الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الموافقة على انتخابات مبكرة في بريطانيا.. رجل وركينجتون اليد العليا لحسم الأصوات.. التغيير والاهتمام بالتدريب الصناعي أمل هؤلاء المواطنين.. ودعوات لـ بوريس جونسون لكسب ودهم

رئيس الوزراء البريطاني
رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال

  • جونسون يتنفس الصعداء بعد الموافقة على انتخابات مبكرة لتجاوز أزمة بريكست
  • رجل وركينجتون يصعد على امرأة ورسستر في انتخابات ديسمبر
  • بحث: منافسة شرسة بين المحافظين والعمال لكسب رجل وركينجتون

في الوقت الذي وعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، المواطنين، بتكوين برلمان جديد مع السنة الجديدة، بعد موافقة أعضاء مجلس العموم البريطاني على إجراء انتخابات برلمانية في 12 ديسمبر المقبل، حذر خبراء من عدم تحقق ذلك، لأن الأمر في يد ناخبين بأعينهم.

وحذر مركز أبحاث في بريطانيا، من وجود مقاعد متأرجحة يسيطر عليها ناخبون يتناسبون شخصيتهم مع شخصية "Workington man"، وهو رجل أبيض يزيد عمره على 45 عامًا ويعيش في إحدى بلدات شمال إنجلترا ذات تقاليد قوية في دوري الرجبي، لذلك لا بد أن يكونوا هؤلاء مفتاح جونسون للحصول على أغلبية تحقق مطلبه ببرلمان جديد.

يأتي ذلك بعد يوم عاصف، تنفس فيه "جونسون" الصعداء، بعدما وافق أعضاء مجلس العموم البريطاني على إجراء انتخابات برلمانية في 12 ديسمبر، بأغلبية ساحقة، وذلك عقب أسابيع من الإحباط والرفض من جانب المعارضة، لكن يجب أن يوافق أعضاء مجلس اللوردات على المقترح قبل أن يصبح قانونا.

ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال بوريس جونسون إن مجلس العموم "الذي عاد نشاطه" سيسمح لبريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي في العام الجديد.

فيما أكد زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين، أن حزبه سيطرد المحافظين "المتهورين"، ويوصل بريطانية للاشتراكية، برغم تأييده إجراء انتخابات مبكرة، عقب تغيير موقفه قبل جلسة النواب الحاسمة أمس.

وتعد هذه المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات في شهر ديسمبر منذ عام 1923، حيث قال رئيس الوزراء للنواب إن الانتخابات ستؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد أشهر من "عرقلة البرلمان".

من جانبه، قال النائب المحافظ روبرت هالفون: "علينا أن ننسى استطلاعات الرأي، وننسى كل ما نقرأه، وننظر إلى هذه الانتخابات التي ستكون صعبة للغاية"، مضيفًا: "لا أحد يريد إجراء انتخابات في ديسمبر، لذلك ستكون هذه الانتخابات واحدة من أصعب الانتخابات التي يمكن أن نقوم بها على الإطلاق".

لذلك رجح خبراء الانتخابات بأن تكون هذه الانتخابات العامة ــ الثالثة في أربع سنوات ــ صعبة التنبؤ بها بفضل انتشار الأحزاب الصغيرة.

وقال أحدهم إن الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى وصول 100 نائب إلى مجلس العموم، من أحزاب أخرى غير الحزبين الرئيسين "المحافظين والعمال"، مما يجعل من الصعب على أيهما الفوز بأغلبية، وهذا سيؤثر بشكل كبير على تأخر تفعيل البريكست في ظل برلمان معلق.

وأوضح بحث أجرته مؤسسة فكرية يمينية تدعى "Onward"، إن الناخب المتأرجح اليوم لم يعد "امرأة ورسستر"- التي تعد شخصية رئيسية في انتصار توني بلير في عام 1997، ولكن أصبح "رجل وركينجتون"- في إشارة المواطنون الذين يعيشون في المدينة البريطانية بكمبريا.

ورجل وركينجتون هو مصطلح أطلقته المؤسسة على الأشخاص الذين يعيشون في مدن رابطة الرجبي.

وقالت المؤسسة في بحثها، إن رجل وركينجتون، هو شخص عمره أكثر من 45 عامًا، أبيض، لم يذهب إلى الجامعة، ويعيش في تلك المدينة الخاصة بالرجبي، كما دعم المغادرة من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، ويشعر أن البلاد "ابتعدت" عن آرائه حول القضايا الاقتصادية.

وأشارت الصحيفة إلى أن من الضروري أن ينظر بوريس جونسون لهذا الناخب، الذي يعتبر أكثر دعمًا من معظم الأشخاص الذين يتمتعون بزعيم قوي في البرلمان.

وأوضحت المؤسسة في بحثها، أن هذا الناخب يريد من الحكومة أن تحدد أولويات التدريب الصناعي بدلًا من خفض تكلفة قروض الطلاب، كما يعتقد أنه يجب عليها تعزيز الإحساس المشترك بالهوية الوطنية عبر مجموعة متنوعة من الهويات.

ومن المرجح أن يكون هؤلاء الأشخاص يفكرون في أن الجريمة هي القضية الرئيسية التي تواجه البلاد وأن ضعف الهجرة قضية رئيسية تهمهم.

وأكدت المؤسسة أنه لا يمكن أن يفوز أي حزب من هذين الأحزاب الرئيسية، إلا بعد دعم من رجل ركينجتون، موضحة أن الدائرة الانتخابية التي يحتفظ بها حزب العمال والتي تشيع فيها هذه الخصائص بين الناخبين هي مدينة ركنجتون كومبريان، مما يجعلها المقصد الرئيسي في الانتخابات المقبلة.

وقال ويل تانر، مدير "Onward": "ستكون هذه الانتخابات هي الأكثر تقلبًا في ذاكرة التاريخ، ويجب ألا يتهاون بها أي حزب".

وأضاف أن من الواضح أن طريق المحافظين نحو النصر يمر عبر مدن رابطة الرجبي الموجود بها الطبقة العاملة مثل وركينجتون، والتي من الممكن أن يؤثر عليها حزب العمال المعارض.

وأشار إلى أن المدن السبع التي كانت أعضاء مؤسسين في دوري الرجبي الممتاز "كاستلفورد، هاليفاكس، أولدهام، سانت هيلينز، وارينجتون، ويجان، وركينجتون"، أعادوا واحد فقط من أعضاء حزب المحافظين في عشرة انتخابات منذ عام 1918، ولديه أغلبية من حزب العمال بمتوسط ​​13273 شخصا.

وأكد أن هؤلاء الناخبين ليسوا من محبي الحنين إلى الماضي، فهم لا يعتقدون أنه كان هناك عصر ذهبي نحتاج إلى العودة إليه، فهم يبحثون عن التغيير، لكن التغيير الذي يوفر قدرًا أكبر من الأمن في حياتهم ولا يتعرضون من خلاله لرياح العولمة القاسية.

ونظرا لأن بوريس جونسون يأمل في الفوز بأغلبية لتطبيق اتفاق بريكست في اللحظة الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي في الشهر الجاري، لابد للنظر إلى هذه الفئة من الناخبين، للتغلب على منافسه الرئيسي زعيم حزب العمال جيريمي كوربين الذي يريد تشكيل حكومة اشتراكية وإجراء استفتاء آخر على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وإذا لم يحقق أي حزب فوزا حاسما فسوف يظل مصير انفصال بريطانيا معلقا مجددا، مع خيارات تتراوح بين انفصال فوضوي بدون اتفاق أو إجراء استفتاء آخر يلغي عملية الانفصال برمتها.