الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجغرافيا تنتصر في النهاية.. تحالف تركيا وقطر زواج مصلحة مؤقت

 العلاقات الوثيقة
العلاقات الوثيقة بين تركيا وقطر تزداد بدافع الضرورة

في السنوات الأخيرة، ازدادت العلاقات الوثيقة بين تركيا وقطر بدافع الضرورة أكثر من التقارب الأيديولوجي، ومن المرجح أن تتآكل بمجرد أن تتمكن الدوحة من إنهاء المواجهة مع جيرانها الخليجيين، وهو ما قد يحدث في العام المقبل؛ بحسب موقع "أحوال" التركي المعارض.

وقال ديفيد روبرتس، المحاضر في جامعة كينجز كوليدج في لندن ومؤلف كتاب "قطر: تأمين الطموحات العالمية للإمارة"، إن قطر وتركيا تربطهما علاقات ودودة منذ أوائل القرن التاسع عشر.

وفي تدوين صوتي لـ موقع "أحوال"، أشار روبرتس إلى القليل من المخاوف التي أعربت عنها صحيفة "ديلي صباح"، المؤيدة للحكومة التركية، من أن التحالف القطري التركي كان في مأزق بسبب ما أسماه التغطية السلبية للهجوم التركي على سوريا من قبل قناة الجزيرة الإنجليزية.

وبدأت علاقاتهما الوثيقة تزامنا مع الربيع العربي، حيث قرر كلاهما دعم الجماعات الإسلامية المتشددة في جميع أنحاء الشرق الأوسط: تركيا بسبب حزبها الإسلامي الحاكم وقطر بسبب صلاتها بشخصيات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين مثل يوسف القرضاوي، الذي عاش في الدوحة لعقود، حيث يقال إنهم قريبين من القادة القطريين.

وقد احتجزت دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الخليجية أعضاءً في جماعة الإخوان المسلمين ونفتهم ووصفتهم بأنهم جماعة إرهابية. وفي منتصف عام 2017، قررت مصر والدول الخليجية مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب. وبدورها، قدمت تركيا مساعدة لحليفتها، متمثلة في الغذاء والقوات لدعم التحالف.

وزادت التجارة الثنائية بين البلدين بنسبة 80 في المئة العام الماضي، ومنحت العديد من الشركات التركية عقود البناء في قط، مع استبدال بعض الشركات السعودية والإماراتية التي اضطرت إلى الانسحاب بعد المقاطعة العربية.

وقال المحلل السياسي المقيم في أنقرة، الدكتور علي بكير، لـ "أحوال": إن التحالف القطري التركي قد اجتاز العديد من التحديات، بما في ذلك الانقلاب الفاشل لعام 2016، والمقاطعة والهجوم التركي على سوريا.

منذ عام 2015 ، قام الثنائي بمواءمة السياسات الخارجية الإقليمية إلى حد كبير ففي سوريا، دعمت قطر جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تطورت لتصبح جزءا من حياة تحرير الشام، التي لها الآن صلات مع تركيا،وفي السودان، وقعت قطر صفقة بقيمة 4 مليارات دولار لإدارة ميناء جزيرة سواكين، حيث تخطط تركيا لاستعادة حصن عثماني وبناء رصيف بحري.

وفي قطاع غزة، قدم كلاهما التمويل والدعم المادي لحركة حماس المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، والتي صنفتها الولايات المتحدة على أنها جماعة إرهابية. وفي سبتمبر، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على العديد من الكيانات المرتبطة بتركيا لدعمها المستمر لحماس.

وفي العام الماضي، أشار بعض المحللين إلى أن التحالف بين قطر وتركيا أضاف عضوا ثالثًا، وهو إيران؛ بينما يتنبأ روبرتس بأنه لا يعتقد أن الثلاثي من شأنه أن يخلق تحالفا حقيقيا قائلا: "أشك في أن القطريين سيكون لديهم الجرأة لدرجة أن يجدوا طريقة أخرى لاستعداء دول مجلس التعاون الخليجي عندما يكونون بالفعل في خضم هذه الأزمة الخليجية".

وذكرت تقارير في الأسابيع الأخيرة أن قطر والمملكة العربية السعودية قد بدأتا محادثات عبر القنوات الخلفية لحل النزاع، وقال مسؤولون سعوديون إنهم رأوا بعض الدلائل المشجعة من الدوحة.

إضافة إلى ذلك، وافقت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين على إرسال فرق كرة القدم الوطنية للمنافسة في بطولة قادمة في قطر.

ولكن طالما أن جيران قطر مستمرون في المقاطعة، فإن الدوحة مازالت بحاجة إلى دعم أنقرة العسكري. ويتصور روبرتس أن التحالف لا يزال قويا طالما استمرت الأزمة الخليجية.

وقال روبرتس: "ما لم نشهد حلا في أزمة الخليج في الأشهر الستة أو التسعة المقبلة، ستظل قطر تشعر أن العلاقة الوثيقة غير المعتادة مع تركيا مهمة حقا، بحيث لا تعرض علاقاتها التركية للخطر".

وأضاف: "أعتقد أن الجغرافيا ستنتصر في النهاية. وأعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي ستدرك في نهاية المطاف مدى قواسمها المشتركة، وهذا سيتغلب على هذه الاختلافات الأصغر".

ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى حدوث تحول تدريجي في العلاقات بين تركيا وقطر، قبل أن تعود علاقات الأخيرة مع جيرانها الخليجيين بشكل متزايد.