الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مريم أمجد تكتب: لَيلة مِن ليالي آذار

صدى البلد

انت تُنهِك روحك و تؤلمها عبثًا ،
لازال اليوم لم ينتهِ ، و لم تَنتهِ فُرصَك في التخَلُص مِن جوانِبك السيئة ،
يَليق بِك أن تُصبِح ما تريد
كـ نبتة رَطِبه لا تَجِف ، تَتَمايل مَع نَسماتِ الهواء في كُل النواحِ ... أن تُزهِر و كأنك لم تذبل يومًا ،

لَم تنتهِ فرصك في نَفض بقايا أوراق الخريف عن سُترتك ،
ربما ايضا في التخلُص مِن هؤلاء الذين لا يُداوي وجودهم شيئًا ، و من هذا التزاحُم المُرهق ،
أَن تُخبِر الجميع أن مُحاولاتك المُتكررة في إرضائهم قَد نَفذت ، و أَن تَصنُع المِثاليه و الكَمال لَم يَعُد طريقًا ننجو به مِن بشاعه نفوسِنا ،
وأنك تميل للحقيقة حتي ولو كانت مُره.
أَن تَتبع مذاهِبك الخاصه ، التي يُمليها عليها عقلَك ..
وإن كُنت صوفيّ مُبتهِل أو حَتي ماديّ الفِكر ،
أن تشِذ بكل قُواك عن القواعد المُصمته التي لا تُلائمك ..
أَن تَفتح نافِذة غُرفِتك في ليلَه مِن ليالي آذار الحَاده ،
مُستمتِعًا بنسَمات الهَواء تُداعِب وِجنتاك سامِحًا لبَعض نِقاط المَطر الرقِيقه أَن تُرطب فَروة رأسَك .. مُستمِعًا للتَوبيخ الذي يَنهمِر عَليك من الجانب الآخر .
غير عابئً بـ البرد الذي سيُرافِقك بضعه ايام ، ولهذا الدوار المُفاجي الذي سُيصيب رأسَك فَور انتِهاء تِلك اللحظة الاستثنائية ،

أن تتفق مع تقلباتك المزاجيه التي لا تُحتمل احيانًا ،
وانطوائيتك المزعجه للبعض .. انانيتك في الانعزال عن كل مصادر الضجة،

تستحِق أَن تَسكُن جَميع مناطِقك الآمنه و إن كانت بين صَفحات مذكراتَك ،
وإن كانت بين عِناق أحدُهم ،
أو بين أضلُع نَسمات هَواء آذار.