الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد.. وزير الزراعة: هذه أسباب عدم الأمان الغذائي في أفريقيا.. تفاصيل

صدى البلد

ألقى الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، كلمة مصر رحب فيها بضيوف القاهرة من وزراء الزراعة الأفارقة والاتحاد الأفريقي والمسئولين بالمنظمات الدولية المعنية بالزراعة والغذاء.

جاء ذلك خلال الجلسة التي حضرها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للاحتفال بيوم الغذاء الأفريقي، والذي تستضيفه مصر حاليا تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأعرب وزير الزراعة عن امتنانه للاتحاد الأفريقى لقبول طلب باستضافة مصر الاحتفال باليوم الأفريقى العاشر للأمن الغذائى والتغذوى، والذي سيتطرق هذا العام إلى موضوع غاية في الأهمية على مستوى القارة، ألا وهو الاستفادة من التقنيات الزراعية الحديثة في تطوير النظم الغذائية، ويأتي الاهتمام بهذا الموضوع لأن نحو 224 مليون شخص أفريقى يعاني من سوء التغذية في أرجاء أفريقيا في حين يتسبب التغير المناخي والنزاعات في زيادة عدم الأمان الغذائي، خصوصًا مع توقع وصول عدد سكان القارة إلى نحو 7.1 مليار نسمة في عام 2030.

وقال إن القارة الأفريقية تواجه عددًا من التحديات تؤثر مجموعة من الاتجاهات العالمية علي الأمن الغذائى والفقر والاستدامة الشاملة للنظم الغذائية والزراعية، وتشمل أوجه التطور الرئيسية الأربعة التي تضغط على الزراعة لتلبية احتياجات المستقبل كلٍ من التركيبة السكانية وندرة الموارد الطبيعية وتغير المناخ وهدر الغذاء.

وأوضح أنه بالإمكان إحداث تغيرات جذرية في الزراعة بواسطة التقنيات الحديثة باستخدام أجهزة الاستشعار والمعدات والآلات وتكنولوجيا المعلومات واستخدام الروبوتات وأجهزة استشعار درجات الحرارة والرطوبة والصور الجوية وتكنولوجيا النظام العالمي لتحديد المواقع، كل هذه التطورات ستتيح للشركات أن تحقق أرباحًا أكبر وأن تكون أكثر كفاءة وأمانًا وملاءمة للبيئة، ولن تعتمد الزراعة بعد الآن على استخدام المياه والأسمدة والمبيدات في جميع المجالات، وسيستخدم المزارعون بدلًا من ذلك الحد الأدنى من الكميات، وسيتكمن المزارعون من زراعة المحاصيل في المناطق القاحلة باستخدام موارد وفيره ونظيفة مثل الشمس ومياه البحر لزراعة المحاصيل الغذائية.

وأضاف وزير الزراعة أن للحكومات دورا مهما في تحفيز الثورة الزراعية الرابعة، فالتقنيات الحديثة تمنح الأمل في حل مشكلتى الجوع وشح الغذاء، خاصة مع تزايد خطورة تهديدات التغير المناخي وشح الموارد الطبيعية وتزايد عدد السكان، وهي جميعها تحديات تواجه الحكومات، الأمر الذي يستوجب معه أن تقوم بواجبها في رعاية التقنيات التي تحفز الثورة الزراعية الرابعة ويمكن للحكومات عبر تغيير النموذج التقليدى أن تحقق عددا من الفوائد، منها ضمان الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات والتحول إلى مصدر للمنتجات، إضافة إلى الملكيات الفكرية والحلول الجديدة، فضلًا عن زيادة الإنتاجية ودعم التحول نحو اقتصاد قائم على الابتكارات والمعرفة.

وأكد وزير الزراعة أن التقنيات الجديدة والقائمة والناشئة يمكن لها أن تتصدى للأبعاد الأربعة للأمن الغذائى، فالتكنولوجيات الرامية إلى تحسين الإنتاجية الزراعية وطرق تحسين خصوبة التربة وتكنولوجيات الرى يمكن أن تزيد من إمكانية الحصول على الغذاء، ومن شأن تكنولوجيات ما بعد الحصاد والتصنيع الزراعى أن تحسن سبل الحصول على الغذاء، ومن شأن التدعيم الحيوى أن يحسن القيمة الغذائية للغذاء، ومن شأن ما يطرحه العلم والتكنولوجيا والابتكار من حلول متكيفة مع تغير المناخ أن يخفف من عدم الاستقرار الغذائى، ومن المحتمل أن تحقق التكنولوجيات الجديدة والناشئة بما في ذلك علم الأحياء الإصطناعية والذكاء الإصطناعى وهندسة الأنسجة تأثيرات على مستقبل إنتاج المحاصيل وكذلك علم الأحياء الإصطناعية والذكاء الاصطناعى وهندسة الأنسجة تأثيرات على مستقبل إنتاج المحاصيل والماشية، غير أن تسخير قدرات هذه التكنولوجيات لأغراض الأمن الغذائى يتطلب استثمارات في البحث والتطوير ورأس المال البشرى والهياكل الأساسية وتدفقات المعارف، وينبغي لأي بيئة مواتية للابتكار الزراعى أن تستفيد من الظروف البيئية الملائمة والنهج المراعية للاعتبارات الإنسانية فيما يتعلق بتطوير ونشر التكنولوجيا والتعاون الإقليمى والدولى، وعلاوة على ذلك يجب تقييم التكنولوجيا واستشراق آفاقها فيما يتعلق بالابتكارات الزراعية لكى يتسنى إدارة المخاطر التكنولوجية المحتملة مع تحقيق أقصى تحسن ممكن في الأمن الغذائى.

وفي نهاية كلمته، توجه وزير الزراعة بالشكر إلى الاتحاد الأفريقى وإلى الشراكة الجديدة للتنمية في أفريقيا (النيباد) وإلى الهارفست بلس والمعهد الدولي لسياسات الغذاء، وإلى برنامج الغذاء العالمى ومنظمة الأغذية والزراعة والمنظمات الدولية والهيئات المشاركة والراعية على الدعم الذي قدموه للاحتفال باليوم الأفريقى العاشر للأمن الغذائى والتغذوي.

كما توجه وزير الزراعة بالشكر والترحيب لضيوف جمهورية مصر العربية ممن حرصوا على المشاركة فى هذا الحدث، ولا يزال حلم الأمن الغذائى الأفريقى قابلًا للتحقيق سواء بتحسين استخدام الأراضى الزراعية ووسائل الرى، أو بزيادة الأراضى القابلة للزراعة أو بالتركيز على قطاعات الصناعات الغذائية التى تشكل مفتاحًا رئيسيًا في هذا الإطار، كما وجه الشكر إلى المدراء والمتحدثين فى هذا الحدث ممن حرصوا على تقديم خلاصة خبراتهم ونتائج بحوثهم ودراساتهم خلال جلسة الحوار بالأمس، مما يوفر فرصة بالغة الأهمية للتباحث والتنسيق والخروج بتوصيات بناءة للتصدى للتحديات التى تواجه الأمن الغذائى والتغذوى في أفريقيا، وإلى سكرتارية الاتحاد الأفريقى واللجان التنظيمية والفنية والإعلامية وجميع الجنود المجهولين الذين بذلوا كل الجهد لخروج الحدث بهذا الشكل المشرف".

من ناحيته، أكد الدكتور ريتشارد، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، أن "القطاع الخاص يحتاج الحوافز المطلوبة لتبنى تقنيات جديدة وزيادة التسويق لهذه الأمور وتوفير كل التكنولوجيا لصغار المزارعين وتسويق منتجاتهم وتحقيق الربح، نحن بحاجة لتصحيح المسارات السوقية التى اصابها الفشل واؤمن كثيرا بالتنمية حتى نصل لإثراء الفلاحين وعلاج الأطفال من الأمراض"، قائلا: "تمكنت ملاوى من تحقيق المعجزة فى تحقيق الأمن الغذائى، وبذلك يمكن للجميع تحقيق الأمن الغذائى".

وقالت نائب المدير التنفيذى لوكالة التنمية بالاتحاد الأفريقى، إن السمنة تؤدى إلى انتشار أمراض كثيرة وسوء التغذية يزيد من العوائق، فالتغذية والأمن الغذائى من أهم المنصات التى نستخدمها للدعوة فى هذا الشأن للتصدى لسوء التغذية، وهو أمر فى أولويات أجندة 2030.

وأضافت خلال كلمتها: "نحن نعلم جميعا أن الأفارقة وضعوا نصب أعينهم تحقيق التنمية المستدامة، وأهمها معالجة سوء التغذية، والأمر غير قابل للنقاش وسوء التغذية لا يمكن التصدى له دون تعاون الجهات الأخرى مثل الصحة، ونعمل على توفير الإرشادات اللازمة لتحديد الأولويات الخاصة بالأمن الغذائى، منها تحسين نتائج تغذية الأمهات، وتعزيز البرامج المدرسية والتصدى لمشكلة السمنة، وتناول الفكرة بشكل كبير".

كما أكد الدكتور عبد السلام ولد أحمد، الممثل الإقليمى لمنظمة الفاو، أن معدلات الجوع والفقر بدأت تزداد ونصفها فى أفريقيا، منهم 20 مليون شخص فى شمال أفريقيا من بين نصف مليار شخص حول العالم يعانون من سوء التغذية والجوع والفقر، مشيرا إلى أن ذلك يقلل من الإنتاجية وزيادة الأمراض، والشباب يهربون من المناطق الريفية، مما يؤثر على الموارد الاقتصادية.

وقال الدكتور عبد السلام ولد أحمد، خلال كلمته فى فعاليات الاحتفال العاشر بيوم الغذاء الأفريقى المنعقد الآن بالقاهرة، إن "الاتحاد الأفريقى فى طليعة من يحاربون الفقر، وهناك شواهد على ذلك ولدينا شراكات مع الاتحاد، والزراعة وحدة لا يمكنها حل مشكلة الفقر والجوع ولابد من تضافر جميع الجهات، وهناك مبادرات عدة عملنا عليها ليعمل مختلف الأقطار لتحقيق هدف واحد".

وأضاف أن "الزراعة فى الاتحاد الأفريقى لابد أن تتكيف مع التكنولوجيا الجديدة ولابد أن تتوفر التكنولوجيا للجميع، فمثلا يمكنها أن تجمع المزارعين وتوصلهم بالمشترين والسوق دون تدخل وسطاء، كذلك يمكن مكافحة الأمراض التى تصيب الزراعات، ونحن نعزز من قدراتنا لدعم السياسيات لهذا التحويل، ونحن ملتزمون بالعمل من الاتحادات المختلفة لتحقيق أجندة 2030 فى أفريقيا".

حضر الجلسة وزراء الأوقاف والهجرة والري والتعليم العالي والبيئة والصحة والصناعة والتجارة والتموين وقيادات وزارة الزراعة ومفوضية الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية المعنية بالزراعة والغذاء.

وفي نهاية الجلسة، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والوزراء وضيوف مصر، معرض مستلزمات الإنتاج الزراعي المقام على هامش الاحتفالية العاشرة بيوم الغذاء الأفريقي.