الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: عندما تموت الإنسانية وينتحر الضمير

صدى البلد

عندما تموت الرحمة من قلوبنا وتفقد اﻹنسانية أسمى معانيها وعندما تتحجر قلوبنا فلا تتراحم فلا أعلم ماذا أقول وماذا أكتب ؟

تتوه الكلمات ويتعثر القلم في يدي وتعلن الحروف تمردها على سطور وريقاتي فلا تسعفني للحاق بما أريد أن أقول !

تتبعثر مني الحروف كأشلاء ممزقة بين جدران حجرتي في سكون ليل مرعب..آرق مضجعي وفارق فيه الوسن عيني وأبى أن يعود وليته يعود لتهدأ ثورتي في عباب الأحداث المتلاطمة!

عندما تموت الأنسانيه،وتنتحر المشاعر،ويتدارك فكرنا لحظة ذهول!
لحظة صمت نتأمل
أمام مشهد مؤثر
ليس فيلما سينيمائيا وإنما واقعا حقيقيا نعيشه كل يوم بين الفينة والأخرى!

في الحادث المأسوي بمقتل شاب القطار
عدد ركاب عربه القطار ٦٨ مقعد
الشاب مات من أجل ٧٠ جنيه !

لو كل واحد من الركاب طلع جنيه من جيبه كان أنقذ حياة إنسان!
لكن وقفوا كلهم يتفرجوا عليه و هو بيموت.
اللي شاطرين فيه بس نصور و ننشر صوره علي الفيس بعد ما مات!

حينما يفقد المجتمع نخوته ومبادئه
ويصبح مسخا مابين الأعراف والتقاليد والشهامة
ما بين التقليد الأعمي للغرب في محاولة بائسة للتطور العقيم
مجتمعنا في حاجة لصحوة ضمير توقظه من هذا السبات
الذي أصابنا بالعار في مقتل من أخلاقياتنا وشهامة ولاد البلد !

مجتمع أصبح بلا هوية أخلاقية مجتمع ما زالت تحكمه النعرات القبلية التي تخالف كل القيم والأعراف والأخلاق الإنسانية!
إذا كان هذا تصرف المجتمع السلبي في موقف كهذا فلماذا إذن نلقي اللوم والتبعة على الحكومات ؟

هل الإنسانية والشهامة والمروءة تحتاج إلى تعلم أو تعليمات أو إصدار أوامر ؟ بالطبع لا ...لكونها أشياء وجينات في دماء البعض بالفطرة فلا يعرفها غير الأسوياء...بيئة وانسانية وتكوينا وتنشئة.....
أعيدوا نشر بذور الإنسانية في ربوع المجتمع وفي نفوس صغاركم...ابعدوهم عن الأنانية والعصبية القبلية ... ضخوا في شراينهم دماء التلاحم والتراحم إن اردتم رفعة وتحضرا

فمع غياب الإنسانية تموت الضمائر ، وتسود الأنانية، ويسيطر القوي على الضعيف بكل لغات العنف، بالسادية، ويتلذذ موظف أرعن بتعذيب الناس، والتسلط وامتهان كرامة إنسانية الإنسان الذي كرمه الله !
ومع غياب الإنسانية أيضًا يغيب الحوار الحضاري الذي جعله الإسلام هدفا لإحياء المجتمعات الإنسانية واحترام الإنسان.

حقيقةً لا يُعرف الشخص الإنسان إلاّ في الوجود الاجتماعي، خاصة العملي الذي هو حقل تحقيق إنسانية ذلك الشخص في مواقف تكون مرآة تعكس إنسانيته فتظهر عندما يسعى مبادرًا إلى تقديم كل ما لديه من إنسانية لذلك الموقف وبشكل بدهي لا يحتاج للتفكير

فذلك هو الإنسان الجوهر المجرد. أما إذا تصرف بعكس ذلك وأهمل الموقف الإنساني فلن أضع له وصفًا أقل من أنه آفة من آفات المجتمع وتشوهاته وعليه أن يعيد حساباته في إنسانيته لعلها تعود للحياة ويحيا ضميره بعد الموت وإلا فلات حين مناص.....!