الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتهموه بالجاسوسية لـ إسرائيل.. قصة زيارة لويس أرمسترونج وزوجته لـ مصر وصورته أمام الأهرامات

لويس أرمسترونج وزوجته
لويس أرمسترونج وزوجته أمام الأهرامات

صورة التقطت في ستينيات القرن الماضي، تظهر فيها سيدة جميلة تجلس بنفس وضع تمثال أبو الهول الشهير ويظهر خلفها إحدى أهرامات الجيزة فيما يقف زوجها أمامها ليعزف لها على آلة «الكورنيت» وكأنه يطربها بموسيقاه الجميلة في حضرة التاريخ والحضارة.


هذه الصورة تعود لعازف الجاز العالمي لويس أرمسترونج، والذي زار منطقة الأهرامات بالجيزة وهو في كامل أناقته، يقف أمام زوجته وأبو الهول ناظرا للسماء وفي يده الآلة الموسيقية ذهبية اللون، ويبدو أنه عزف ألحانا رائعة حينها حيث تجلس زوجته وهي تنظر له في فخر وسعادة، ولكن هذه الصورة لم تمر بسلام، فزيارة نيل إلى مصر في عام 1961 سبقها وتلاها الكثير من المتاعب.


البداية ترجع إلى عام 1959 حين تزايدت الشكوك في الفترة السابقة لزيارته إلى مصر بأنه كان قائدا لشبكة تجسس إسرائيلية، حتى كتبت إحدى الصحف عنه أنه من الأعضاء البارزين لعصابة موسيقار أمريكي، ووصلت هذه الشائعات بالفعل إلى أرمسترونج.


انتشر عن أرمسترونج الكثير من الشائعات ولكنه لم يعطها أهمية، حتى وصلت لمسامعه هذه الشائعة فلفتت انتباهه وقال خلال أحد اللقاءات التليفزيونية "لقد شاعت عني أشياء كثيرة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم يها وصفي بجاسوس.. هذا كلام غير حقيقي".


لم يتردد أرمسترونج في تكذيب كل هذه الشائعات بإصراره على زيارة الشرق الأوسط في نفس العام، وخلال زيارته إلى بيروت لمح أحد الصحفيين عن أنه جاسوس وسأله: "قل لي كيف ستتعاون كجاسوس؟"، فقال أرمسترونج: "دعني أخبرك بشيء.. عندما أسافر إلى إسرائيل فإنهم سيسألونني كيف ستتعاون كجاسوس مع العرب"، وأشار إلى الآلة الموسيقية في يده قائلا إنها غير متحيزة.


اتبع هذه الرحلة بزيارة أخرى إلى مصر في عام 1961 برفقة زوجته الرابعة والأخيرة، وكانت هذه الزيارة بتنسيق مع الولايات المتحدة حيث كان بمثابة سفير للبلد، وخلال زيارته كان واقفا في بهو فندق بالقاهرة ومحاطا بالمراسليين، والذين كرروا سؤالهم بحقيقة تعاونه مع دول أجنبية، الأمر كان شبيها لسؤال عبدالحليم حافظ خلال زيارته لروسيا عن تأييده للصراع الفيتنامي.


رد عليهم أرمسترونج ردا قاطعا قائلا: "أنا في عالمي الخاص، أساعد كل من يحتاج المساعدة، حصلت على بوق موسيقي وزوجة جميلة ولا وقت لدي لأي أمر آخر"، أما زوجته التي رافقته خلال هذه الزيارة إلى مصر فهي لويس ويلسون والتي تعد زوجته الرابعة وظلت معه حتى وفاته في عام 1971.