ساعة ونصف من البكاء والصراخ داخل فصول المدرسة لم يسمع بها أحد، تنظر يمينا فلا تجد إلا بوابة حديدية مغلقة بالأقفال، وتنظر يسارًا فلا تجد إلا جدرانا، حتى تأكدت أنها داخل غرفة سجن وليست هى تلك المدرسة التي اعتادت عليها كل يوم، هذا هو الواقع المأساوي الذي عاشته الطالبة هيام عصام بإحدى مدارس كفر الشيخ.
قصة طالبة كفر الشيخ هيام عصام، التلميذة بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة غرب تيرة للتعليم الأساسي التابعة لمركز الحامول، وإن كانت أقرب للخيال إلا أنها كانت واقعا، عانت فيه الطفلة الصغيرة من هول الحبسة، لمدة تجاوزت الساعة والنصف وحدها داخل المدرسة في حالة من الصراخ والبكاء بعد غلق المدرسة عليها بعد انتهاء اليوم الدراسي.
بداية القصة وفقا لما قالته تلميذة كفر الشيخ هيام عصام، أنه بعد انتهاء الحصة الأخيرة من اليوم الدراسي، وبعد ضرب جرس نهاية اليوم، وأثناء النزول مع زملائها على السلم، تذكرت أنها نسيت كتبها داخل فصلها في الطابق الثالث من المدرسة، مما دفعها للعودة مسرعة إلى الفصل مرة أخرى للبحث عن الكتب، بين المقاعد، لكنها فوجئت بعدما وجدت كتبها، أنه تم غلق باب المدرسة عليها.
وفي محاولة منها للبحث عن من يساندها أو يمد لها يد العون لمساعدتها على الخروج من الحبس داخل المدرسة، أخذت تلميذة كفر الشيخ هيام عصام، تطرق على الأبواب والشبابيك وتصيح بأعلى صوتها لتجد من ينقذها أو يساعدها على الخروج.
ومع مرور الوقت بدأت الطفلة تفقد الأمل في الخروج من تلك محبسها داخل المدرسة، فدخلت في نوبة من البكاء والصراخ، تجاوزت مدتها الساعة والنصف، حتى سمع صوتها أحد المارة بجوار المدرسة والذي حاول أن يساعدها للخروج من المدرسة، و طمأنتها أنها سمع صوتها وفي طريقه لمساعدتها للخروج من تلك الأزمة.
لم يجد «عادل عبدالحي» صاحب الـ 38 عاما، والذي سارع سمع الطفلة وسارع بإنقاذها، لم يجد أمامه إلا القفز من أعلى سور المدرسة، لمساعدة الطفلة على الخروج، إلا أنه تفاجأ أن الأبواب الحديدية على سلم المدرسة مغلقة بالأقفال، مما دفعه لإرسال أحد الشباب إلى منزل العامل بالمدرسة للقدوم لفتح الأقفال المغلقة على البوابة الحديدية.
الصدمة الكبرى للطفلة صاحبة 10 أعوام، ومن حضروا الموقف على حد وصفها، كانت لحظة وصول عامل المدرسة، والذي قبل أن يفتح لها للخروج من حبستها بعد كل تلك المدة، بدأ في التطاول والسباب للأشخاص الذين حاولوا مساعدة الطفلة يتهمهم بمحاولة التعدي على المدرسة بقفزهم من على سور المدرسة لمساعدة الطفلة على الخروج.
رد فعل عامل المدرسة لم يتقبله المشاركون في عملية إنقاذ الطفلة من محبسها، مما دفع البعض منهم لحد الاشتباك معه، مما دفع العامل للاعتراض على فتح الأقفال على الباب الحديدي قائلا: "روحوا دوروا على اللي يفتح لها"، رغم انتظارهم له قرابة الـ 30 دقيقة، مما دفعهم لاستعمال شاكوش لفتح الأقفال و مساعدة الطفلة على الخروج.
أول رد فعل على تلك الواقعة كان من مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، والتي قررت استبعاد مدير المدرسة لتقصيره في أداء مهام عمله، بسبب حبس تلميذة بالمدرسة بدون علم إدارة المدرسة عقب انتهاء اليوم الدراسي، إضافة إلى التكليف بفتح تحقيق فوري وعاجل مع المشرف العام للمدرسة ومعلم الفصل في الحصة الأخيرة والعامل النوبتجي.