الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملاء وجواسيس.. كتاب يكشف الدور الخفي لأجهزة الاستخبارات في تدمير الدول العربية

صدى البلد

صدر حديثًا عن سلسلة كتاب اليوم الثقافية كتاب جديد بعنوان "عملاء وجواسيس " تأليف الكاتب الصحفي عاطف الغمري مدير مكتب الأهرام الأسبق بالولايات المتحدة الأمريكية.

يلقي الكتاب الضوء على أهمية دور أجهزة الاستخبارات فى تهديد أمن الدول وأستقرارها والتطور السريع الذى طرأعليها والمهام التى تقوم بها حيث أصبحت تقود وتنفذ ما يعٌرف بحروب الجيل الرابع والخامس.

ويؤكد المؤلف على أن فى هذا العالم السرى، كان رجل المخابرات يتلقى تدريبات مكثفة، ويتعلم لغة البلاد التى يوفد إليها، بحيث يتخفى فى هوية رجل أعمال، أو خبير فى شئون الاقتصاد أو العلوم، ولم يقتصر الحال على الرجال، بل كان هناك تجنيد للمرأة كجاسوسة، واستغلال جاذبيتها الأنثوية، فى الإيقاع ببعض الشخصيات الهامة فى بلادها، واستخلاص معلومات سرية منها.

وفى عصرنا الحالى دخلت آليات ووسائل جديدة، إلى عالم المخابرات والجاسوسية، باستخدام الطائرات بدون طيار، والهجمات عبر الفضاء الالكترونى، واستخلاص معلومات منتقاة من وسائل التواصل الاجتماعى، وإخضاعها للدراسة والتمحيص، وإن كان هذا لا يعنى الاستغناء عن العنصر البشرى فى التجسس، فهو القادر على استكشاف نوايا من يستهدفهم بنشاطه، وهو ما لا تقدر عليه الأجهزة الالكترونية.

ويشير الغمرى إلى أن العالم العربى كان ومازال، مجالًا لتعاون مخابراتى مشترك بين الأجهزة الثلاثة – الأمريكية، والبريطانية، والإسرائيلية.

وكانت مصر هدفا لعمليات لهذه الأجهزة، أبرز أنشطتها مؤامرة حرب 67، التى لعبت فيها أدوارا منسقة بين المخابرات المركزية والموساد، والتآمر لكسر مشروع عبدالناصر لصناعة طائرة نفاثة وصاروخ مصريين، وخطة محاولة اغتيال عبدالناصر بميدان المنشية عام 1954، باعتراف الوثائق السرية للمخابرات البريطانية، بعد إنهاء الحجر على سريتها.

كما يوضح المؤلف أن فى أيامنا الراهنة، وفى عصر ثورة المعلومات والتكنولوجيا، والنت، ووسائل التواصل الاجتماعى، وزوال الحدود الافتراضية بين الدول، فقد حدث تطور فى عالم المخابرات والجاسوسية، بما جرى من استبدال جانب من مهام العميل الأجنبى، المتخفى وراء هوية وهمية، بوسائل التكنولوجيا الحديثة، فى اقتحام الساحة الداخلية للدولة المستهدفة بالحصول منها على المعلومات، وهذا الباب أصبح من المنافذ إلى النشاط التجسسى، الذى يدور فيه ما يعرف بحرب المعلومات، والتى يحكمها تنافس نشط بين القوى الدولية.

وفى النهاية يشير المؤلف إذا كان الزمن يتغير، بدخول العالم، عصر ثورة المعلومات، والنت، ومختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة، إلا أن ذلك لم يغير من استمرارية وجود الجاسوسية – قديمها وحديثها – باعتبارأن لها دور حيوى فى إدارة شئون الدول، وعلاقاتها الخارجية، فنحن نعيش فى عالم تعد التنافسية من أبرز سماته، حتى ولو كانت خطوط المواجهة بين الدول فى حالة صدام، أو كانت تشهد تعاونًا وتهدئة.