الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيدة نفيسة وابن طولون.. أستاذ تاريخ يكشف حقيقة رواية مغلوطة على فيسبوك

صدى البلد

كشف الدكتور إبراهيم العسال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية والإرشاد السياحي، عضو الفريق العلمي للتراث الثقافي بالاتحاد الأندلسي بجامعة قرطبة بإسبانيا حقيقة رواية خاطئة جملة وتفصيلا، من مجموعة روايات خاطئة كثيرة على صفحات السوشيال ميديا، وهي تربط بين السيدة نفيسة بأحمد بن طولون.

وقال لموقع صدي البلد: هذه الرواية المغلوطة تقول كيف أنه كان حاكما ظالما واستغاث الناس من ظلمه، فقادت السيدة نفيسة ضده ثورة وكتبت له رقعة مكتوب فيها "ملكتم فأسرتم ، وقدرتم فقهرتم ، وخولتم فعسفتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة غير مخطئة ، لا سيما من قلوب أوجعتموها ، وأكباد جوعتموها ، وأجساد عريتموها ، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم ، اعملوا ماشئتم فإنا صابرون ، وجوروا فإنا بالله مستجيرون ، واظلموا فإنا إلى الله متظلمون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ".

وأضاف: الرواية تقول انها بعدها عدل عن ظلمه ، وتمتد الروايات الى دعاء السيدة نفيسة على ابن طولون بل كل من يصلي في الجامع،ومن الناحية العلمية هذا خرف واضح وكلام مرسل لا يمكن حدوثه،لأنه ببساطة شديدة لقد ماتت نفيسة العلم في ٢٠٨ هجرية باتفاق السنة والشيعة،وابن طولون ولد في بغداد في ٢٢٠ وجاء الي مصر في ٢٥٤ .

اي أنه جاء إلى مصر بعد وفاة السيده نفيسة فيها ب ٤٦ سنة، ولقد نقل الناس هذا الكلام عن القرماني في تاريخه ويؤيده في روايته صاحب الغرر وصاحب المستطرف،إلإ ان القرماني قد كتب كتابه بعد ٨ قرون كاملة من الدولة الطولونية،وهو ما يشكك فيها لعدم تناولها غيره من المؤرخين طيلة هذه الفترة.

ومن ناحية اخرى لم يكن ابن طولون حاكما ظالما بالأساس،وحقق نهضة علمية اقتصادية معمارية سجلتها كتب التاريخ بعد الاستقلال الاسمي الذي حققه عن الخلافة العباسية في بغداد،نعم كانت هناك ثورات عليه لكن لم تكن بسبب ظلمه ولم يقم بها المصريون، بل كانت لابن الصوفي العلوي وثورة أهل برقة وثورة ابنه العباس وغيرها.

وكلها قد انتصر فيها ابن طولون محققا استقرار وتأسيسيا للدولة الطولونية التي استمرت قرابة الاربع عقود قبل ان تعود مصر الى حكم الدولة العباسية في 292 هجرية بعد تلك الحملة التي قام بها محمد بن سليمان الكاتب على القطائع.

وأردف أن الرواية موجودة وتأثر بها المصريون عبر تاريخهم،والي الان – بكل أسف - لا يصلي الناس في الجامع الطولوني في القاهره اكثر من عشرات فقط من الناس لهذا السبب،وتجد المسجد خاوي في الجمعة مقارنة بمساحته التي تبلغ ٦ فدادين ونصف، وهو اقدم جامع باقي بحالته بعد تهدم جامعي عمرو في الفسطاط والعسكر في عاصمة العباسيين قبل بناء القطائع.

وأشار إلى أنه لا بد من تحري الدقة فيما يُعاد نشره على صفحات السوشيال ميديا، فضلا عن الدعوة المتكررة إلى إعادة تنقيح كتب التاريخ وتصحيح ما نقله المؤرخون، وغلب عليه المتواترات من الأخبار التي نقلها أصحابها عن هوى واهواء.