الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين الفقي يكتب : الحدود في العلاقات الإنسانية‎

صدى البلد

قال تعالى (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ) ص 24.
 
إن الحدود في العلاقات الإنسانية هي مسافة الأمان التي تمنع اصطدامنا بمن حولنا أثناء سيرنا في الحياة وهي أشبه بميزان صحي يحفظ بين الناس خصوصياتهم والاحترام المتبادل بينهم بشرط أن يتم التعامل معه بوعي وذكاء، فالاقتراب الشديد من البشر يولد توترات وفي بعض الأحيان الملل فلا تحتك بشكل دائم مع البشر وخصوصا في امورهم الخاصة فهو أدعى لحفظ الود وزرع المهابة .

ولا تضرب حصارا على من حولك حتى لا تخسره ولا تلغ المسافات الشخصية باسم الصداقة وعليك دائما رسم حدودك بوضوح وبصراحة للآخرين وتبين لهم ما يعجبك ومالا يعجبك وفي المقابل احترم حدود الآخرين ومسافاتهم ولا تقترب مما لا يسمحوا لك بذلك ولا تجعل من نفسك استثناء دون غيرك من البشر أو وصيا على فكرهم وتصرفاتهم.

إن إدراك المسافة والمحافظة عليها مسألة مهمة لإبقاء الود والاحترام المتبادل في العلاقات بين البشر وقد نفقد علاقتنا بالآخرين عندما نخطئ في احتساب تلك المسافات وطبق ذلك حتى مع نفسك فلا تقترب من ذاتك أكثر فتصاب بالغرور ولا تبتعد عنها كثيرا فتشعر بالضآلة والدونية.

العلاقات بين المرء والآخرين تتوزع على دوائر عديدة تبعًا لاعتبارت عديدة، لكن كثيرا ما تنتهي هذه العلاقات بالفشل نتيجة الخلطة الزائدة أو اقتحام الخصوصيات أو سوء التقدير، لذا فلا بد من ترك مسافة معقولة وهامش للتحرك والتصرف الخاص وهذه المسافة يمكننا الاصطلاح عليها بــ ( ذكاء المسافة ) والتي هي أساس نجاح العلاقات أي معرفة متى نبتعد ومتى نقترب من الآخر ومتى نعاتب ومتى نلتمس الأعذار وحتى تكون منصفا لنفسك وغيرك عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.