الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهاية إمبراطورية الشر.. 30 عاما على سقوط حائط برلين.. ميركل: لا يوجد جدار لا يمكن اختراقه مهما زاد طوله وعرضه.. و تطالب بتحديث الديمقراطية

المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

- المستشار الألمانية انجيلا ميركل: 
لا يوجد أعذار لعدم حماية الحرية والديمقراطية
- دول البلطيق: 
سقوط الجدار بداية لنهاية الطغيان الشيوعي في أوروبا
- ترامب: 
رسالة لجميع الأنظمة الاستبدادية والحكام حول العالم

بمناسبة ذكرى مرور 30 عاما على سقوط جدار برلين، حذرت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل من أخذ الديمقراطية كأمر مسلم به، فالقيم التي تأسست عليها أوروبا مثل الحرية والديمقراطية والعدالة وحكم القانون وحقوق الإنسان، يجب إحيائها والدفاع عنها مرارا وتكرارا.

وخلال خطابها في كنيسة الغفران المقامة على ممر الموت السابق لجدار برلين في شارع بيرناو، قال ميركل إن لا يوجد أي أعذار لدينا حيث أننا مطلوبون بأن نقوم بدورنا في حماية الحرية والديمقراطية.

وفصل جدار برلين بين ألمانيا الشرقية الشيوعية وألمانيا الغربية خلال الحرب الباردة، وسقط الجدار عام 1989 فيما اعتبر انتصارا للديمقراطية الليبرالية، وهو ما قاد إلى توحيد ألمانيا عام 1990.

وتأتي تصريحات ميركل في الوقت الذي زادت فيه قوة اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية، في وقت اتهمت فيه حكومات مثل بولندا والمجر بتقويض حكم القانون.

وسقط جدار برلين خلال ثورات 1989 في وسط وشرق أوروبا، حيث تم الإطاحة بالعديد من الأنظمة الشيوعية التي فرضها الاتحاد السوفيتي في أعقاب الاحتجاجات والحركات السياسية.

ودعت المستشارة الألمانية إلى مزيد من الحزم في مواجهة الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية. كما طالبت ميركل مواطني بلادها خلال الاحتفالات الرئيسية بهذه الذكرى في برلين بعدم السماح لأحد بإحباط همتهم.

وقالت ميركل: "ليس هناك جدار يُقصي الناس ويُقوض حريتهم لا يمكن اختراقه مهما بلغ طوله وعرضه". ويعتبر شارع برناو رمزا للانقسام الألماني، وعندما شُيد الجدار في عام 1961، أصبحت المنازل المبنية في واجهة الشارع في شرق برلين، بينما رصيف المشاة في الغرب.

من جانبه، أعرب الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير عن امتنانه لمواطني بعض دول أوروبا الشرقية لإسهامهم الكبير في إعادة توحيد ألمانيا. وقال شتاينماير: "دون شجاعة بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا وإرادتها الحرة، ما كانت الثورات الحرة في شرق أوروبا والوحدة الألمانية ممكنة".

وجاءت تصريحات شتاينماير أثناء وجوده أمام النصب التذكارية لدول مجموعة "فيسجراد" الأربعة، الذي يذّكر بإسهام الدول الأربعة وهي بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا، في سقوط جدار برلين. وتوجه الرئيس الألماني بصحبة قادة هذه الدول إلى النصب، حيث قام بدعوتهم إلى برلين للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين.

وقال شتاينماير إنه يتم اليوم إحياء ذكرى "إنجاز تاريخي عظيم، ومن حسن الحظ أن أوروبا متحدة". ويقع النصب التذكاري للدول الأربع بالقرب من النصب التذكاري المركزي لجدار برلين في شارع "برناور شتراسه". كما قام الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير والمستشارة أنجيلا ميركل، رمزيا بخرق جدار برلين بالزهور، ووضعا ورودا في ممر الموت خلف بقايا الجدار في شارع برناور لإحياء ذكرى ضحايا الجدار.

وفي غضون ذلك، أشادت دول البلطيق في بيان مشترك بأهمية سقوط جدار برلين قبل ثلاثين عاما. وكتب وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، في بيان مشترك: "إنه (سقوط الجدار) يميز إسقاط إمبراطورية الأشرار بأكثر طريقة حاسمة ومباشرة- لقد كان بداية لنهاية الطغيان الشيوعي في أوروبا". وجاء في البيان أيضا: "بسقوط جدار برلين، عادت جميع الأمم السجينة إلى عائلة أوروبا الحرة الديمقراطية".

وأضاف وزير خارجية إستونيا أورماس رينسلو ونظيريه من لاتفيا إدجار رينكفيكس، والليتواني ليناس لينكفيسيوس، في البيان: "نحتفل ليس فقط بطريقة عودة الأمل في الحرية للشعب الألماني، ولكن أيضا لجميع من حرموا من العدالة على مدار عقود وراء الستار الحديدي".

في الذكرى الـ 30 لسقوط جدار برلين، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالألمان "خطوات هائلة تم إحرازها في إعادة توحيد بلادهم وإعادة بناء ألمانيا الشرقية السابقة". 

وأشار ترامب في بيان إلى أن "عيون العالم تشاهد جيلا من الألمان الشرقيين استعادوا الحريات الممنوحة من الله مع كل حركة من معاولهم".

وأضاف أن دعاية ألمانيا الشرقية "لعقود من الزمان" تروج لوجود جنة عمالية مزدهرة على جانبهم من الجدار. ومع ذلك، فإن الشقق المتداعية ومحلات البقالة الخاوية تحكي قصة مختلفة".

وكرر ترامب رسائل وزير خارجيته مايك بومبيو التي حذر فيها فيها الأنظمة التي تقوض الحريات، موضحا أن مصير حائط برلين درس للأنظمة القمعية والحكام في كل مكان، فلا يوجد ستار حديدي يمكنه احتواء الإرادة الحديدية للشعوب عازمة على أن تكون حرة.

ومن جانبه، أشاد الرئيس الفرنسي بالناس التي دفعت من أجل إنهاء انقسام ألمانيا، وقال إن سقوط حائط برلين لم يتم من 30 عاما، بل سقط بفضل شجاعة الآلاف من الراغبين في الحرية، مما مهد الطريق إلى توحيد ألمانيا ووحدة أوروبا".

جاء ذلك بينما أكد جان كلود يونطر رئيس المفوضية الأوروبية أن سقوط الحائط "ثورة سلمية" تم الدفع إليها عبر أناس خاطروا بحريتهم الخاصة من أجل حرية الآخرين.

وفي روما، وصف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا سقوط الجدار بأنه "فجر الحريى، وبداية طريق جديد لتاريخ ألمانيا والقارة بأكملها والعالم بأسره".