الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحبيب الجفرى يوضح مستقبل الفتوى فى ظل ما تواجهه المؤسسات الدينية من تحديات

الحبيب علي الجفري
الحبيب علي الجفري

قال الحبيب على الجفري، رئيس مؤسسة طابة والداعية الإسلامى، إن مستقبل الفتوى فى ظل التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية من مسؤوليات جسام تقع على عاتقها، يتعلق بأمرين أولاهما: قدرة المستفتّى على أن يستوعب المُستفتِي، وثانيها: إدراك المُستفتِي أهمية البحث عن الفتوى من مصادرها المعتمدة، وأخذها ممن هم أهلُ لها.

وأوضح «الجفرى » في تصريح لـ«صدى البلد»، أن فهم الأجيال المقبلة للقضايا الإسلامية الكبرى مسؤولية علماء الدين، ويجب عليهم استشعار حقيقي لكلام الله، مبينًا أن الله سيسأل عن صياغة ما يقدم لهذا الجيل.

وأضاف أن ما نحتاجه يتمثل فى إعداد جيل من العلماء والدعاة قادر على مواجهة الواقع شديد التعقيد، مؤكدا أنه يوجد كثير من الاجتهادات التي يمكن أن ينتقى منها ما يتناسب مع الزمان والمكان وفق الشرع الصحيح.

جدير بالذكر أن الحبيب نشر في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعى«فيسبوك»، يقول فيها: "أن تحديات الخطاب الإسلامي تتضمن ما يلي: وضع اليد على أسئلة العصر الحقيقية ثم العمل على الأجوبة الشرعية الصادقة والمستوعبة، وفهم مشاكل الشباب واحترام عقولهم عبر الإصغاء إليهم دون الحكم المسبق عليهم أو تصيد أخطائهم، وتجسير الهوة بين العلماء والمثقفين من خلال فهم بعضهم دون اتهام أو استعلاء أو فرض رأي، والتفرقة بين قدسية الدين واحترام مبلغيه، فالدين معصوم ومبلغوه بشر".

وأضاف: "من ضمن التحديات أيضا: رفع مستوى اللياقة النفسية لتحمل أثقال النقد من خلال المواظبة على تمارين نقد الذات، وإعداد وتطوير الكفاءات الجامعة بين روح الإخلاص وسمو الأخلاق، وتحقيق العلم وسعة النظر ودقة التصور للواقع، وصياغة لغة الخطاب بلغة مناسبة لثقافة الشباب، وتخليص الخطاب من أسر التصنيفات والانتماءات السياسية ليستعيد مصداقيته، والمشاركة والإسهام في تطور الحضارة الإنسانية، وعدم الاستسلام لوضعه في خانة العرقلة للتطور.

وأكمل: "كما تتضمن تحديات الخطاب الإسلامي، إعادة النظر في منهجية تفنيد الشبه التي تثار حول الثوابت من خلال العلوم العقلية والفلسفية، وصياغة منظومة فلسفة الأخلاق وتجديد أساليب طرحها وتربية النماذج المتحققة بها اعتقادًا وسلوكًا، وتوصيف مهمة ورثة الأنبياء والتوعية بها على نحو يحفظ دورهم من طرفي التقصير والتجاوز أو الانكفاء والتسلط ، وتحقيق التوازن بين دراسة الواقع والتفاعل معه وصولًا للفاعلية عوضًا عن طرفي الانعزال و الانفعال، الانتقال من الحديث عن إنصاف الإسلام للمرأة إلى العمل الجاد على تفعيل هذا الإنصاف في حياتنا".

وأشار إلى أن من تحديات الخطاب المعاصر إعادة النظر في ترتيب الأولويات والاهتمامات والقضايا، إضافةً إلى تجديد الدور الريادي للمسلمين في فلسفة التعارف بين شعوب الحضارة الإنسانية من منظور التكامل لا التصادم، وانضاج الرؤية للصلة بين الروابط الإنسانية المتجددة (المواطنة – القومية – العولمة) ورابطة الدين، والقدرة على إقناع الفرد بحقيقة تأثير حاله على المجتمع والأمة صلاحًا وفسادًا، والمساهمة في الحفاظ على تماسك الأسرة أمام أعاصير الفردية الجامح.