الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوسف ادوارد يكتب: قليل من التنمر لمواجهته

صدى البلد

الأخلاق عنوان الشعوب، وفي الحقيقة من المؤلم أن نرى في المجتمع المصري "البسيط" بعض المشاهد الصعبة، من مشاهد تنمر طرف أكثر قوة وسلطة على طرف من أصحاب لون البشرة المختلف، أو مع من يعاني من شيء ما، لوجود عيب في مظهره أو طريقة كلامه، أو حتى عند وجود إعاقة جسدية لديه، وكأننا قد نقبل هذا السلوك بالفطرة ولن يرفضه أحد، والذي يكون ضحيته دائمًا الأفراد الأضعف والأكثر حساسية. 

ويمكن من خلال المتابعة اليومية لوسائل التواصل الاجتماعي رصد عدد كبير من حالات التنمر، والتي تتراوح بين المضايقات، والتهديدات اللفظية، والاعتداء المباشر، بمعنى ضرب الضحية أو سرقتها، عن طريق السب والسخرية، أو خفيةً بإطلاق نظرات دونية وتعمُّد إحراج الضحية، أو استبعادها من المجموعة، وكلها ممارسات يمكن أن يتعرض لها أي شخص في المدرسة أو في مكان العمل أو في الشارع والمواصلات العامة. كما يمكن أن يكون التنمر من خلال الإنترنت، إذ يستخدم المتنمر وسائل التكنولوجيا لتحقيق ترهيب أو إيذاء نفسي أو تهديد.

ولهذا نحتاج إلى إجراءات ملزمة بموجب القانون لجميع المؤسسات الحكومية والخاصة، والأماكن العامة والعمل، ليلتزم كلٌّ منها بسياسة سلوكية تتضمن منع جميع أشكال التنمر بين الجميع لمكافحته، وهذه الإجراءات يتم إقرارها من قِبل الدولة، وتلزم المؤسسات بإخبار العاملين بهذه السياسات للتعامل من خلالها في حال وقوع أي حوادث تنمر.

ولا بد من العمل على بناء الوعي بالمعرفة والثقافة في هذا الشأن، من خلال توفير مواد علمية وإعلامية، ودورات تدريبية للمعنيين بإدارة شؤون الأفراد، بجانب تفعيل خط للاتصال المباشر بالشرطة لضمان خطوات وتفاعل إجرائي في حال التعرض لأي حادث اعتداء أو تنمر أو أي شكل من أشكال الكراهية.

ومن الضروري توسيع نطاق اللوائح لتشمل جميع المراحل العمرية، من خلال إعادة صياغة التشريعات الحالية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وحتى المراهقة، لضمان أحكام واسعة النطاق لمكافحة التنمر، سواء في مراحل التعليم المختلفة أو في أماكن العمل. 

صار من الأمور البديهية معالجة حالة اللامسؤولية لدى البعض، عندما تنتشر حالة التهرب من مواجهة الظواهر السلبية في المجتمع، حتى تصبح ظاهرة عادية، فقد تنعكس على طبقات وشرائح أخرى، ربما يكون منها النخبة على سبيل المثال، فبعض القيادات بتنوع توجهاتها تحاول تبرير الأخطاء في الغالب، ويدل هذا الأمر بوضوح على التمسك بالخطأ، واعتبار الاعتراف به هزيمة، وهذه الطبيعة السلوكية تنم عن فكر مراهق، يتطابق كليًّا مع الفردية المتسلطة، بكلمة أوضح إن مبدأ التمسك بالخطأ هو نتاج حتمي للمنهج الجاهل، وينتج عنه نوع من ثقافة السلوك الفردية المتغطرسة والمتعالية والمخادعة أيضًا، وهي في جميع الأحوال لا تصب في صالح الفرد ولا المجتمع.