الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بهاء عبدالهادي يكتب: التسول في المترو وزكاة المال وغادة والي

صدى البلد

لا ننكر الجهد المبذول من وزارة التضامن الاجتماعي بقيادة الوزيرة النشيطة الدكتورة غادة والي، في احتواء المتسولين فعليا والذين لا يجدون قوت يومهم خاصة كبار السن والأطفال المشردين، فرأينا بأعيننا كيف أخذت الجهة الممثلة عن الوزارة هؤلاء المتفرقين في شوارع محافظات الجمهورية وغيرت من صورتهم إلى الأحسن ورفعت معنوياتهم واحتوتهم بأن لكم وطنا لا يترك أبناءه غير القادرين يسألون الناس - وهناك من يحن عليهم وهناك من يلفظهم بكل أسف!! - لكن الوطن هو من يحن على ابنائه ويأخذهم في أماكن آدمية ويوفر لهم المأكل والملبس.

ففعلا هؤلاء وجدوا من يحنو عليهم وهو الوطن ممثلا في وزارة التضامن الاجتماعي بقيادة الوزيرة المحترمة غادة والي وبتوجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الذي يود أن يرى الوطن كله ينعم في رغد من العيش وينعم بفكر نير يزرع في نفوس الناشئة وينمو يوما بعد يوم حتى إذا حان الحصاد أثمر جيلا نفتخر به جميعا ونعتز بالوطن الذي نشأ هذا الجيل تحت سمائه..

بعد انتهاء العمل توجهت إلى محطة المترو هذا الإنجاز الذي أفلت من انتقاد بعض السذج الذين أجدهم عالة على المجتمع، نعم، لأنهم لم يقدموا شيئا يفيد مجتمعهم ويحاولون بكل الطرق الانتفاع من الوطن فقط، وحينما تفشل محاولاتهم بالانتفاع غير المشروع لهم ينتقدونه.

هناك خدمة محترمة جدا تقدمها وزارة التضامن تتمثل في إعانة فئة معينة، وهي معاش كرامة وهناك من يحتاج إليه ولا يحصل عليه نظرا لوجود شرط خارج عن ارادته وهو ان ابناءه ليسوا في التعليم وهو غير قادر على تعليمهم، أتمنى أن يعدل هذا الشرط ويكون بعد عام من صرف معاش كرامة حتى نعطي له فرصة مادية يستطيع من خلالها توجيه أبنائه للتعليم..

أعود للمترو وأنا أجلس في المترو وجدت ثلاثة نماذج للمتسولين أقصد المتسولات اللاتي يسألن الناس وكان الله في عونهن لأننا لا ندري بحالهن والظروف التي دفعتهن لذلك، ونسأل الله أن يصلح أحوالهن، ولكن مع تفعيل برنامج تكافل وكرامة كان أملي ألا أرى متسولا في أي مكان، هذا إذا كان كل القائمين على البرنامج ودراسة الحالات التي تستحق فعلا مؤهلين، وليس معنى ذلك عدم نجاح البرنامج بالعكس، ولكن وجود هذه النماذج يدعوني لتوجيه اللوم للوزارة بوجود آلية تحافظ على هؤلاء المحرومين من الإعانة، إنها بحق مهزلة تستحق الوقوف عندها..

كما أنه لو أخرج أصحاب الملايين والمليارات زكاة أموالهم 2.5 في المائة ما وجدنا محتاجا بيننا، ولا تعتقد أن الزكاة تنقص المال، لا والله إنها تزيده بالبركة والنماء، أتمنى من الله أن يكون لهذه الكلمات أثر في قلوب أصحاب الأموال وأن يخرجوا زكاة أموالهم ويتصدقوا على المحتاجين، فلو تعلمون أجر الصدقة لهرولتم في سبيل اخراج المستحق عليكم لأصحابه، قال تعالى (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) نطلب الرجوع للدنيا لأجل الصدقة ولكن هيهات هيهات.. فهنا قدم الصدقة على العمل الصالح نظرا لعظم أجرها وجاء ذكر العمل الصالح عموما بعدها ولكن اختص الصدقة في المقدمة لفضلها..

وأخيرا.. أيقظوا في ضمائركم كل ما تعتزون به أمام أنفسكم أولا وينفعكم عند لقاء المولى عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.