الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتحي سليمان يكتب: من هناك جئنا فأصبحنا.. شكرًا "إعلام سوهاج"

صدى البلد

رغم اختلاف السن، وبعد المكان، وتباين الزمان، ومع ائتلاف المشاعر، واتحاد الهدف، وسمو الغاية، ورقي المضمون، اجتمعنا واتفقنا وعزمنا أن نتحد تحت مظلة شاملة، وحول شعار جامع "لم الشمل ولقاء الأجيال".

المكان: كلية الآداب بسوهاج، الزمان: 2003 ، القسم: الصحافة، البدايات مبشرة؛ لأن القائد خبير بتفاصيل الأمور.. أستاذنا الراحل الدكتور منير حجاب، رحمة الله عليه، علمنا أن للصبر مع الإصرار والمثابرة نتائج مذهلة، ونجاحًا مدويًا.. أخبرنا ذات مرة في القاعة العريقة "قسم الإعلام" أن مئات الأجيال تخرجت هنا.. وعدد لنا أسماءً كبيرة، ونجوما لامعة في سماء صاحبة الجلالة.. قال إن النجاح بدون أخلاق كالمياه العكرة، لا يُستساغ شرابها، ولا يُستعذَب منظرها.. والسيرة الطيبة تصفو بها الحياة، وتسمو بها الأنفس، وتطيب معها ثمرات النجاح.. أحببناه وأحببنا معه القسم والدراسة والصحافة.

ولم لا، وأستاذنا عالم له مئات المؤلفات والدراسات والأبحاث، وتخرج على يديه ما يناهز ألف صحفي وإعلامي ينتشرون في شتى الصحف والقنوات والإذاعات في مصر والعالم؟!

هنا قسم الصحافة في كلية الآداب بسوهاج، الذي أُنشئ عام ١٩٧٦، قبل أن يتغير الاسم إلى قسم الإعلام، فيضم أقسامًا أخرى، وبه كوكبة عظيمة خبيرة بأصول الصحافة وفنونها، والإعلام وأدواته، منهم أساتذة رحلوا، وفيه كبار باقون متعهم الله بالصحة.

لرغبة منّي التحقت بالقسم العتيق حبًا في مهنة الصحافة، ولكن لرغبة والدي حولت منه إلى قسم آداب إنجليزي، وبعد نحو أسبوع واحد حِرت فيه كثيرا، سارت بي قدماي إلى قسم الإعلام، وتجولت في قاعته الشهيرة بمقره القديم شرق البحر، قبل أن تنتقل الجامعة إلى مدينة الكوامل الجديدة، والتقيت أستاذتنا الدكتورة سحر وهبي، وبابتسامتها المعهودة، وكلماتها الهادئة، ونصائحها الراقية استشفت حزني وقلقي وتوتري واستعجالي، وشجعتني على العودة مرة أخرى إلى القسم العريق.

عُدت إلى قسم الصحافة.. قاعة ذات رائحة عتيقة، وجو مبهج خاص، وأجواء الدراسة والمعلمين فيها تختلف عن سائر الأقسام والكليات، والدارسون من شتى محافظات مصر .. ارتحت كثيرًا، وتعلمت أكثر، وخطوت نحو أساتذتي أتعلم منهم وأنهل من تجاربهم.. في عامي الثاني هناك، أسسنا أسرة صاحبة الجلالة، وانتُخبت أمينًا مساعدًا للجنة الثقافية باتحاد الطلاب، وفي العام الثالث انتُخبت أمينًا لاتحاد طلاب كلية الآداب، وأمينًا مساعدًا لاتحاد طلاب جامعة جنوب الوادي، قبل أن تستقل جامعتي باسمها الجديد " جامعة سوهاج".

عام ٢٠٠٧ تخرجنا، وبدأنا نخطو بصعوبة نحو بلاط صاحبة الجلالة، فأحوالنا وعاداتنا نحن الجنوبيين، تختلف كثيرًا عن القاهريين، تعبنا تارة، ومللنا تارات أخرى، شقينا وأُرهقنا، وانتقلنا للعمل هنا وهناك، في صحف كثيرة، وقنوات عديدة، تقاذفتنا الأقدار والأرزاق.. ففي الدستور، وصوت الأمة كانت البدايات، وفي اليوم السابع، والمشهد، والتلفزيون المصري، والمصريون، والطريق، ومصراوي، والقاهرة 24، وقناتي المحور، وTeN، مررنا وعبرنا نحو نقابة الصحفيين العريقة، والعتيدة، فكتبنا أسماءنا بشق وجهد واجتهاد، وما زالنا نحاول..

١٨٠٠ شخص تقريبًا عدد من تخرجوا في قسم الإعلام بكلية الآداب بسوهاج، من بينهم نحو ١٠٠٠ صحفي يعملون في مهنة الصحافة والإعلام، كلهم كبار في أماكنهم، يقودون المهنة، ويعزفون على أوتارها أعذب الألحان، يجيدون الصنعة التي تعلموها على أيدي أساتذتها، فيضيئون سماء العتمة بالكلمة، يوجهون ويوعون ويرشدون نحو مستقبل أفضل، وآتٍ مشرق.

لا يفوتني أن أتقدم بموفور الاعتزاز والشكر والعرفان لأساتذتي جميعهم، من علمونا وما زالوا، ومن فكروا ويعملون بجد لتنفيذ لقاء الأجيال من خريجي قسم الإعلام في كلية الآداب بسوهاج، تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور أحمد عزيز، وعميد كلية الآداب د. فتوح خليل، ورئيس قسم الإعلام د. فاطمة الزهراء صالح، والأعزاء د. سحر وهبي، ود. صابر حارص، والأستاذ ماهر مقلد نائب رئيس تحرير الأهرام، ونشرف أن نكون ضمن أسماء من شملهم اللقاء والتكريم والحضور، كما شرفنا بالتخرج هناك.