الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عكس الواقع.. لماذا فقد الإثيوبيون الثقة في وعود آبي أحمد؟

آبي أحمد رئيس وزراء
آبي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا

بوصول رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد للسلطة في 2018 توقع كثيرون بمزيج من الأمل والتفاؤل مزيد من الإصلاحات والسلام في ظل وعود بمعالجة العلاقات العرقية المتوترة بالفعل وبناء الوحدة الوطنية والعودة للمسار الديمقراطي، لكن يبدو أن الإثيوبيين فقدوا الثقة في وعود زعيمهم.

وفقا لتقرير موقع "أول أفريكا" فإن آبي أحمد الذي قاد جهودا لإنهاء صراع ممتد منذ 20 عاما مع جارته إريتريا قد حصل على نوبل للسلام بناء على تلك المجهودات، لكنه في المقابل فشل في فرض الاستقرار داخل حدود بلاده، مشيرا إلى وعود سابقة لرئيس الحكومة تعهد خلالها بالإفراج عن السياسيين المعتقلين ومنح مزيد من الحرية لوسائل الإعلام.

كما فشل آبي أحمد في حل الخلاف السياسي داخل الحكومة الفيدرالية في ظل تكرار الصراع العرقي، وسلط التقرير الضوء على أن تلك العوامل قد تضع البلاد على طريق الدمار، حيث فشلت الحكومة الفيدرالية في إثبات نفسها كسلطة عليا، مما فتح المجال أمام جبهات معارضة لشن هجوما عنيفا على الحكومة.

يشير التقرير إلى أن الحكومة التي قسمت البلاد على أساس قبلي أمامها تحديات كبيرة خاصة وأنها تسير على نهج الأنظمة السابقة، موضحا أن الإصلاح يحتاج للوقت بكل تأكيد لكن تعامل آبي تجاه بعض القضايا تسبب في شعور بعدم الارتياح لدى كثيرين، خاصة وأنه وعد بإنشاء اتحاد غير عرقي.

ويضيف أن رد فعل الحكومة تجاه أعمال العنف الأخيرة يهدد السلام والاستقرار في ذلك البلد، حيث يروح ضحية تلك الاشتباكات العرقية الآلاف سنويا، وسلط التقرير الضوء على ضعف النظام الاقتصادي للبلاد وتردي الأوضاع المعيشية لنسبة كبيرة من السكان.

وأوضح أن الانقسام بين السياسيين أيضا يشكل أزمة عدم ثقة في القرارات السياسية، مشيرة إلى أن تراجع ثقة كثيرين في آبي أحمد وحكومته أعطى قوة سياسية لجهات متطرفة متعصبة لأعراقها على حساب أخرى.

وذكر التقرير أن رئيس الحكومة أمام مهمة صعبة في الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى تجدد العنف العرقي منذ وصوله للسلطة فضلا عن الانقسام بين النخب السياسية، وانتقدت أكبر قبائل البلاد تعامل الحكومة مع أحداث العنف الأخيرة والتي راح ضحيتها نحو 90 شخصا.

بينما اعتبر البعض أن آبي أحمد متحيز لعرقيته الأورومو على حساب العرقيات الأخرى وهو ما ظهر في تعامله الأخير مع الأحداث، وأشار التقرير إلى وعود آبي السابقة بتحقيق المصالحة الوطنية.

وذكر التقرير أنه في حال لم يتخذ آبي خطوات حاسمة لتحقيق الاستقرار في البلاد فستكون هناك احتمالات كبيرة بانهيار الدولة الإثيوبية. ولمنع حدوث هذا الأمر، يجب على رئيس الوزراء تأكيد سلطة الحكومة الفيدرالية لضمان السلام والأمن، كما يتعين عليه التفاوض مع خصومه وحلفائه حول الاتجاه الذي تسلكه البلاد ، وإيجاد طريقة لترويض الناشطين العرقيين والقوميين.