EN 
كانت قرية بمم بمركز تلا في المنوفية على موعد مع الحزن والحسرة على مدار اليومين الماضيين بعد فقدان 5 من أبنائها غرقا في بالوعة صرف صحي.
البالوعة القاتلة تحولت إلى وحش حصد أرواح شباب القرية وحول القرية التي كانت تشكو فقط من انسداد الصرف الصحي، إلى سرادق عزاء كبير وسط صرخات النساء والأطفال التي لم تنقطع على مدار اليومين.
الطريق إلى الموت بدأ من انسداد الصرف
تضرر الأهالي من انسداد بالوعة الصرف الصحي وارتداد المياه بالقرب من المنازل، فتطوع أحدهم للنزول إلى البالوعة لفك الانسداد فلم يخرج منها، ثم بادر الآخر بالنزول لاستبيان الأمر فرافق صديقه إلى المجهول.
تجمع أهالي القرية حول البالوعة التي التهمت اثنين من أهالي القرية دون أن يُعرف مصيرهما، ثم بادر 3 آخرين لإنقاذهم، لكن البالوعة أبت ذلك فالتهمت أرواح اثنين آخرين بينما نجا الخامس وتم نقله للمستشفى.
انتشال الجثث وجنازة جماعية
تعالت استغاثات الأهالي للمسؤولين والنجدة التي أسرعت لانتشال الجثامين الأربعة ونقلها إلى مستشفة تلا المركزي التي أعلنت وفاة 4 في الحال، وهم "رضا كرم عمار 30 سنة جثة هامدة، هاني الجمل 32 سنة جثة هامدة، محمد عبده خفاجة 40 سنة جثة هامدة، محمد عيد البيومي 40 سنة جثة هامدة"، وإصابة كل من " محمد العبد 40 سنة ، جمعة الموسى الاقرع 43 سنة"، وتم اقامة جنازة جماعية لأبناء القرية الأربعة في مشهد مهيب تجمع فيه آلاف من أهالي القرى المجاورة.
وفاة الخامس
لم تمض ساعات على تشييع جثامين الأربعة في مشهد جنائزي مهيب يدمي القلوب، حتى صُعق الأهالي بخبر وفاة الحالة الخامسة في مستشفى تلا المركزي.
إقرأ أيضا:
خبر وفاة جمعة
الموسى الاقرع 43 سنة، ضاعف من وتيرة الأحزان التي لم تهدأ في القرية، وكرر
الأهالي المشهد الجنائزي لتوديع ضحيتهم الخامسة في الساعات الأولى من صباح اليوم
الإثنين.
محافظة المنوفية فتحت تحقيقا في الواقعة من جهة، بينما أخلت مسؤوليتها عن حالات الوفاة على الجانب الآخر، فأصدرت بيانا قالت فيه "انه تم تسليم محطة رفع بمم للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية في شهر نوفمبر 2018 للتشغيل والانتفاع بها بخط طرد 7 كم واجمالي شبكات الانحدار 12 كم وتم تطهير وتسليم 10 كم وتوصيلهم وتشغيلهم للصرف الرئيسي في منتصف شهر اكتوبر 2019، وكان المتبقي 2 كم وكان معلنا تسليمه 11 نوفمبر ولذلك تم غلقه كاجراء متبع في الخطوط الجارى العمل بها لحين تسليمها" ، موضحا البيان " أن الاهالي قاموا بتوصيل منازلهم بالمخالفة علي خط الانحدار الفرعي علي مسافة 2 كم والذي لم يتم تسلكيه وتسليمه وقاموا بصرف منازلهم عليه بالمخالفة ودون علم الشركة ونظرا لان الحطة الفرعى به طبه عند نقطة المصب مع الخط الرئيسي طفحت المياه بمنازلهم.
وأكد البيان أن الاهالي قاموا برفع غطاء المطبق الرئيسي لبالوعة الصرف الصحي لتكسير العلبة الموجودة علي الخط الفرعي دون حضور اى مندوب من طرف المقاول او الشركة المنفذة او الشركة القابضة بغرض تسليك الخط لإمرار الصرف الصحي الخاص بهم والمنفذ بمعرفتهم مما ادى الي اختناق بعضهم نتيجة استنشاق غاز الميثان المتواحد بكثافة عالية داخل الخط الرئيسي بسبب عدم معرفتهم بالأساليب الصحيحة للتعامل في مثل هذه الحالات
