الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سخروا منه فتحداهم بإصراره.. رجب الساعاتى: الإعاقة لم توقفنى عن تحقيق الحلم.. فيديو

صدى البلد

عند رؤيته تجد الابتسامة تزين وجهه، عند النظر فى عينيه لا ترى الاستسلام، عند التحدث معه تبدأ تألفه وكأنه أحد أهل بيتك، أما عند التعامل معه فتشعر وكأنك جاهز لاستقبال شحنات من الطاقة الإيجابية الكافية لمرورك بأى محنة، رجل أربعينى يفعل ما بوسعه لتحدى العقبات التى تضاهى الكثير فى نظر البعض، من صغره معروف بعزيمته وإصراره.

رجب محمد محمد عبد المقصود، ساعاتى وسائق بقرية كفر حجازى، يعمل بمهنة إصلاح الساعات منذ 17 عامًا، بالرغم من ظروفه الخاصة ولكنه أحب المهنة منذ طفولته حينما تلفت ساعته الخاصة وهو طفل وحاول تصليحها وفكها بقدمه، فيما زاد شغفه بهذه المهنة منذ طفولته وبدأ فى تعلمها عن طريق الذهاب لساعاتى صديق شقيقه والتعلم منه، حيث كان يأخذ الساعات التالفة من أصحابها ويعطيها للساعاتى ويجلس معه يراقبه وهو يصلحها وكان يقلده، قائلًا:" زى ما هو يعمل بإيده أعمل أنا برجلى" حتى تعلم تصليح الساعات.

بوادر نجاح
الصدف أحيانًا تغير مجرى حياة الأشخاص، حيث قام "عبد المقصود" بفتح كشك صغير أمام منزله بعد تعلمه المهنة بالصدفة، وكان يتوافد عليه أهل القرية، وتزوج وأعال أسرته من هذه المهنة، مما يؤكد مدى حرفيته، فيما تعرض لسبب آخر للمعاناة المتمثلة في الموصلات العامة بالنسبة لحالته واجتهد لحل هذه المشكلة بطريقته.

اختراع للتاريخ

قال رجب عبد المقصود لـ "صدى البلد"، إنه قرر أن يصنع دراجة نارية يتحكم فيها بالكامل بقدمه فقط ليتمكن من مزاولة مهنته وإحضار مستلزمات الساعات من الأسواق، فقام بتصميمها وصنعها من الخشب بمساعدة نجار صديقه كمجسم لتمكينه من صنع الدراجة الحقيقية، وبعد محاولات استمرت أسبوعا بالكامل صنع دراجة نارية تُستخدم بالكامل عن طريق القدم دون الحاجة إلى "دريكسيون"، وهذا كان بداية الكفاح، حيث استخدم الدراجة لمدة خمس سنوات متصلة وبعد فترة أراد إضافة مهنة أخرى بجانب الساعاتى، فأصبح سائقًا، ولذلك صمم سيارة على نفس نهج الدراجة النارية لتوصيل العمال وهنا بدأت مشكلة من نوع آخر.

بعد اختراع "عبد المقصود" للسيارة بدأ احتكاكه بالهيئات الحكومية لترخيصها، ولكن حدث ما لم يكن فى الحسبان وهو سخرية الموظفين منه ومن سيارته بدلًا من تشجيعه لأنه لم يكن يومًا عبئا على الدولة، فبعد السخرية والإحساس بالفشل الذى صدره له الموظفون، قام "عبد المقصود" بتصوير فيديوهات له وهو يقود السيارة بكل حرفية وقام بعمل تظلم.

آمال مُحطمة
بعد تصوير رحلته بالسيارة، ذهب "عبد المقصود" للجان الطبية مرة أخرى حتى تتم الموافقة على طلبه، وجاء رد فعلهم معتادا بالنسبة له ورفضوا الفكرة مجددًا، فيما أبدى رجب اعتراضه على ما قالوه مؤكدا أن هذه الأفكار تُنفذ فى الدول المتقدمة وقال لهم: "فكرتى ليست كبيرة على مصر".

ومن عاش نفس ظروف "عبد المقصود" ذهب له لمطالبته بتصميم سيارة لمساعدته على التحرك، مما يدل على حاجة ذوى الاحتياجات الخاصة لهذه الأفكار، وجاء طلب "عبد المقصود" الأخير أن يتبنى أحد فكرته ويحاول تعميمها.