها في الإضرار بأمن المنطقة، كما حدث وأن قام النظام الإيراني بتوجيه ضربات إرهابية لمنشآت النفط السعودية التابعة لأرامكو في 14 سبتمبر الماضي.