الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشرف الشرقاوي يكتب: ثقافة الحوار

صدى البلد

عذرا شعبنا فالقليل منكم لا يملك ثقافة الحوار بمعني؟ اذا كان لحضرتك رأي فــي موضوع معين وهذا الرأي نابع من وجهة نظرك واقناعك التام بوجهة نظرك لذلك فأنت كونت هذا الرأي عن اقتناع اما بالنسبة لشخص اخــــر فهو ايضا له وجهـــة نظره واقتناعه بها لذا فهو ايضا كـون رأيه من وجهة نظـــــره ومن منظوره هـو. 

فالقضية تكمن هنا فى اختلاف الـــرأي واختلاف وجهات النظر فالبعض تكمن مشكلته هنا وهي عدم تقبل الـــرأي الاخـــر وفرض رأيه بالقوة اما بالديكتاتورية او بالسب والقذف والقاء الشتائم والسباب فلماذا فـــــرضت ان رأيك هو الرأي الصائب وان وجهة نظرك هي الصحيحة فبدلا من ان تفكــر في الرأي الاخر مقارنة برأيك وتري اوجـــه الاختلاف وتحاول ان توضح انت وجهة نظــــرك وتقنع من امامك بأسلوب متحضر ومحتــــرم ينم عن اسلوبك وثقافتك.

فالرسول عليه السلام كان يأخذ برأي سيدنا ابو بكر وعمر وكان اسلوب ابو بكـــر اللين والرحمــــة وكان اسلوب عمر الشدة فهل تشاجر الاثنان هل حاول كل منهما فرض رأيه علي الاخر كلا والله بل بالحوار والادب والتراحم بينهما. 

لذلك اوضح ان كل انسان حر في رأيه يعبر عنه كما يشاء وكما يتراءي له دون التجريح في احد او فرض رأيه بالقوة فقس هذا في عملك وفي منزلك فانت رب الاسرة هل اذا عارضك احـــــــد ابنائك في الرأي فهل ستلقي عليه السباب والشتائم ام انك ستستمع لوجهــــة نظــــره وتري انك ستكون متحضرا معه وتحاول اقناعه وذلك لانه ابنك او احد افراد اسرتك فلما لا نطبق هذا الاسلــــوب في كل حياتنا.

 واخيرا اقـــــول ان الكثير منا لا يمتلك ثقافة الحوار ولا يستطيع تقبل الرأي الاخـــر واذا تبين انه علي خطأ لا يعترف بأنه المخطئ بل يقوم بالسب والتجريح والشتائم دون النظـــــر بأن الطرف الاخر له الحق ايضا في الرد عليك بنفس الاسلوب فالفارق هنا الاحتـــــرام والادب والثقافة فما بالك اذا تطاولنا علي بعضنا وسب كل منا الاخر فهذا من الاســـــــلام. المسلم ليس بلعان ولا شتائم.

و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا  
واذا اصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما و عويلا 
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقاوم النفس بالأخلاق تستقم

ومن يحترم فإنما يحترم نفسه ومن لا يستطع فعليه الالتزام بالصمت فهو أفضل له.