الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب: طغيان وعدوى التكنولوجيا

صدى البلد

عندما نسمع كلمة عدوى يتبادر الى أذهاننا أنها عدوى مرض معين أو عدوى فيروسية أو بكتيرية مثلا ولكن لم نسمع من قبل عن عدوى الإنترنت وإن كنا سمعنا فنسمع عن فيروسات الإنترنت التى تأتى من البرامج المدخلة لتخترق الأجهزة عبر شبكة الإنترنت.

وعندما كتبت عنوان مقالى طغيان عدوى الإنترنت، لم أقصد العدوى الفيروسية عبر الشبكة العنكبوتية ولكن أقصد عدوى مستخدمى الإنترنت الذين باتوا يستخدمون الشبكة بصورة مرضية وكأنه مرض تفشى يستوجب المداواة والعلاج بين الشباب والأطفال بل وكبار السن فأصبح إدمانا لا ينتهى.

وبالرغم من فوائده العديدة والتى أصبح جميع الناس ليس لهم غنى عنها فى جميع المجالات الحياتية لجمع الأعمار دون إستثناء لأنه فى ضوء التغيير التقنى تطورت بيئة الأعمال إلا أن أضراره جسيمة ويحذر منها الأطباء النفسيون، والذى أثر على العلاقات الإجتماعية فى الأسرة فأصبح كل فرد له عالمه الخاص به الذى يفصله عن عالمه الأصلى وهى أسرته.

ولن أقصد بهذا أن ينطوى الإنسان على نفسه، ولا تكن له صداقات ولكن أقصد تقنين وترشيد الاستخدام بقدر الإمكان فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين؛ إما أن تنتفع بها وتطور من نفسك وتنهض بمجتمعك وعالمك، وإما أن تستخدمها بشكل خاطئ فتدمر بها نفسك ومن حولك.

وقد أشارت استطلاعات الرأى فى الأعوام الماضية بالولايات المتحدة الأمريكية أن 4 من أصل 10 أفراد ينفقون مايزيد عن 150:100 دولارا على استخدام مواقع التواصل الإجتماعى والاشتراك فى الإنترنت ذي السرعة العالية والهواتف الجوالة والقنوات التلفزيونية المشفرة وقنوات الإنترنت التى انتشرت مؤخرا فكل ذلك أصبح هاما وإدمانا للكثير بل ومعديا؛ فمثلا إذا عرف أحدهم أن صديقة اشترك بهذه المواقع تجده على الفور يذهب ليشترك هو الآخر بدون أى وعى أو أنه يحتاج إلى هذا الشيء بالفعل أم لا ؟!

يقول جزء كبير من مستخدمى أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الجوالة إنهم لا يستطيعون الاستغناء عن التكنولوجيا الحديثة ولا يتصورون أن تستقيم حياتهم بها وفى دراسات أجريت مؤخرا على مدمنى الإنترنت والتكنولوجيا أن أعراض إدمانهم تتشابه إلى حد كبير مع أعراض مدمنى الخمور وسلوكياتهم لأن عقليه المدمن تقوم بنفس التصرفات والعمليات ذاتها.

ومن هنا أتساءل هل يستطيع الإنسان وسط هذا الموج المتلاطم من التقنيات الحديثة والتكنولوجيا هل يستطيع الاستغناء عنها ويرجع به الزمن إلى الخلف حوالى خمسين عاما مضت حيث الهدوء وراحة البال والمعرفة والبحث عن طريق المراجع والكتب الورقية. 

هل يستطيع ذلك أم لا؟!