الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساعدة الأحداث: تجربة فريدة بالسجون المصرية قوامها استبدال الفكر العقابي بالاستثمار في البشر

صدى البلد

قال محمود البدوي، المحامي بالنقض والدستورية العليا رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان EAAJHR، وأحد المشاركين بالمنتدى الثالث للسجون المصرية، والذي عقد صباح أمس، الاثنين 11 نوفمبر 2019، بمنطقة سجون طرة المركزية، أن الحديث المباشر مع نزلاء السجن يؤكد أن هناك تجربة فريدة يتم تطبيقها بمنظومة السجون المصرية.

وأضاف محمود البدوي أن هذه التجربة تسعى إلى الاستثمار في العنصر البشري ممثلًا في نزلاء تلك السجون، وهو ما يتحقق من خلال استبدال الفكر العقابي بالفكر التأهيلي حال التعامل مع نزلاء هذه السجون، والتي تحولت الي وحدات إنتاجية متكاملة تحقق عنصري النفع وبناء القدرات للسجين بغرض تأهيله من جديد للانخراط في المجتمع عقب قضاء فترة العقوبة، فضلًا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يخص الغذاء والإعاشة لهؤلاء النزلاء، مما يوفر على الدولة وموازنتها العامة مبالغ طائلة كان من المفروض اقتطاعها وتوجيها لبند نفقات وزارة الداخلية ممثلة في قطاع السجون بغرض إعاشة نزلاء تلك السجون، وهو ما نرى وبحق أنه متغير نوعي ذو بعد اقتصادي بالغ الأثر.

وتابع محمود البدوي: "كما أننا رصدنا حجم التجهيزات والخدمات المقدمة للنزلاء بهذا السجن تعبر عن حالة من التطور المستمر عما لاحظناه في زيارتنا بالمنتدي الثاني منذ حوالي سنة، وهو ما نقدره بأنه نتاج جهود مخلصة من العاملين بقطاع السجون، ونتاج تعاون واضح بين قطاعات السجون وحقوق الإنسان والعلاقات العامة والإعلام، وأن تلك السجون تم فيها مراعاة ظروف التهوية الجيدة والمعيشة الآدمية للنزلاء، فضلًا عن تخصيص أماكن احتجاز خاصة بالحالات المرضية والمعاقين وكبار السن، وهو توجه جيد ويترجم فكر نستحسنه حال تعامل السجن مع النزيل وتوفير عدد من الخدمات التي تحفظ عليه كرامته حال تنفيذه للعقوبة السالبة للحرية".

وأكد رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، أنه بجانب هذه التجهيزات المتعددة لخدمة النزلاء كان هناك بالمقابل عدد من التجهيزات المتميزة لخدمة وتيسير الزيارة لأهلي النزلاء حال زيارتهم لذويهم من نزلاء السجن، فبدءًا من البوابات يتم التعامل بشكل محترم ومنظم جدا مع الزوار وتوفير عدد من الكراسي المتحركة لخدمة كبار السن أو المعاقين من أهالي النزلاء، وكذا تخصيص أماكن انتظار مناسبة للزيارة وأماكن تتيح التواصل المباشر للسجين مع ذويه بعد إلغاء حاجز السلك بين السجين والزائر، فضلًا عن تنظيم الزيارة للنزلاء بمعدل زيارة كل 7 أيام بإجمالي 4 زيارات شهرية، وهو أمر يحقق التواصل الدائم بين النزيل وأسرته ويراعى البعد الإنساني له.

وأشار محمود البدوي إلى أن منطقة سجون طرة المركزية باتت تمثل بيئة ملائمة لإعادة التأهيل، فضلًا عن توافر الرعاية الطبية المتميزة جدا بجميع أشكالها وأنواعها داخل مستشفيات السجن، والتي تضاهي المستشفيات الخارجية الخاصة في ما تقدمه من خدمات متميزة بواسطة عدد من الأطباء الأكفاء من العاملين بقطاع السجون، وأن مستشفى مزرعة طرة مجهزة على أعلى مستوى بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة، وتوجد بها عيادات طبية وعلاج طبيعي ووحدة كاملة للرعاية المركزة مكونة من 6 غرف رعاية على أعلى مستوى، ومعامل للتحاليل، و12 عنبرا لتوقيع الكشف الطبي على النزلاء، وأن الشروط العامة لقواعـد الحجز جيدة وتراعي البعد القانوني والحقوقي والإنساني.