الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب : 365 يوم حب

صدى البلد

نحتفل هذه الأيام بعيد الحب وهو يوم فى السنة يتبادل فيه المحبون والأزواج عبارات الحب والهيام والورود والدباديب الحمراء. ولم يكن هذا العيد المستحدث موجودا بالماضي لأنه وبمنتهى البساطه كان الـ ٣٦٥ يوما بالسنه "حب" كانت الناس بتحب بعض ولم يكن هناك مبرر لتحديد يوم واحد فقط بالسنه لكي يبرهنوا لبعضهم البعض عن حبهم المتبادل . كانت كل الأفعال بين البشر سواء اصدقاء او محبين او جيرانا او ازواجا تبرهن وتؤكد وترسخ فكرة الحب الحقيقي كان يوجد تواصل فعلي بين البشر ولقاءات وحوارات مشتركة.

كان لا يوجد فيس بوك ولا إنستجرام ولا واتس آب. كان لا يوجد دباديب وورود حمراء بكل مكان لكن كانت توجد مشاعر حقيقيه صادقه تنبع من القلوب فتصل سريعا للقلوب. كانت الناس تتواصل بشكل فعلى وكل تصرفاتهم تبرهن على الحب. كان الحبيب لا يردد كثيرا كلمة بحبك ولكن كل أفعاله تجاه حبيبته تبرهن وتؤكد الكلمه لذلك لم يكن يحتاج أن يرددها كثيرا فكان يكفيه أن ينتظر بالساعات تحت شرفة منزلها لكي يراها فقط. كان يتحدى العالم كله حتى يصل الى قلبها ويزيل كافة العوائق حتى تشعر بحبه الذى برهن عنه بالأفعال وليس بتكرار الكلمه فقط .
 
أما الأن ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أو الخراب الإجتماعي أصبح الحب تيك آواى فيكتفى المحبون بتبادل الدباديب والورود وعبارات الحب على مواقع التواصل الاجتماعي حتى فقدت الكلمة معناها وتم تفريغها من محتواها وأصبحت مجرد كلمة يتبادلها كل الناس دون الإحساس بها ولا برهان عليها بأفعال حقيقية للوصول بهذا الحب الى بر الأمان ولا يوجد تواصل ولقاءات بين الأصدقاء والأهل والجيران. 

ولو قمنا مثلا بمقارنة أغاني الحب بالماضي مع أغاني الحاضر نرى أغاني الزمن الجميل تحمل كل معاني الحب الحقيقيه مضمون الأغنية وكلماتها تعبر بشكل فعلي عن مدى قدسية الحب بهذا الزمن الرائع نرى أغنية مدتها ساعه أو ساعتين تستطيع عند سماع كلماتها ولحنها ان تعيش كل معاني الحب الصادقه. من منا لا يستمتع الى الأن بأغاني العندليب عبد الحليم حافظ والسيدة أم كلثوم والرائعه فيروز وغيرهم من المبدعين ذلك الزمن الجميل ولكن الأن نرى الأغاني بتعبر فعلا عن فكرة الحب التيك آواى اغنية مدتها خمس دقائق وكلماتها ولحنها لا يؤثر على مشاعرنا ولا إحساسنا بل نسمعها لمجرد التسليه أثناء القياده أو تضييع الوقت وبعد سماعها بساعه لا نتذكر منها أي كلمه .

وبنظرة الى الأفلام السينمائية الرومانسية بالزمن الجميل فعندما نراها الى الأن نشعر أننا أمام لوحة فنية رائعه تابلوه يسحرنا ويبعدنا عن رداءة الواقع الذى نعيشه حاليا فمن منا مثلا لا يتذكر فيلم الشموع السوداء بقصة الحب الرومانسيه الرائعه بين صاحب الكاريزما صالح سليم والرقيقه نجاة ولو قمنا بتحليل عناصر الفيلم من سيناريو وإخراج وديكور وأغان والحان لعرفنا معنى الإبداع الحقيقي وأيضا فيلم حبيبي دائما للمبدع نور الشريف وقطة الشاشة بوسي من منا لم يبكِ بمشهد موت الحبيبة بنهاية الفيلم وغيرها من الأفلام المحفورة بأذهاننا جميعا أما الأن لا نجد فيلما نستطيع أن نقول حقا أنه يعبر عن حالة الحب الحقيقي او نتذكر مضمونه او اغانيه او حتى اسمه أحيانا.

نستخلص مما سبق أن سبب نجاح ورقي الفن بالماضى أن الجميع كانوا يحبون ما يفعلون حقا كانوا يعشقون الفن كانوا يعيشون من أجله ولا يعتبرونه مصدرا للدخل وتجارة فقط فكل ما يفعله الانسان بحب يصل للقلوب سريعا ويخلد فى الذاكرة ولا يموت ابدا و للأسف أصبحنا الأن بزمن المسخ فكل شيء فقد معناه الحقيقي حتى الحب لم يعد سوى كلمه نكررها ولا نعي معناها الحقيقي.. 

لذا أعزائي أتمنى ان لا نحصر الحب بيوم واحد فقط بالسنه بل نعيش ٣٦٥ بالسنة فى حالة حب حقيقي.