صفقة عسكرية تهدد العلاقات القطرية الفرنسية

تواصل قطر سباق التسلح وإنفاق الأموال الطائلة على الواردات العسكرية أملا في تعزيز قوتها وقدرتها العسكرية، لكن صفقة ضخمة أعلن عنها قبل عامين، قد تؤدي لأزمة في العلاقات في ظل تحركات الدوحة وسياستها الملتوية حتى مع من تعتبرهم "حلفاءها".

وفقا لصحيفة "لا تريبيون" الفرنسية، فإن السلطات الفرنسية تشعر بالقلق بسبب صفقة توريد 300 عربة مدرعة من طراز "في.بي.سي.أي" لقطر، حيث من المقرر أن يتم الإعلان عنها رسميا في ديسمبر المقبل، لكن محاولات الدوحة للحصول على مدرعات ومعدات أخرى من دول منافسة مثل ألمانيا، أمر قد يربك تلك العلاقات الجيدة نسبيا في بعض المجالات

وتوضح أنه تم الاتفاق على بعض بنود الصفقة خلال زيارة امير قطر تميم بن حمد الأخيرة لفرنسا ولقاءه الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن في ظل سوق تنافسي وعلاقات متذبذبة، يبدو أن الدوحة لم تحترم اتفاقها مع باريس، حيث تعتزم إبرام صفقات عسكرية مع شركات عسكرية ألمانية منافسة مثل "راينميتال وكراوس مافاي".

ورجحت الصحيفة أن تخل الدوحة باتفاقها مع باريس لكنها لا تجد سببا واضحا، متساءلة إذا كان السبب وراء السلوك القطري هو فتح تحقيقات ووجود عدد من القضايا في فرنسا ضد القطري ناصر الخليفي مدير نادي باريس سان جيرمان والمقرب من أمير قطر تميم بن حمد، أم هو مجرد "تكتيك للتفاوض والخداع" الذي يدركه القطريون.

ولهذا الغرض، تزور وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس باريس الدوحة الاسبوع الجاري لتفهم الوضع بشكل أوضح وتستمع لمطالب القطريين، ووفقا للصحيفة، ستحاول الوزيرة إزالة الغموض حول تلك التحركات القطرية خلال لقائها مع الأمير تميم بن حمد.

وذكرت في تقريرها أن فشل الصفقة الضخمة سيشكل خسارة كبيرة بالنسبة لفرنسا حيث قدرت الصفقة بأكثر من مليار ونصف يورو، موضحة أن قطر تتفاوض مع شركة "راينميتال" الألمانية بشأن صفقة جديدة على ما يبدو، حيث كانت أبرمت اتفاق معها في 2013 بشأن الحصول على 62 دبابة مقاتلة من طراز "ليوبارد 2" و24 مدفع دبابة.

ويقول التقرير إن وصول وفد تابع لأحد فروع الشركة إلى الدوحة يقلق السلطات في باريس، موضحة أن منافسة الشركة الألمانية لنظيرتها الفرنسية الشاغل الاهم لباريس والذي سيحدد نظرة علاقتها المقبلة مع الدوحة.

وأشارت تقارير إعلامية ألمانية في وقت سابق إلى أن قطر كانت تخطط للحصول على نحو 200 دبابة ليبورد ألمانية بقيمة تقدر بنحو 2 مليار يورو.