الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد وصفه المحتجين بالبلطجية.. خامنئي في مأزق كبير مع توسع الاحتجاجات.. مظاهرات الإيرانيين على غلاء البنزين بدأت سلمية وتحولت للعنف بعد سقوط قتلى

احتجاجات إيران
احتجاجات إيران

  • علي خامنئي يأمر قوات الأمن "بتنفيذ مهامهم"
  • تعتيم وإغلاف لشبكات الإنترنت في جميع أنحاء البلاد
  • المدن الإيرانية تندلع احتجاجًا على ارتفاع أسعار البترول
  • المظاهرات خطر سياسي على روحاني قبل انتخابات فبراير

أثارت قرارات رفع أسعار البترول التي حددتها الحكومة بموافقة رئيسها حسن روحاني، احتجاجات واسعة في المدن، ما أسفر عن مقتل نحو 25 متظاهرًا على الأقل، وعشرات المصابين مع توسع حجم الغضب الذي هدد وزير الداخلية الإيراني بتصفيته، لكنه الإعلان الذي ساعد على اشتعال الأمور التي وصلت إلى قتل ضابط شرطة أمام قسمه دون أن يعرف سبب وفاته بعد، وفق ما ذكرت تقارير صحف إيرانية ودولية.

كانت المظاهرات حول زيادة أسعار البترول بنسبة 50 في المائة، قد بدأت سلمية، ومع تحرك الأمن الإيراني لصد الاحتجاجات تخلل هذه الاحتجاجات حالات عنف، أدت لسقوط قتلى، زاد حماسة المتظاهرين مدفوعين بحالة غضب شديدة، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس".

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (IRNA) أنه في مدينة سرجان "حاول المتظاهرون إشعال النار في مستودع النفط ، لكن الشرطة أوقفتهم".

وقال محمد محمود عبادي، المسئول بوزارة الداخلية، للتليفزيون الحكومي إن الشرطة والمتظاهرين تبادلوا إطلاق النار.

ومع تزايد حدة الاحتجاجات، حذر وزير الداخلية الإيراني المواطنين الذين يحتجون على ارتفاع أسعار البنزين من أن قوات الأمن ستوسع حملتها إذا استمرت الاحتجاجات.

إلا أنه خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع طهران وأكثر من عشرين مدينة إيرانية أخرى كردة فعل على قرارات الحكومة برفع أسعار البنزين بنسبة 50 في المائة، وتحدٍ لكلام الوزير.

وأظهرت مقاطع الفيديو على الإنترنت ضرب الشرطة لقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود المتجمعة.

وأمر المرشد علي خامنئي قوات الأمن "بتنفيذ مهامهم".

وقال خامنئي: "إن مثل هذه الأعمال غير القانونية لن تحل أي مشكلة ولكنها تضيف لانعدام الأمن على رأس مشاكل أخرى. انعدام الأمن هو أكبر كارثة بالنسبة لأي بلد ومجتمع. هذا ما يبحثون عنه".

ووصف خامنئي المتظاهرين بـ "البلطجية" وألقى باللوم على جهات فاعلة خارجية في هذا الاضطراب في خطاب متلفز.

وقد قام خامنئي على وجه التحديد بتسمية مناصرين من عائلة شاه إيران الراحل - العائلة التي تمت إزاحتها من السلطة قبل 40 عامًا- ومجموعة مجاهدي خلق، بالتورط في إشعال الاحتجاجات.

ومع حديث المرشد ووزير الداخلية، يظهر أن حملة قمع ستقابل الاحتجاجات لتقمعها كما في أواخر عام 2017 وعام 2018، ما يهدد برد فعل شديد من جانب الشرطة والباسيج، القوة المتطوعة بالكامل التابعة للحرس الثوري الإيراني العسكري.

ويعتبر البنزين الرخيص من الناحية العملية حقًا طبيعيًا في إيران، حيث يوجد رابع أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم، والذي كان رئيس البلاد حسن روحاني يضغط من أجل رفعه لأسعاره.

وفي حين أن الارتفاع كان متوقعًا في نهاية المطاف، فإن قرار رفع أسعار البنزين ما زال مفاجئًا للكثيرين وأثار مظاهرات فورية بين عشية وضحاها، كما فرضت الحكومة نظام تقنين صارم بـ60 لترا لكل سيارة خاصة.

ومع ارتفاع حجم الاحتجاجات ومقتل ضابط شرطة في مدينة كرمنشاه خلال مواجهات مع محتجين هاجموا مقره ، شهدت شبكة الإنترنت الإيرانية في الوقت نفسه تعطلًا وانقطاعًا، وفقًا لمجموعة NetBlocks، التي تراقب الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم.

وقالت المجموعة إن الانقطاع المستمر هو الأمر الأخطر المسجل في إيران منذ وصول الرئيس روحاني إلى السلطة.

وخلال ذلك بدأت حملة اعتقالات، حيث تم إلقاء القبض على أربعين شخصا في مدينة يزد بوسط إيران بعد اشتباكهم مع الشرطة، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية اليوم، الأحد.

ونقلت الوكالة عن المدعي العام في المقاطعة محمد حداد زاده قوله إن هؤلاء المعتقلين كانوا "مثبطين"، وتم اتهامهم بارتكاب أعمال تخريب ومعظمهم ليسوا من السكان المحليين.

وتفرض الاحتجاجات ضغوطًا جديدة على الحكومة الإيرانية في الوقت الذي تكافح للتغلب على العقوبات الأمريكية التي تخنق اقتصاد البلاد منذ أن سحب الرئيس دونالد ترامب أمريكا من جانب واحد من صفقة طهران النووية مع القوى العالمية قبل أكثر من عام.

رغم أن المظاهرات الأخيرة كانت سلمية إلى حد كبير، فقد تحولت إلى أعمال عنف في العديد من الحالات، حيث أظهرت مقاطع الفيديو ضباط الشرطة وهم يطلقون الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.

وبينما تمثل المظاهرات خطرًا سياسيًا على روحاني قبل الانتخابات البرلمانية في فبراير، فإنهم يظهرون أيضًا غضبًا واسع النطاق بين 80 مليون شخص في إيران ممن رأوا أن مدخراتهم تتبخر وسط وظائف شحيحة وانهيار العملة الوطنية، الريال الإيراني.

وعكست هتافات المحتجين التي شوهدت في مقاطع الفيديو غضب الإيرانيين الذين يقولون إن نظام بلدهم ينفق المليارات في دعم ميليشيات كحزب الله والحوثي والحشد الشعبي في لبنان واليمن والعراق، بينما لا يزال سكان البلاد فقراء.

وجاءت التوترات في إيران في الوقت الذي غمرت فيه الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ أسابيع العراق ولبنان ، وهما دولتان عربيتنا وموطنان لوكلاء إيران.

وعانت إيران منذ فترة طويلة من مشاكل اقتصادية منذ قيام الثورة عام 1979، بقطع علاقاتها المستمرة مع العالم بداية من خوضها منذ عقود حرب مع العراق استمرت لثماني سنوات في الثمانينيات من القرن الماضي، علاوة على العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي.

وقد أدى انهيار الاتفاق النووي إلى تفاقم تلك المشاكل، فانخفض الريال الإيراني، وبدأت إيران منذ ذلك الحين في خرق شروط الصفقة التي وقعتها في 2015 مع الدول الكبرى بالعالم ، في محاولة منها لإجبار أوروبا على الخروج بطريقة تسمح لها ببيع النفط الخام في الخارج على الرغم من العقوبات الأمريكية.

كان رد فعل الولايات المتحدة حتى الآن هادئًا على الاحتجاجات، حيث قام مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بالتغريد: "كما قلت لشعب إيران قبل عام ونصف العام تقريبًا: الولايات المتحدة معكم".