دعاء علي تكتب.. الصمت المتحدث

أحيانا كثيرة تضطرنا الظروف والمواقف إلى الصمت بدلا من الرد وأحيانا كى لا نخسر من نحب وحتى لا نزعجه بدلا من أن نتكلم كثيرا نصمت فالصمت لغة لا يفهمها من الناس إلا الذين يستشعرون الكلمات دون أن تخرج من فم صاحبها.


ففى بعض الأوقات يكون الصمت أبلغ من الكلام ويعطى رسائل بعينها فهو لغة من يعجز لسانه عن الحديث فيكون هو المعبر الوحيد عما يشعر به الإنسان وهو شعور فريد لا يتقنه الكثير من البشر ففى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فيقل خيرا او ليصمت).


حين يحتاج الكلام إلى حروف غير التى اعتدنا عليها وإلى كلمات غير كلماتنا التى سمعناها حينئذ يكون الصمت أعمق من تلك الحروف والكلمات وهو تواصل يعبر الأفاق ويتجاوز الحدود ليخترق حواجز الزمان والمكان والفراق والبعد وهو الحل الوحيد الذى يلجأ إليه البعض للتمرد على القيود التى فرضتها علينا العادات والتقاليد فاحيانا نحتاج الى الكلام ولكن عاداتنا فرضت علينا ان نخفيها وفى هذه الحالة يكون الصمت هو الحل الوحيد.


الصمت لغة تحوى كل اللغات وهناك الكثير الذين يجيدون قراءتها وترجمتها وهو افضل جواب للرد على الاسئلة عندما يكون الاخر الف البعد ففى هذه الحالة يكون الصمت أبلغ رد فرب كلام يثير الحروب ورب صمت يحفظ اللسان وخير الكلام ماقل ودل وحين يعجز اللسان عن الكلام وتعجز الجوارح عن التعبير يبقى الصمت هو المعبر عن الم الانسان فحين قال لقمان الحكيم لابنه (يابنى اذا افتخر الناس بكلامهم فافتخر انت بحسن صمتك) وهناك من الناس فى بعض الاحيان يعتبر الصمت او السكوت علامة الرضا عن موقف ما وما اكثر المواقف فى حياتنا تحتاج الى الصمت لا إلى الكلام.