الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احترس.. داعية: هذه المأكولات تجعل الدعاء غير مستجاب

مأكولات تجعل الدعاء
مأكولات تجعل الدعاء غير مستجاب

قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن الأكل الطيب الحلال والعمل الصالح هما جناحا النجاة، محذرًا من الأكل الحرام يجعل الدعاء غير مستجاب.

وأضاف «عبدالمعز» خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون» المُذاع عبر فضائية «DMC»، أن الله سبحانه وتعالى نادى جميع الرسل وأمرهم بالأكل الطيب والعمل الصالح.

وأوضح أنه إذا انتهج المسلمون هذا الطريق بأكل الطيب والعمل الصالح، ستتغير الكثير من الأشياء، متابعًا: «أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ».

أهمية الأكل الحلال في استجابة الدعاء:
فأخرجَ الإمامُ مسلمٌ في «صحيحِهِ» بسندِهِ عن أبي هريرة –رضوان الله عليه- قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء،ِ يَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟!»

هذا الحديثُ العظيمُ الصحيحُ يُرَكِّزُ على أصلٍ خطيرٍ في دينِ اللهِ ربِّ العالمين وهو أكلُ الحلالِ، ويُحَذِّرُ مِن خطورةِ أكلِ الحرامِ، ويجعلُ الربطَ مباشرًا بين أكلِ الحلالِ واستجابةِ الدعاء، ويُبيِّنُ أنَّ أعظمَ قواطعِ الدعاءِ وموانعِهِ هو أكلُ الحرام.

إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ، فلا فارق، فهذا الأمرُ عامٌّ شاملٌ بلا فوارق، أمرَ اللهُ ربُّ العالمين بأنْ يأكلوا مِن الطيِّباتِ ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾، وانظُر إلى التتابعِ الذي ذكرَهُ اللهُ –جلَّت قُدرتُهُ- في نظمِ الآية؛ إذ رتَّبَ العملَ الصالحَ على أكلِ الحلالِ الطيبِ، فلا يُعينُ على العملِ الصالحِ مِثلُ أكلِ الحلالِ ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾.

وأمرَ اللهُ ربُّ العالمين المؤمنين بأنْ يأكلوا مِن الطيباتِ من الحلالِ، ثم ذكرَ النبيُّ ﷺ «الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء،ِ يَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ»، فأتى بأمورٍ هي مِن دواعي إجابةِ الدعاءِ، بحيث إذا ما استكملَهَا المرءُ استجابَ اللهُ ربُّ العالمين دُعاءَهُ:

«يُطيلُ السَّفَرَ»: ومِن الثلاثةِ الذين ذكرَ النبيُّ ﷺ أنهم لا تُرَدُّ دعوتُهُم المسافرُ حتى يئوب، المسافرُ حتى يعود، فهذا يُطيلُ السفرَ.

«أشعثَ أغبرَ» على هيئةٍ فيها اتِّضَاعٌ لعزةِ اللهِ وفيها مذلةٌ لجنابِ اللهِ، فهذا يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ.

«يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ»، وهو أمرٌ مِن دواعي إجابةِ الدعاء إذ يُلِحُّ في الدعاءِ بوصفِ الربوبيةِ للهِ ربِّ العالمين، يا ربِّ يا ربِّ يُكَرِّرُهَا، يتذللُ بها إلى اللهِ –جلَّت قدرتُهُ-.

ولكنْ يأتي قاطعٌ عظيمٌ مِن قواطعِ الدعاء، يقولُ النبيُّ ﷺ في وصفِ الرجلِ الذي ذكرَ النبيُّ ﷺ مِن إتيانِهِ بدواعي الإجابةِ –إجابةِ الدعاءِ- بما أتى به مما يفتحُ له أبوابُ السماءِ بلا إغلاقٍ ولا مواربة، وبلا تريُّثٍ ولا بطءٍ، ومع ذلك يقولُ الرسولُ ﷺ في وصفِهِ: «وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى -فَكَيْفَ- يُسْتَجَابُ لَهُ؟!»

الثمراتُ الخبيثةُ لأكلِ الحرامِ:
أكلُ الحرامِ يُثْمِرُ هذا الثَّمَرَ الخَبِيثَ، وهو قَطْعُ الدعاءِ فلا استجابة، ولو ظَلَّ يَدْعُو حتى تَفْنَى نَفْسُهُ في الدُّعَاءِ لا يُستجابُ له، ولو مَدَّ يدَهُ إلى السحابِ إلى عَنَانِ السماءِ وهو يأكلُ مِن الحرامِ، في بطنِهِ الحرام، وعلى ظَهْرِهِ الحرام، يُكْسَى مِن الحرام، وفي بَيْتِهِ الحرام لا يُستجابُ له.

أكلُ الحرامِ يُثمرُ ثمرًا آخرَ خبيثًا مُرًّا، وهو ما ذكرَهُ النبيُّ ﷺ في الحديثِ الصحيحِ: «إنَّ اللهَ حَرَّمَ على الجنةِ كلَّ لحمٍ نَبَتَ مِن سُحْتٍ، كلُّ لحمٍ نَبَتَ مِن سُحتٍ -مِن حرام- فالنارُ أَوْلَى به».

كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
الإخلاص لله تعالى من شروط الدعاء المستجاب كما نص على ذلك العلماء، والإخلاص هو التوجه إلى الله وحده لا شريك له، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وألا نسأل غير الله؛ لأنه هو القوي الواسع المحيي الرزاق ولأنه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم، وأول شرط من شروط القلوب الضارعة هو الإخلاص، موضحًا أن الضراعة هي التوجه والسؤال والطلب والدعاء والخوف.

-أماكن وأوقات يستجاب فيها الدعاء.. أوقات الدعاء المستجاب وأماكنه كثيرة جدًا وهذه جملة منها:

يستجاب الدعاء في ليلة القدر
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعائشة لما قالت له: «أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».

يستجاب الدعاء في جوف الليل
وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول: «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري (1145).

يستجاب الدعاء دبر الصلوات المكتوبة
وفي حديث أبي أمامة «قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات» رواه الترمذي (3499)، الدعاء مستجاب أيضًا بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أبو داود.

يستجاب الدعاء عند النداء للصلوات المكتوبة
يستجاب الدعاء عند التحام الصفوف في المعركة، كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «اثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا» رواه أبوداود.

يستجاب الدعاء عن نزول الغيث - المطر-
كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر» رواه أبو داود.

يستجاب الدعاء فى آخر ساعة بالليل
كما قال عليه -الصلاة والسلام-: «في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة"» رواه مسلم (757)، و يوجد ساعة يوم الجمعة يستجاب فيها الدعاء فقد ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه» وأشار بيده يقللها. رواه البخاري (935).

يستجاب الدعاء عند شرب زمزم
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ماء زمزم لما شرب له» رواه أحمد، كما يستجاب أيضا في السجود قال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم (482).

يستجاب الدعاء عند سماع صياح الديكة
لحديث: «إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا» رواه البخاري (2304)، وعند الدعاء بـ«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم-: أنه قال: «دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له».

يستجاب الدعاء عند وقوع مصيبة
فدعا بــ«إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها» فقد أخرج مسلم في صحيحه (918) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها» رواه مسلم (918).

يستجاب الدعاء بعد قبض روح الميت
ففي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون» رواه مسلم (2732).

يستجاب الدعاء عند عيادة المريض
فقد أخرج مسلم (919) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم المريض فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبا سلمة قد مات، فقال لي: قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة" قالت: فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه، محمدًا صلى الله عليه وسلم».

يستجاب الدعاء عن دعوة المظلوم
ففي الحديث: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» رواه البخاري (469) ومسلم وقال عليه -الصلاة والسلام-: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا ؛ ففجوره على نفسه» رواه أحمد.

يستجاب الدعاء عندما يدعو الوالد لولده .. أي لنفعه

يستجاب الدعاء خلال الصيام
يستجاب الدعاء عند دعوة المسافر فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم ودعوة المسافر» رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع (2032) وفي الصحيحة (1797)، كما أن دعوة الوالد على ولده مستجابة – أي : لضرره - ففي الحديث الصحيح: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده" رواه الترمذي (1905).

ودعاء الولد الصالح لوالديه مستجاب، كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم (1631): «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به»، كما أن الدعاء مستجاب بعد زوال الشمس قبل الظهر فعن عبد الله بن السائب – رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال : "إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح" رواه الترمذي وهو صحيح الإسناد انظر تخريج المشكاة (1/337).

يستجاب الدعاء عند الاستيقاظ من الليل
وقول الدعاء الوارد في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَارَّ -أي: استيقظ- مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» رواه البخاري (1154).

يستجاب الدعاء عند رمي الجمرات
فالدعاء مستجاب عند رمي الجمرة الصغرى والوسطى أيام التشريق: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد منى يرميها بسبع حصيات، يكبر كلما رمى بحصاة، ثم تقدم أمامها فوقف مستقبل القبلة رافعًا يديه يدعو وكان يطيل الوقوف، ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فيقف مستقبل القبلة رافعًا يديه يدعو، ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة، ثم ينصرف ولا يقف عندها».

يستجاب الدعاء داخل الكعبة أو داخل الحجر
فعن أسامة بن زيد أن «النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كله»، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد، وبلال، وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت في أول من ولج، فلقيت بلالًا، فسألته هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم صلى بين العمودين اليمانيين»، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: "نعم" قلت: فلِمَ لم يدخلوه في البيت؟ قال: «إن قومك قصرت بهم النفقة»، مضيفة: ومن دعا داخل الحِجْرِ فقد دعا داخل الكعبة، لأن الحِجْرَ من البيت، لما سبق من الأحاديث.

يستجاب الدعاء على الصفا والمروة للمعتمر والحاج
فقال جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ» «أبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة. فوحَّد الله، وكبَّرهُ، وقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده“ ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات. الحديث.

وفيه: ”ففعل على المروة كما فعل على الصفا»، وعند المشعر الحرام يوم النحر للحاج، بمقاله جابر رضي الله عنه عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم: «ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة، فدعاه وكبَّره، وهلَّله، ووحَّده فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًا، فدفع قبل أن تطلع الشمس»، فدعاء الحاج في عرفة يوم عرفة مستجاب، فعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».