الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سمر ياقوت تكتب: التكنولوجيا السوداء

صدى البلد



نحن الان أمام طفرة هائلة في عالم الإنترنت والهواتف الذكية والتطور التكنولوجي لا يمكن أن يقف الآباء متجاهلين لانهم الضلع الرئيسي في استخدام التكنولوجيا بطريقة سلبية و خاصة أن جيل اليوم من الأطفال يمتلك مهارات متقدمة وحيلًا تفوق بكثير ما يسعى إليه الآباء لحماية أبنائهم وبناتهم من هذا المارد العملاق , لقد اصبح التطور التكنولوجي جزء لا يتجزأ من ضروريات الحياة اليومية حيث لا يمكن الاستغناء عنها إلا ان التطور انتشر بشكل سريع داخل كل بيت , فكل بيت داخله انترنت وهواتف ذكية تستخدمها كل الفئات العمرية المختلفة ولكنه له اضرار جسيمه خاصة على الطفل ,

ويتعرض الكثير من الأطفال في الوقت الحالي إلى مشاهدة الكرتون والفيديوهات المختلفة على الهواتف الذكية بكثرة وبشكل مفرط حيث ترى الأمهات انها وسيلة جيده لإبعاد طفلها عنها بدون خسائر في المنزل او لسلامته خوفًا عليه من ان يمسك بشيء يؤذيه حتى تؤدي مهامها في المنزل وهي لا تدرك انها تؤذيه وتؤثر عليه بالسلب فمشاهدة الطفل للهواتف الذكية وغيرها من الوسائل قبل عامين تحديدًا من مولده يعد خطر كبير يتخلل داخل شخصية الطفل , لان الفيديوهات تحتوي على مشاهد غير ملائمة ووضعت خصيصًا لتغيير الفكر الثقافي والأخلاقي للطفل ,

وقد تؤدي بعض المشاهد التي تحتوي على العنف والعدوان او في العاب معينه حيث ان تلك الالعاب التي يتخللها العنف تأثر بشكل كبير على الطفل نظرًا لأنه يقوم بالتفاعل معها ويقلدها فعليًا بين زملائه في الحضانة او بين اخواته او جيرانه وايضًا يؤثر استخدام الهواتف الذكية على عين الطفل واضطرابات في النوم فبعض الأطفال يسهرون لمشاهدة الفيديوهات التي لا محتواه لها وتؤدي إلى عدم القدرة على التفكير والتوتر الاجتماعي والكسل الذي يؤدي إلى السمنة المفرطة وزيادة معدل السكر في الدم وغيرها من مشاكل جسمانية وعضوية وايضًا كثرة مشاهدة الهاتف الذكي يسبب الانطواء فأنه يصبح لا يحب الاختلاط بالمجتمع , ولذلك تلجأ الأمهات لأخصائية التخاطب وتعديل سلوك الطفل لان الجلوس امام الهواتف الذكية يسبب ايضًا النطق في عمر متأخر ,

وعلى جميع الإباء والامهات وكل مسؤول عن طفل ان يعطي الطفل حقه في الاهتمام والرعاية الكاملة بالتحدث معهم ومحاورتهم لفهم متطلباتهم وما يدور في اذهانهم وعلموهم القيم والعادات والتقاليد التي تربينا عليها , وتفريغ طاقتهم المخزونة داخلهم في الأنشطة الرياضية التي يحبونها ومراقبتهم جيدا, والعمل على تقنن استخدام كافة التكنولوجيا لحماية أطفالنا حيث نحدد وقت معين للإنترنت, بحيث لا تتجاوز ساعة يوميًا , ونحرص ايضًا على قضاء وقت معهم في الاجازة واوقات فراغهم ففي تلك المرحلة يكتسب العادات والتقاليد والقيم المختلفة والأخلاق الرفيعة وانه حتما سيشب عليها اما ان اكتسب العادات الرديئة انه سينعكس سلبًا علي المجتمع عندما يكبر ,

في الغرب تحرص الأمهات على رعاية الطفل والعناية به جيدًا وتدرك كيف تنمي مهاراته الحسية فدائمًا تكون اللعاب التي يلعب مها العاب ملموسة وواضحة الاولون فيقوموا بصناعة ألعاب بسيطة في المنزل مكونة من كرتون لتصنع منه مطبخًا صغيرًا لتعلم صغيرتها كيف تساعد والدتها وتطهي لأولادها حين تكبر والعاب ايضًا مصنوعة من الحبال لتركز في الطريق الذي امامها وكور ملونة للقدرة على التميز ,لذا يجب على كل من الإباء والامهات ان يكونا قدوة حسنة لأطفالهم فلا يمكن ان تقوم بتوجيه طفلك بالإرشاد في استخدام الهاتف او الإيباد بينما انت تقضي معظم الوقت عليه او لمشاهدة التلفاز وعليهم ايضًا توجيه الطفل نحو ما هو مفيد ونافع له واختيار الأنسب له وما يساعده من تحقيق أهدافه وتطوير ذاته من ممارسة الرياضة او الرسم والفن والابداع ومن الضروري ان يتعلم الطفل كيف يرتب أولويات وينظم وقته.