الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحالة كندية تحقق أمنيتها بالعيش في منزل أسرة سعودية

صدى البلد

استضافت إحدى الأسر السعودية بمحافظة ضباء في منزلها الخاص، أولَ سائحة كندية تصل إلى منطقة تبوك، في إطار جولتها السياحية على أبرز معالم المملكة التاريخية والحضارية، إذ كانت ترغب بالعيش مع أسرة سعودية كجزء من رحلتها السياحية بمقابل مادي، إلا أن الأسرة رفضت العرض، ورحبت بها ضيفة عليهم، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في الكرم العربي السعودي الأصيل.

وأكدت الأسرة على لسان ابنتها التي تعمل بمجال "الإرشاد السياحي" هبة العايدي لـ"سبق"، أنهم حرصوا على استضافة السائحة في منزلهم بعد أن رغبت في العيش مع أسرة سعودية؛ للتعرف أكثر على طبيعة وثقافة المنزل السعودي، إضافة إلى زيارة المواقع التاريخية في ضباء.

وقالت "العايدي": "بلغنا أن السائحة دنيس كوالسكي، والقادمة من مدينة رتشموند الكندية، ترغب في الإقامة مع أسرة سعودية بعد حصولها على التأشيرة السياحية خلال زيارتها للمملكة بوجه عام، ولمنطقة تبوك بوجه خاص، بمقابل مادي، بحسب ما هو متعارفٌ عليه في السياحة العالمية؛ الأمر الذي رفضته أسرتي، فزيارتها فرصة لتعريفها بالموروث الذي تمتاز به المنطقة، مرحبةً باستضافتها وتعريفها بما تمتاز به المحافظة من موروث شعبي وتاريخي".

وأضافت: "اصطحبناها منذ لحظة وصولها لأبرز الأماكن؛ كقلعة الملك عبدالعزيز التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1352 هـ في عهد الملك المؤسس -رحمه الله- والبلدة القديمة، وشواطئ المحافظة، إضافة إلى تعريفها بأهم المأكولات والرقصات الشعبية التي كانت تتغنى بها النساء في الأفراح، وقد خرجت بانطباع مخالف لما توقعته! بل إنها لم تكن تصدق أن هذا الإرث كله في بلدة صغيرة في شمال البحر الأحمر".

من جهتها، قالت السائحة الكندية: "أنا ممتنة جدًا لهذه الأسرة التي تعاملت معي كجزء منها، بل إنهم كانوا يحاولون بكرمهم أن يفهموا ما أحتاج إليه دون أن أطلب، لقد كانت أسرة لطيفة، وتعلمت منها الشيء الكثير عن الثقافة الأسرية في المملكة" مضيفة أن من أبرز ما لفت نظرها في الزيارة هو النسيج الأسري المتماسك، والإرث الكبير في ثقافة أهل المكان، وانسجامهم مع البيئتين البحرية والبرية.

وأردفت: "زرت أكثر من ١٩٠ دولة حول العالم؛ كوني أنتمي إلى نادي الرحالة في الولايات المتحدة، وفي كل بلد أشاهد ما يميزها، لكن المملكة كانت بالنسبة لي حلمًا؛ كونها ذات طابع مجتمعي وثقافي مختلف عن أي من البلدان، فحرصت هذه المرة أن أعيش مع إحدى الأسر السعودية؛ لأتعرف أكثر على ثقافتها وطريقة عيشها، لاسيما أن أبرز ما يميز الأسرة السعودية هو الألفة فيما بينها، والاحترام المتبادل بين الأبناء والآباء، وعطفهم على الصغير، وكرمهم العربي الأصيل مع الضيف".

وتابعت: "لذلك بالنسبة لي اكتشاف هذا المكان الجديد كان فرحة مطلقة؛ فلقد اعتقدت أن المملكة ستكون صحراوية ومدنًا كبيرة فقط، لكن ما أدهشني هو عكس ذلك تمامًا! ما رأيته حتى الآن هو الجمال والإرث الضخم لهذا البلد الشاسع".

وأكدت "دنيس" أن ما يجعل محافظة ضباء مثيرة للاهتمام هي المباني القديمة الجميلة التي تم الحفاظ عليها بشكل جيد، مؤكدة أن ما فاجأها هو اكتشاف أنه لا يوجد بمنطقة تبوك مواقع مسجلة في التراث العالمي رغم ما تزخر به من تاريخ، واعدةً بتكرار زيارتها مشيرة إلى أن الأسبوعين اللذين قضتهما بالمملكة لم يمكناها من رؤية كل شيء.