الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. دوش قلعة أثرية تحكي تاريخ الرومان بالوادي الجديد

دوش
دوش

تعد قرية دوش احدي القري بمركز ومدينة باريس بالوادي لجديد , وتبعد حوالي 100 كيلو مترًا من مدينة الخارجة، وحملت القرية عدة أسماء أسماء منها "كشت"، وتحرفت إلى "جشت"، ثم إلى "دشت" التي جاء منها اسمها الحالي "دوش".

يقول الباحث محمد جابر إن قرية دوش كانت قديمًا مدينة زراعية مزدهرة جدا, ويوجد معبد "دوش" كنموذج لفنون العمارة القديمة، والذي أطلق علي اسم القرية التي أقيم على أرضها ويرجع تاريخه إلى العصر الروماني، عهد الأباطرة "دومتيان، وهادريان، وتراجان"، وهو يقع داخل بقايا حصن أثرى مكون من أربعة طوابق، ويطل الحصن على طريق الدروب والقوافل التجارية الأشهر بالواحات قديمًا "درب الأربعين"، الواصل بين وادى النيل عند أسيوط حتى دارفور فى السودان.

وأوضح أن معبد دوش مبنى من الحجر الرملي، بينما الحصن والسور والمباني الإضافية والملحقة حولها مبنية من الطوب اللبن، والمعبد مخصص لـ"الثالوث العام" (أوزيريس - حورس - إيزيس)، ولكن في هيئاتهم وصفاتهم الرومانية المعروفة بـ(سرابيس - حربوقراطيس - إيزيس).

وأوضح أن المعبد يقع على محور واحد، يمتد من الشمال إلى الجنوب، وأقدم أجزائه المعروف بـ"قدس الأقداس" بُني فى عهد الإمبراطور الروماني "دومتيان"، ونقش الإمبراطور "هادريان" النقوش الخاصة بجدران المعبد، وكذلك الصالات من الداخل والخارج.

وأشار إلى أن المعبد يحتوى على أغلب مناظر المعبودات المصرية التي تبرز تقديم الإمبراطور القرابين المختلفة لأرباب المعبد، كنوع من التقرب للمعبودات المصرية، وإرضاءً للكهنة وأهالي الواحات ومصر كلها، وكذلك للتقرب بين المعبودات ومعبوداتهم الخاصة في بلادهم.

ولفت إلى أن معبد "دوش" يشبه فى تخطيطه وعمارته المعابد التي كانت تبنى فى مصر القديمة، من حيث وجود "بوابات" ثم "الصالات" التي تضم أعمدة على 3 صفوف تقود إلى "قدس الأقداس"، ويوجد في نهاية الصالات سلم للصعود إلى الطابق الأعلى، ويوجد على البوابة الرئيسية الأولى للمعبد النص التأسيسي من عصر الإمبراطور "تراجان"، والمذكور به اسم الحاكم العسكري للمنطقة وقتها، ووقت التشييد، دلالة على سيطرة الرومان على المنطقة قديمًا، حيث كانت منطقة الواحات عبارة عن حاميات تابعة للإمبراطورية الرومانية.

وأوضح "جابر" أنه تقع بالقرب من تلك المنطقة منطقة أخرى مهمة، المعروفة بمنطقة "عين مناور"، وبها معبد مخصص للمعبود "أمون رع" وثالوثه، مؤكدًا أهمية المنطقة، نظرًا لوجود "المناور"، العنصر المهم ومصدر المياه والري للزراعة قديمًا، ذو الشأن الأكبر عند الرومان، وأحد أبرز أنشطتهم في الصحراء والواحات.

ولفت الي أنه تم اكتشاف "كنز دوش" بالمنطقة وتم نقله إلى المتحف المصري، وهو عبارة عن إكليل وأساور وقلادة ذهبية، حيث وجده عمال البعثة داخل إحدى الغرف بالحصن فى إناء فخاري.