الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اجتماع تشاورى لوزراء الخارجية العرب لبحث شرعية الاستيطان الإسرائيلى

مقر جامعة الدول العربية
مقر جامعة الدول العربية

عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا تشاوريًا لهم منذ قليل، فى مقر الجامعة العربية، وذلك قبيل انطلاق الاجتماع الطارئ الموسع لهم، لبحث إعلان وزير الخارجية الأمريكى الأخير بقانونية المستوطنات الإسرائيلية فى فلسطين.

وأكدت الجامعة العربية أهمية الاجتماع لبلورة موقف عربي جماعي ومنسق للتصدي للخطوة الأمريكية.

وقال د. سعيد أبو علي الأمين العام المساعد للجامعة رئيس قطاع فلسطين، إن الاجتماع الوزاري ليس فقط من اجل تقييم الخطوة الامريكية ، وإنما لاتخاذ المواقف والخطوات التي اصبحت تتطلب تجاوز الإدانة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة القرار الأمريكي ، مؤكدا ان الموقف العربي الذي سيصدر عن الوزراء سيكون موقفا عربيا جماعيا منسقا وسيكون جزءا من الموقف الدولي في التصدي للخطوة الامريكية ، وفي ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية للانتصار للحق الفلسطيني بتأكيد الحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي.

وأوضح "أبو علي " ان هناك خطة عمل عربية متواصلة لنصرة القضية الفلسطينية ، وان اجتماع الوزراء يأتي في اطار خطة التحرك العربي سياسيا واعلاميا وقانونيا للتصدي للموقف الامريكي وابطال تداعياته على مستوى العالم .

وأكد أن الاجتماع الوزاري سيناقش كيفية التعامل مع الخطوة الامريكية العدائية تجاه الشعب الفلسطيني والمنتهكة بصورة جسيمة للقوانين والشرعية الدولية ،معتبرا ان السياسة والموقف الأمريكي هو محاولة لشرعنة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة خلافا للمنظومة القانونية و للمواثيق الدولية .

وحذر "أبو علي " ، من خطورة هذه الخطوة الامريكية التي تضاف الى سلسلة المواقف الامريكية العدائية التي تحاول الاستمرار في تطابقها وتكاملها مع السياسات والخروقات الاسرائيلية ، لتصفية القضية الفلسطينية ،وذلك بدءا من الخطوة الامريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال مرورا بوقف الادارة الامريكية تمويل "الاونروا" واستمرار المواقف العدائية ضد السلطة الفلسطينية ، في محاولة من تلك الادارة لإقامة اسس جديدة منافية للقوانين الدولية، لإقامة عملية سلام محتملة او ممكنة ،مؤكدا انها في نهايتها ستؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية وتصفية الموروث والاسس القانونية والدولية التي ترتكز عليها القضية الفلسطينية .

وأضاف "أبو علي " أن اجتماع وزراء الخارجية العرب هو لتقييم الموقف العربي من هذه الخطوة الامريكية العدائية بما تمثل من خطورة ليس فقط على القضية الفلسطينية وإنما أيضا على المنظومة القانونية الدولية ، موضحًا الموقف الدولي الرافض لهذه الخطوة الامريكية حيث كان هناك اجماعا على رفضها خلال اجتماع مجلس الامن يوم الاربعاء الماضي ، حيث رفضت 14 دولة عضو في المجلس باستثناء الادارة الامريكية ، لهذا القرار الامريكي باعتباره تهديدا لمنظومة القانون الدولي وايضا عدوانا على حقوق الشعب الفلسطيني وما اقرته الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني من حقوق .

واشار " ابو علي" الى وجود رفض داخلي امريكي الى جانب الرفض الدولي ، عبر عنه عدد من اعضاء الكونجرس الأمريكي كما ان هناك اوساطا واسعة ترفض هذا الموقف الذي عبرت عنه الادارة الامريكية بشأن الاستيطان .

واكد " ابو علي " ان الاعلان الامريكي الاخير لن يرتب اية حقوق  للإسرائيليين ولن يشكل انقلابا في الموقف ، لان القانون الدولي لا ترسمه دولة واحدة مهما عظم شأنها ودورها ، مؤكدا اصرار المجتمع الدولي على معطيات القانون الدولي وما استقر في هذا القانون من اسس ومبادئ وكذلك على نصرة الحقوق الفلسطينية.

أشار " ابو علي " الى ان مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري سيبحث تداعيات الخطوة الامريكية في استمرار هذا المنهج الأمريكي في التعاطي مع القضية الفلسطينية وما اصبح واضحا من انحياز امريكي يتطابق مع الموقف اليميني الاسرائيلي في عدائه السافر لحقوق الشعب الفلسطيني و تناقضه مع القانون الدولي وبالتالي مع مبادرة السلام العربية .

وحذر " ابو علي " من خطورة استثمار سلطات الاحتلال الاسرائيلي لهذه الخطوة الامريكية لشرعنة الاستيطان والمضي قدما في نهب الاراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها وتهويدها وهو ما عبر عنه " نتنياهو" ، واعتبرها فرصة تاريخية مناسبة للتوسع في حمى الاستيطان وضم مناطق جديدة وهي الاغوار وما يمثله ذلك من خطورة على ابسط حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني ودول الجوار .

وقال " ابو علي " إن الموقف الامريكي عزل نفسه بنفسه عن أي صلة بالقانون الدولي وبإرادة المجتمع الدولي في الحفاظ على مبدأ حل الدولتين وعلى مسيرة سلام يمكن ان تحقق اهدافها .

وطالب بضرورة تجسيد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وذلك في سياق الرد على الخطوات الامريكية التي تستهدف تصفية القضية والاستيلاء على الارض الفلسطينية بما لا يمكن معه تطبيق حل الدولتين.