الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيادة بن رميح المهيد يكتب: حاجة المجتمع لقيم وأخلاق الرسول الكريم

سفير النوايا الحسنة
سفير النوايا الحسنة

أهلّنا شهر ربيع الأول، ربيع الإنسانية، ربيع السلام، ربيع المحبة بين شعوب الأرض قاطبة. هذا الشهر الذي ولد فيه سيد البشر، وفخر ربيعة ومضر، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في فترة كانت البشرية تتخبط خبط عشواء في غياهب الجهل والشرك والظلم والظلام. إلى أن أذن الله للرحمة المهداة أن تظهر للوجود. 

وعن هذا يقول صاحب الربيع الأنور: إنما أنا رحمة مهداة. ووصفه سبحانه وتعالى بالنور حيث قال: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين). إنه النور الذي أضاء سناه فبدد حلكة الظلماء، والتكبر والتجبر، وبدد قهر الإنسان لأخيه وابن جلدته. وأشاع المحبة بين البشر، وحب الخير لجميع أبناء المجتمع، فكان مدرسة في حركاته وسكناته، ونبراسًا استنارت البشرية به، وقدوة للتأسي بالخير في كل شيء.

والبشرية في يومنا هذا أحوج ما تكون إلى نشر أخلاق التسامح وحب السلام ونشر المحبة بين شعوب الأرض، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالفرح بنعمته علينا في محكم آياته حيث قال: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). وفي السياق نفسه يقول: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). نرجو أن يسود السلام في العالم كله، وبين المسلمين والعرب بخاصة، وفي هذا يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسم وثناء .. 
الروح والملأ الملائك حوله... للدين والدنيا به بشراء
يا خير من جاء الوجود تحية... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا.

وإني لأرجو من كل إنسان على اختلاف جنسه وعمره أن يراجع حساباته مع الله، وأن يعيَ حقيقة هذه الدنيا التي فاءت إلى ظل زائل، وأننا سنحاسب على أعمالنا بكل أصنافها. ولهذا علينا أن نبادر إلى نشر هذه الأخلاق والقيم بين أطياف المجتمع، وأن نحث النشء على الاقتداء بسيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- والتأسي بأخلاقه، فربّ البيت في بيته، والمعلم في مدرسته، والمدير في شركته، والوزير في وزارته، والرئيس في دولته، فكل أولئك بحاجة ماسة إلى التخلق بخلق المصطفى-صلى الله عليه وسلم- وما الفرح به إلا باتباع نهجه القويم، ورسم الصورة الحقيقية لرسول المحبة والسلام في فكر الشعوب قاطبة، وذلك بنشر قيم الأمانة والصدق والوفاء، وبر الوالدين، وإماطة الأذى عن الطريق، والحث على طاعة ولي الأمر، وصلة الأرحام. 

فكم نحن بحاجة إلى تذكير أنفسنا وأهلينا بهذه القيم والمبادئ العظيمة! فهذا هو الربيع الحقيقي وليس ربيع الدمار والحرب والقتل والويلات -حمانا الله وإياكم وجميع المسلمين- لقد آن لنا أن نصحح نوايانا لتكون نوايا خير في كل عمل نعمله، حتى الطعام فينبغي أن يكون لأجل التقوي على طاعة الله، وكذا تكثير النسل فلأجل أن يكثر من يعبد الله سبحانه وتعالى، فما خُلقنا إلا لحكمة ولغاية، وبعدها حساب وجزاء، فإما جنة -رزقنا الله وإياكم جواره فيها- وإما نار -أعاذنا الله وإياكم منها. 

-----------------------
سفير النوايا الحسنة في الأمم المتحدة، ومستشار الاتحاد الأوربي
المفوض السامي في الوطن العربي