الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة من التاريخ.. مسجد أشرف على بنائه خير الدين وصاحبه أسر 10 آلاف أسير.. صور

مسجد السلطان بايزيد
مسجد السلطان بايزيد الثانى فى تركيا

كشف د.محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق حكاية أحد المساجد التاريخية وهو مسجد السلطان بايزيد الثانى فى تركيا.

وقال عبد اللطيف لـ صدي البلد: يقع هذا المسجد فى مدينة إسطنبول التركية والواقعة على ضفتى البوسفور بين خليج القرن الذهبى وبحر مرمرة، وهى تفصل بين قارتى أوروبا وآسيا.

وتابع: ومسجد السلطان بايزيد الثانى أشرف على تنفيذ بنائه المهندس خير الدين أغا، وويمثل هذا المسجد تطورًا طبيعيًا للعمارة التركية السابقة عليه، وهو يحتوى على كل العناصر المتنوعة للعمارة الكلاسيكية العثمانية.

فالواجهات والصحن ذو البوائك تعتبر من أنجح أمثلتها من حيث النسب، ويتوسط صحن هذا المسجد حوض للوضوء مثمن الجوانب وملحق به حديقة عظيمة بها التربة التى دفن بها السلطان بايزيد الثانى. ولعل أروع ما يستلفت النظر فى زخارف هذا المسجد أشجار السرو التى كان لها مكانة عظيمة فى نفس الفنان العثمانى.

وقال: ويعود بناء هذا المسجد تحديدًا بين عام 907 – 912 هـ/ 1501 – 1506م ، وله مئذنتين توجدان فى ركنين من أركانه ولكل منهما شرفة واحدة للأذان كما تبتعد كل مئذنة عن الأخرى مسافة تقدر بحوالى 87 م.

وكشف عبد اللطيف حكاية مكان المسجد وصاحبه، وهو السلطان بايزيد الثانى فقد ولد عام 851 هـ/ 1447م، وقد حكم الدولة العثمانية فى الفترة من 886 – 918 هـ/ 1481 – 1512م، واشترك فى عدة معارك حربية أشهرها عام 903 هـ/ 1497م والتى زحف فيها على بولونيا وأسر منها فى موقعة واحدة عشرة آلاف أسير.

وحدث فى عهده زلزال قوى فى عام 915 هـ/ 1509م استمر لمدة 45 يومًا وهدمت الكثير من المبانى، لكن السلطان بايزيد جمع 15 ألفًا من الفعلة وأمرهم بإصلاح ما تهدم،و اشتهر عنه رقة الطبع وحبه للعـلـم والمواظبـة عـلى الدروس الدينية، وكان يباشر الحروب بنفسه وفى سنة 918 هـ/ 1512م سلم زمام الملك لابنه السلطان سليم الأول، الذى تم فى عهده دخول العثمانيين إلى مصر عام 923 هـ/ 1517م.

وعن المدينة إسطنبول، قال: كانت تسمى سابقًا الآستـانـة وقـديمـًا سميت باسم بيزنطة، وقد اتخذها الإمبراطور قسطنطين الأول (280 – 337م) عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية وذلك فى عام 330م ،وسماها القسطنطينية.

ثم تمكن السلطان محمد خان (855 – 886 هـ/ 1451 – 1481م) من دخولها فى عام 857 هـ/ 29 مايو 1453م ولذلك لقب باسم محمد الفاتح ، وجعلها عاصمة الدولة العثمانية ابتداءً من عام 858 هـ/ 1454م وسميت باسم "إسلام بول" أى محل الإسلام الذى حرف إلى استنبول وأصبحت فى وقتها أكبر عاصمة فى العالم الإسلامى.

وبها حاليًا جوامع عظيمة أشهرها جامع أياصوفيا وجامع السلطان سليم وجامع السلطان أحمد ، كما أن مكتباتها غنية بمخطوطات عربية نفيسة وهى حاليًا ميناء هام فى تركيا ومركزًا صناعيًا وتجاريًا وثقافيًا وسياحيًا.